Friday 2nd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 16 ذو الحجة


عضو المكتب التنفيذي لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا لـ الجزيرة
ما تقدمه المملكة للإسلام ليس بغريب فقد أسست على التقوى
المسلمون في فرنسا محاصرون لتهميشهم ومنعهم من تطوير واقعهم!!

* حوار: سَلمان العُمَري
اوضح عضو المكتب التنفيذي ورئيس قسم التربية والتطوير والتعليم في اتحاد المنظمات الاسلامية بفرنسا الدكتور محمد نذير حكيم ان مشاريع الاتحاد في خدمة الاسلام والمسلمين تغطي اكثر من 90 مدينة فرنسية، وانه يسعى بالتعاون مع المنظمات الاخرى الى ايجاد الحلول الشرعية للعديد من المشاكل التي يطرحها وجود الاقليات المسلمة في الغرب مثل قضايا التعليم والحجاب والمقابر الاسلامية والطعام الاسلامي وغيرها.
واشار الى ان جهود المملكة في خدمة العمل الاسلامي تحظى بكل التقدير والامتنان وان ما تقدمه المملكة في هذا الصدد ليس بغريب على اهل دار نشأت وتأسست على التقوى والصلاح.
جاء ذلك في لقاء لالجزيرة مع الدكتور محمد حكيم ،اجاب خلاله على الكثير من الاسئلة حول مناشط الاتحاد واحوال المسلمين في فرنسا البالغ عددهم اكثر من خمسة ملايين مسلم.
وفيما يلي نص اللقاء:
* تأسس اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا عام 1983م (حوالي 15 عاما) من اجل تحقيق الالتقاء بين الجمعيات الاسلامية العاملة في فرنسا تحت منظمة واحدة
لتنسيق جهودها والتعاون فيما بينها, كم عدد هذه الجمعيات؟ وما مدى التعاون والتنسيق بينها في تحقيق الاهداف؟
- - يضم الاتحاد 256 جمعية عاملة وعادية ومتعاونة ونعمل معا ضمن سياسة موحدة لخدمة وتغطية حاجيات المسلمين في فرنسا الدعوية والتربوية والثقافية والاجتماعية والاغاثية والانسانية والتعليمية.
وقد عمل الاتحاد منفردا ومتعاونا مع الهيئات والمنظمات الاسلامية الاخرى لتحقيق اهدافه فافتتح المساجد والمراكز الاسلامية في كبريات المدن الفرنسية سواء كان بتملكه مباشرة او بمساعدة جمعياته لاقتناء هذه المراكز كما قام باصدار رُزنامة للصلاة لاكثر من 90 مدينة في فرنسا ونظم الندوات الشرعية بالتعاون مع كبار العلماء من اجل ايجاد الحلول الشرعية للمشاكل التي يطرحها وجود المسلمين في البيئة الغربية باعتبارهم اقلية وعقد ندوات اخرى للحوار بين المسلمين وغير المسلمين واصدر بعض الكتب والنشرات باللغة الفرنسية تساعد المسلمين في فرنسا للوقوف على مقومات دينهم الى غير ذلك من المشاريع التي تساعد على انتشار الدعوة في بلاد الغرب ومنها المؤتمرات والمخيمات التي تصون أبناءنا من الانحراف وتقوي صلتهم بالاسلام والاعتزاز بالانتماء له، والدفاع عن قضية الحجاب والتعاون مع المنظمات الاسلامية الاخرى لتحقيق المشاريع الاسلامية العامة كايجاد المقابر الاسلامية وتقديم الطعام الاسلامي لابنائنا في الجيش الفرنسي ووجبات الفطور لهم في شهر رمضان المبارك الى غير ذلك من الامور التي يصعب حصرها من خلال مسيرتنا الدعوية.
ويعتمد الاتحاد في ميزانيته على موارده الذاتية وعلى التبرعات والمعونات المقدمة له من المحسنين الموجودين في العالم الاسلامي بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص.
* ما الغرض من انشاء المقر الجديد للاتحاد؟ وما مزايا هذا المقر؟
- كانت الحاجة ماسة للانتقال من مقرنا السابق الذي ادى غرضه منذ انطلاقة العمل فلم يكن سوى اربعة مكاتب على مساحة لا تتجاوز 80 مترمربع ونتيجة لتوسع العمل والنشاط كان هنالك ضرورة لايجاد مركز اسلامي يعمل القائمون في الاتحاد من خلاله يحتوي على المسجد والمكاتب وقاعات الطعام والاجتماعات ولقد وفقنا الله لشراء هذا المركز بعون الله ثم بدعم وتشجيع من صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهذا المقر يحتوي على مكاتب عدة وقاعتي اجتماعات ومسجد مساحته بحدود 10000 مترمربع ومستودعات ومرافق عدة.
