Friday 2nd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 16 ذو الحجة


بعيداً عن فتح الملفات
أي انكسار نحن فيه حينما نُسرق ونحن أحياء!!

أثارني ما كُتب في صفحة المزهرية بقلم الأخ/ عبدالله العمار!!
وزاد شجوني ما كتبه الأخ/ فاضل الغشم,, ردا عليه، فقد انبرى أبوطارق في توجيه قذائف كلامية كنت أتمنى ان ترتقي لنفس قوة الموضوع المطروح، دون مساس شخصي لأحد الأطراف أو تهكم لا داعي له وإن كنت أوافقه في تنحية الفنان مزعل فرحان عن تلك القضية.
أما عن الزميل فاضل الغشم فقد غلبت عاطفته على منطق الحوار نظرا لصداقته لمتنبي عصره هزاع بن زيدان وان كان لم يعطه حقه!!.
* اقول لأبي طارق: لا تقحم نفسك في تقييم مبدع لم تقرأه!!.
** واقرأ معي ملحوظة عابرة لهزاع أرجو ان تحسن فهمها:
يهمني منطوق من يحسن الألفاظ
خطو الفهيم اللي لربعه كما القاضي
* ولتسمح لي شاعرتنا ريمية باستعارة جزء من لمسة نقية أنسق بها مقالي وأوثق بها -رأيي في هزاع الشاعر وفي كل شاعر مثل هزاع- تقول: الوعي بجمالية البساطة هو الذي يجعل من شاعر,, ما,, شاعرا متميزا,, ومختلفا,, وله سحر,, وجاذبية وأقول: هذا هو هزاع العنزي وتلك بعض من صفاته,.
* أقول لفاضل الغشم: بدلا من ان تلتمس العذر لشاعرنا هزاع لابتعاده عن ساحة الشعر النبطي قبل فترة التسعينات، وبدلا من ان تُقّر بأن فترة التسعينات كانت بداية لانحطاط الشعر النبطي والفن,, فالانحطاط ليس في الشعر والفن,, وانما,,!!.
وعليك ان تناقش الأسباب وتفتح الأبواب لصفوة العقول والألباب لكشف الحقيقة التي نعرفها ونتحرج لمناقشتها ولنا فيها حديث آخر,, أما عن قصيدة هزاع المسروقة من ديوانه، الذي تناقلته ايادي اصدقائه فقط وهم يحفظونها قبل طباعتها!! فهل من المعقول لشاعر مثل هزاع ذابت قصائده في عروقنا واقتحمت وجداننا وألهبت أحاسيسنا وألجمت من جاء قبلنا يبحث في ذاكرة التاريخ عما يستحق التدوين فوجد اسم هزاع بن زيدان العنزي منقوشا بمداد من عرق وسهر وحب، ينساب بين أوراق تمتلىء بها حجرات بيته ملتقى المثقفين والمبدعين والباحثين عن جمال الشعر في زمن عزت فيه المشاعر وتبدلت فيه الأحاسيس- هل من المعقول ألا يكون له غير ديوان واحد!! طبع على نفقة رجل كريم!، في الوقت الذي نجد فيه مئات بل آلاف الأسماء تلطش منا تذوقنا للشعر!!.
ماذا لو كانت لنا وقفة نقول فيها: هناك ألف هزاع وهزاع ظلمناهم معنا بسلبيتنا في مواجهة المستشعرين والسارقين والبائعين لأشعارهم والأفاقين وغيرهم,, الخ.
* هناك ألف هزاع وهزاع يستحقون منا كاعلاميين ان نفتح لهم صفحاتنا وقلوبنا وايادينا، لنضيء بهم ظلمات الحياة,, لأننا صرنا نغمض أعيننا عمن يجهل الأنساب وينصب الألقاب ويفتح الأبواب لكل من هب ودب لنشر قصيدة بها كسور بعدد سنوات عمره مع صورة تجمل ظاهره أمام القراء,, المظلومين معنا,, فصارت صفحاتنا جوفاء، وتطاولت أسماء على أسماء وأدت الى اعتزال هزاع وألف هزاع مثله دون مواجهة منهم لواقع مرير ودون مقاومة منا لحملهم على الوقوف في الساحة رافعين أقلامهم في وجه المحاولات والمداولات والمجاملات وفتيان أغلفة المجلات وما شئت قوله من ترهات حقبة التسعينات.
أي انكسار نحن فيه حينما نُسرق ونحن أحياء!!، أي انحطاط وصلنا إليه حينما نسمح للمتشدقين والمتملقين بتقييم الشعراء والمبدعين دون رادع بسيف الكلمة!!، واذا كان شاعر النيل حافظ ابراهيم من شعراء العصر العباسي فقل على الشعر السلام!! وان كان قائلها رئيس تحرير مجلة شعبية!! فمن يُلام؟ السارق أم المسروق,.
* هل نحتاج الى فياجرا لإعادة اثبات نسب ما نكتبه,, إلينا؟,, ليست الرجولة أن نبكي على أنقاض ثقافتنا ولكن الرجولة أن نعي معنى الدموع التي نذرفها حفاظا على أمجادنا,, فهل آن الاوان؟!.
شريف رستم
شاعر وكاتب صحفي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved