نحن البعيدون عن الدمار نظريا
القريبون منه عمليا
نأكل طعامنا ونحن نشاهد المذابح أمامنا على شاشات التلفزيون
نسمع أخبار ترحيل أكثر من 600 ألف من ألبان كوسوفو خارج الحدود الى جهات مفتوحة على فضاء موت لا يكف عن نثر الجثث الخضراء على جوانب الطريق.
من إقليم كوسوفو على الأقدام وتحت المطر وفي طريق يمتد ولا ينتهي
يتدافع اللاجئون الاطفال والنساء والشيوخ وهم لا يحملون معهم سوى صرة او حقيبة يد وضعوا فيها أجمل ما يملكون في هذه الحياة:
الرغبة بالأمان
إلى ألبانيا ومقدونيا ومونتيجرد يندفعون مثل الفراشات المنتحرة على صخرة النار وفيما هم ينتظرون كسرة الخبز او قطرة الحليب او اللحاف الدافئ تستقبلهم أسوار المعسكرات المكتظة بمن سبقهم من اللاجئين.
مرضى الصرب
الذين لا يعرفون قراءة التاريخ جيداً يتوهمون بأنهم قادرون على إبادة المسلمين المزروعين في تربة كوسوفو
أو إخراج جذورهم منها عن طريق المذابح الجماعية التي يقوم بتنفيذها مجموعة من مرضى القلوب والعقول.
الصرب يهدمون البيوت بالمدافع على رأس أصحابها الآمنين
الصرب يقصفون القرى
الصرب يعتقلون أي ألباني في الطريق ويأخذونه إلى ساحات الإعدام
هل هناك اكثر بشاعة من اختيار عشرين مدرسا وإعدامهم أمام التلاميذ؟
هل هناك اكثر بشاعة من تحويل العمار إلى دمار؟هل هناك اكثر بشاعة من تشريد الأطفال؟
الوحوش في الغابات البعيدة عن العين اكثر رحمة على جنسها من الصربي
المريض المدعو خطأ بالانسان.
الدين لله الذي خلق الارض
والارض للجميع
والذي يحاول ان يذبح الآخر ويبيده
لابد ان يقف ضده الجميع
ونحن المسلمين في جميع قارات العالم
علينا ألا نتصور اننا بعيدون عما يحدث في كوسوفو
ولا نستبعد إذا تزايد عدد مرضى القلوب والعقول بشكل طردي
أما آن لنا أن نتوقف عن الأكل أمام المذابح التي نشاهدها في التلفزيون؟
أما آن لنا أن نفعل شيئا لصالح الاطفال الجوعى والمرضى في هذه البقعة المحروقة من العالم؟