* ما هي الطموحات المستقبلية التي يتطلع الاتحاد الى تحقيقها؟ وما الصعوبات التي تواجهه؟
- اهم المشاريع التي يطمح الاتحاد الى تحقيقها من خلال هدفه الاول: نشر الاسلام وتمكين دعوته في تلك الديار عن طريق:
1- السعي لايجاد جريدة باللغة الفرنسية تكون منبرا لايصال رأي الاسلام والمسلمين في القضايا التي تطرح على المجتمع واصدار الكتب والنشرات التعريفية.
2- السعي لايجاد هيئة تنسيقية بين الهيئات الاسلامية بفرنسا تضم كل المؤسسات الموجودة على الساحة والتي تعمل ضمن الاطر القانونية دون اقصاء لاي جهة من الجهات لنتصدى لحل كل الاشكاليات المتعلقة بتطبيق المسلمين لدينهم وتكون المحاور لدى السلطات في تحقيق مطالب المسلمين.
3- تأسيس اوقاف ومشاريع استثمارية تمكننا من الوصول الى الاكتفاء الذاتي.
اما عن الصعوبات فهي مختلفة ومتنوعة حسب القضية المطروحة ومنها مشاكل ومعوقات مالية ومنها ادارية او تنسيقية وانما بالصبر والجهد والسعي الحثيث سنصل - باذن الله - الى تحقيق هذه الاهداف.
* تساهم المملكة العربية السعودية في دعم العمل الدعوي بكافة انحاء العالم من خلال الملحقيات الدينية بسفارات المملكة ومكاتب ومراكز الدعوة في الخارج التابعة لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد, كيف تثمنون ذلك؟ وما مدى استفادة الاتحاد من هذا الدعم؟
- من خلال اطلاعنا على هذا الجهد نجد انه يتوقف على القائم بهذا العمل ومهما كان الجهد المقدم قليلا فان مردود هذا العمل كبير جدا في المجتمع الذي نعيش به وذلك لكبر الحاجة وانما لله الحمد والمنة نشعر بصدق في هذه المرحلة ان الجهد المقدم كبير والله يجزي هذه المكاتب كل خير.
وما يتعلق بالتعاون والاستفادة فما زالت دون المستوى المطلوب ونأمل باذن الله ان يزيد هذا التعاون والتكامل والتنسيق فيما يتعلق بالملحقيات فقط اما علاقة الاتحاد مع الوزارة فانها ولله الحمد على تنسيق وتعاون وتكامل تام.
* ما هو تعداد المسلمين في فرنسا؟ وكيف يعيشون من حيث التجمع والمستوى الاجتماعي؟ وما اهم المشاكل التي يتعرضون لها كاقلية خاصة فيما يتعلق بتمثيلهم في البرلمان؟
- هناك اكثر من خمسة ملايين مسلم في فرنسا منهم اكثر من ثلاثة ملايين يحملون الجنسية الفرنسية.
وينقسم هؤلاء المسلمون الى ثلاثة اجيال مختلفة، الجيل الأول منها يعاني من الجهل والامية والفقر والعجز عن التأقلم مع الواقع مما يجعل هذا الجيل محل ازدراء واستضعاف وتهميش من طرف المجتمع.
اما الجيل الثاني والثالث فيعانيان ضعف التأطير العائلي، وغياب التربية الصالحة والتأثير السلبي للبيئة مع الفشل الدراسي وانسداد الآفاق والتسكع والانحرافات.
اضف الى ذلك تصاعد موجة العداء للاسلام والمسلمين في السنوات الاخيرة وخصوصا منذ الثورة الايرانية ووصولا الى مشاكل الجزائر مما قوى في الاساط المختلفة مشاعر الخوف والنفور والاحتقار ازاء المسلمين والرغبة في تهميشهم ومحاصرتهم لمنعهم من تحسين حالهم وتطوير واقعهم والاندماج الايجابي في المجتمع.
ويسعى الاتحاد - حاليا وبشكل جاد - الى توحيد الصف لايجاد تمثيل جاد للجالية المسلمة في فرنسا في داخل البرلمان الفرنسي.
* تتعرض المسلمات المحجبات في فرنسا للعديد من المضايقات والضغوط وخصوصا الطالبات منهن,, كيف تصدى الاتحاد لهذه المشكلة؟
- لقد تصدى الاتحاد لقضية الحجاب فور ظهورها وتبنى لذلك هدفين اثنين قام بتنفيذهما:
الاول منهما تقديم الدعم المعنوي والمادي للفتاة المطرودة من خلال ايجاد صفوف تعليمية موازية في مراكزنا الاسلامية تدرسهم المناهج وتعقد لهم الامتحانات في نهاية كل عام والحمد لله حققت بناتنا نتائج طيبة في دراستهم.
اما الهدف الثاني فيتمثل في الدفاع القانوني امام الجهات المختصة وكان ذلك من خلال رفع قضايا قانونية ولقد توصلنا ولله الحمد الى كسب العديد من هذه القضايا التي رفعت بشكل فردي حيث اصدر مجلس الدولة الفرنسية (اعلى سلطة قانونية) حكما بأن الحجاب لا يتعارض مع علمانية الدولة، وحكمت بعض المحاكم بضرورة اعادة بناتنا الى المدارس بحجاب، بل وحكمت محاكم اخرى بضرورة العودة مع فرض غرامات مالية على وزير التربية والتعليم لعدم شرعية الطرد وعادت بناتنا بحمد الله تعالى محجبات وجاء محلهن بالمركز مجموعة جديدة.
* الطفل المسلم في اوروبا اصبح في امس الحاجة الى التربية الاسلامية الصحيحة التي تعينه على الاندماج في المجتمع دون التعرض للانحراف.
هل هناك خطة للاتحاد لانشاء مدارس اسلامية متطورة تحقق هذا الهدف؟
- بناء على ما تقدم فإن هذه الحلول هي حلول وقتية وشخصية وانما الحل الذي نعمل للحصول عليه لتدريس المناهج الاسلامية هو تأسيس المدارس التعليمية والمؤسسات الثقافية ومراكز التدريب والتأهيل والرعاية الاجتماعية الشاملة، وهذه المشاريع يسعى الاتحاد جاهدا الى تحقيقها وقد اعد في هذا الشأن الدراسات الفنية والتقنية والميدانية والمالية والادارية لتنفيذ هذا المشروع.
* تواصل وسائل الإعلام الغربية بكل انواعها المختلفة شن هجماتها الشرسة لتشويه صورة الاسلام ونعته بالارهاب,, هل هناك خطة للاتحاد لمواجهة هذه الحملة؟
- نعم، وكثيرا ما تقدم الاتحاد بقضايا قانونية امام المحاكم لابطال هذه التصريحات، ويسعى الاتحاد جاهدا لايجاد جريدة باللغة الفرنسية تكون منبرا لايصال رأي الاسلام والمسلمين في هذه القضايا والقضايا الاخرى اما في هذه المرحلة فيسعى الاتحاد من خلال بياناته ونشراته والانترنيت ان يتصدى ويفضح هذه الاكاذيب ويقدم الصورة الحقيقية لدين الرحمة والسماحة والاعتدال.
* برزت اهمية الوقف الاسلامي في دعم المشروعات الاستثمارية التي تخدم المجتمعات الاسلامية في كافة المجالات وقد استغل اعداء الاسلام فكرة الوقف في دعم المنظمات التبشيرية بأنحاء العالم.
هل لدى الاتحاد خطة لايجاد مشروعات وقفية لضمان التمويل المستقر للعمل الاسلامي؟
- اسس الاتحاد عام 1995م مؤسسة الوقف الاسلامي، وذلك بهدف مواصلة السعي لتأمين موارد ذاتية لتمويل النشاط الاسلامي (وباب التبرع والمساعدة مفتوح).
* ما خطتكم لاعداد الدعاة وتأهيلهم؟ والى اي مدى يتمتع الدعاة في فرنسا بحرية في نشر الدعوة؟
- نتعاون مع الجهات العاملة في العالم الاسلامي لعقد ندوات ودورات تأهيل للدعاة العاملين، كما نتعاون ونستفيد من الكلية الاوروبية للدراسات الاسلامية لتخريج الدعاة من اوساط الشباب في فرنسا وحتى تاريخ اليوم لا يتعرض الدعاة الى الله لاي مضايقات مباشرة وانما الى مضايقات عامة تنطبق على جميع المسلمين في تلك الديار.
* هل من تنسيق مع المنظمات والاتحادات الاسلامية الاخرى المنتشرة خارج فرنسا خصوصا على المستوى الاوروبي؟
- اتحاد المنظمات الاسلامية بفرنسا عضو في اتحاد المنظمات الاسلامية بأوروبا ويشارك مع المؤسسات المماثلة في الاقطار الاوروبية في خدمة الجاليات المسلمة وتبادل التجارب والخبرات المختلفة.
* انشأ خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ليتولى العناية بطباعة كتاب الله الكريم وترجمة معانيه للغات المختلفة ونشرها في جميع انحاء العالم.
الى اي مدى استفادت الجالية الفرنسية المسلمة من هذه المكرمة السامية؟
وكيف ترون الدور الريادي والقيادي الفاعل للمملكة في خدمة قضايا الاسلام والمسلمين؟
- لقد تلقينا في المرحلة السابقة كميات من هذه الاصدارات المتميزة وزعت على المراكز والمساجد الاسلامية بفرنسا وكان لتوزيعها كبير الاثر وعظيم الامتنان من المسلمين بفرنسا لهذه الجهود العظيمة، لقد وصلتنا هذه المصاحف عن طريق رابطة العالم الاسلامي، ولم يبق لدينا الآن اية نسخة منها، ونسعى حاليا الى محاولة الحصول على كميات جديدة، والله نسأل ان يحمي ويصون ويجزي خير الجزاء من كان وراء هذه المكرمة العظيمة، وهذا ليس بغريب على أهل دار انشأها مؤسس الدولة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على التقوى والصلاح فكانوا بذلك اهل ريادة ووفادة، وكانوا بذلك في طليعة المتفانين في خدمة هذا الدين فالله نسأله ان يحميهم من كل مكروه ، وان يبقي للمملكة دورها الريادي والقيادي في خدمة الاسلام ودعوته.
* علمنا أن (40%) من مسلمي فرنسا يعانون من مشكلة البطالة,, ما الاسباب التي أدت الى ارتفاع هذه النسبة؟ وما دور الاتحاد في معالجتها؟
- زيادة على الازمة الاقتصادية التي مرت بها فرنسا والتي كان من انعكاساتها ارتفاع نسبة البطالة تأتي ازمة اختلاف الاجيال التي سبق لنا التحدث عنها.
ولقد عمل الاتحاد ومازال يعمل - من خلاله مباشرة او من خلال جمعياته ومؤسساته المنتشرة على التراب الفرنسي لتحقيق الامور التالية:
1 - التوجه للجيل الاول (في سن الخمسينات) عبر برنامج لمحو الامية وتعليم اللغة الفرنسية والتوجيه الاجتماعي والارشاد الاداري والقانوني والاقتصادي ، حتى يكون اقدر على استيعاب واقعه ومعرفة حقوقه للتمتع بها، وفهم واجباته الدينية والمدنية لحسن ادائها.
2 - الاهتمام بالجيل الثاني (في سن الثلاثينات) الذي اندمج الى حد كبير في المجتمع، وانخرط في الحياة العامة وفي سوق العمل ولو بصعوبات، من اجل مزيد من التأهيل المهني والعلمي، وتزويده بحقائق الايمان وتعاليم الاسلام.
3 - العناية بالجيل الثالث (الشباب) وانتشاله من التسكع واليأس من نفسه ومن المستقبل وذلك من خلال:
أ - تنظيم دروس التقوية للتلاميذ الذين يزاولون الدراسة ويتعرضون لصعوبات تهددهم بالفشل والاقصاء.
ب - تمكين الذين اقصاهم النظام التعليمي بسبب الفشل الدراسي في فرص التأهيل المهني والاستعداد لدخول سوق الشغل، وتأمين وضع اجتماعي يكفل كرامتهم ولاسيما أن الحرفة باتت اليوم اهم واضمن من الشهادة احيانا.
4 - استقبال اطفال الجيل الرابع وربما الخامس خلال العطل الاسبوعية لتأطيرهم ببرامج تنشيطية وتعليمية تلقنهم اللسان العربي، وتؤسس فيهم الشخصية الاسلامية وتؤهلهم ليكونوا أنجب التلاميذ في المدارس النظامية.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved