Friday 2nd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 16 ذو الحجة


صغار السن يقودون مراكب الموت
الآباء لايفكرون في العواقب والأبناء ليس لديهم الدراية الكافية

* تحقيق: سعد الخرجي
ما بين المغالطة وحديث الضرورة تتوزع الاقوال حول قيادة صغار السن للسيارات البعض يرى ان المسألة استهتار اب وتدليل اُم، والبعض يرى ان تعلم القيادة في الصغر يمكن الصغير من مهارة القيادة في الكبر ويؤهله لاستصدار رخصة، وآخرون يرون ان الحياة تضيق عليهم باتساع متطلباتها اليومية بين الذهاب للمدارس والعودة منها وبين تحصيل المشتريات المنزلية والخروج للمشاوير الضرورية في الوقت الذي تلتهم الاعمال الخاصة ولي الامر فيسمح لابنه الكبير صغير السن بالانابة عنه في تلبية الاحتياجات اليومية او بعضها ومع هذه الحالة سواء كانت هناك مغالطة في حديث البعض او ضرورة في حديث البعض الآخر يظل السؤال القائم هو ما الحل؟ خاصة في ظل جهل الصغار بقواعد المرور وتعرضهم الدائم للحوادث!!!.
حول هذه القضية سجلت الجزيرة بعض الآراء فكانت هذه الحصيلة:
** آراء أولياء الأمور **
جار بن عبدالله الجارد يعود باللائمة على استهتار بعض اولياء الامور فهم المسئولون عن اعطاء المفاتيح لابنائهم دون تفكير في العواقب ودون ان تكون لدى ابنائهم الدراية الكافية بقواعد المرور.
ويلوم محمد بن عبدالله الرويس اولياء الامور ايضا لانهم يعتقدون ان اعطاء مفاتيح السيارة للصغار يدفعهم لتعلم القيادة المبكرة التي تؤهلهم لمهارة القيادة عندما يكبرون في الحصول على الرخصة بسهولة, ويشير عبدالله بن منير الحارثي الى ان من اسباب تفشي هذه الظاهرة يعود الى الامهات اللاتي يتعاطفن مع ابنائهن الصغار فيسهلن لهم ايصال المفاتيح الى ايدي صغار السن ويتسترن عليهم.
** متطلبات الحياة تفرض ذلك **
ويخالفنا في الرأي محمد بن مجري البتال السبيعي فيقول ان تعلم الصغار للقيادة اصبح ضرورة حيث أصبحت متطلبات المنزل كثيرة جدا وبصفة يومية فضلا عن ذهاب الاولاد للمدرسة وعودتهم منها وهذه اشياء تعرقل رب الاسرة عن قضاء اعماله الخاصة ولذلك نشاهد الاب يكلف اكبر ابنائه بقيادة السيارة لمساعدته في قضاء احتياجات المنزل وبعض المشاوير الخاصة بالعائلة ويرى خالد حطاب السبيعي ان الابن يجب ان يتعلم قيادة السيارة في سن مبكرة حتى تسهل عليه عملية القيادة في المستقبل لان السيارة ليست ترفا وانما هي من ضرورات الحياة.
** آراء صغار السن **
اذا كانت الآراء السابقة تعبر عن رؤى ومبررات اولياء الامور فماذا يقول القادة الصغار انفسهم؟!
محمد بن عبدالله الحربي 13 سنة يقول: انه اكبر اخوته ولايوجد من يقود السيارة غيره لاحضار متطلبات المنزل وتوصيل اخوته للمدرسة خاصة في ظل انشغال والده الدائم في اعماله ولذلك فهو يرى ان قيادته للسيارة ضرورة تمليها الظروف.
اما محمد السبيعي 14 سنة فلا يرى ان قيادة السيارة شيء صعب ويؤكد ان اهله دائما يكونون في حاجة إلى من يقوم بايصالهم الى المستشفى او لزيارة احد اقاربهم ويكون والده مسافرا او غير موجود في المنزل فاضطر ان أقوم بالمهمة بدلا عنه.
** ما هو الحل **
اذا سلمنا بان بعض الحالات من قيادة الصغار السيارة مع قدرتهم على القيادة واذا سلمنا ايضا بان بعض الحالات من قيادة الصغار للسيارات تمثل نوعا من الاستهتار والترف الذي لا مبرر له فكيف يمكن ان نوعي هؤلاء الصغار وذويهم بما قد يتعرضون له من حوادث واضرار جسيمة قد لا يحمد عقباها لاقدر الله.
عارف بن مذكر الروقي قال: ان المدارس يمكن ان تضطلع بعملية التوعية باخطار قيادة السيارات وذلك من خلال اتاحة الفرصة لرجال الدوريات الامنية بالحضور للمدرسة وشرح هذه الاخطار مباشرة للتلاميذ، ومن جهة اخرى يمكن استغلال بعض حصص الاشطة لشرح قواعد المرور والسلامة أثناء القيادة.
رأي مسئول الشرطة والمرور
ويؤكد المقدم مالك الشنبري مدير شرطة محافظة الخرمة على اهمية تخصيص حصص مدرسية ولتكن من حصص الانشطة للتعريف بانظمة وتعليمات السير والقيادة وتوضيح الاخطار التي تنتج عن المخالفات المرورية التي يرتكبها الصغار ذلك ان صغير السن لا يعلم طرق تلافي الحوادث كما انه يجهل انظمة المرور فضلا عن اندفاعه لارتكاب المخالفات التي ما ان تقع حتى تستوجب التوقيف في بعض الاحيان او توقيع العقوبة على قائد السيارة ووالد الصغير، وفي الحوادث الجسيمة يرسل الصغير الى دار الرعاية للتحقيق معه.
ويضيف مساعد مدير شرطة محافظة الخرمة الملازم اول تركي بن ظافر الشهري انه يتم حث رجال الدوريات الامنية بصفة مستمرة على تطبيق التعليمات المعمول بها في جميع الحالات التي يتم تسجيلها بشكل حاسم للحد من هذه الظاهرة والحد من خطرها على الارواح والممتلكات.
وينوه مدير رخص محافظة رنية النقيب حنيسان بن عباس العتيبي بالدور الفعال لاسبوع المرور الخليجي في ارشاد وتوعية المواطنين بقواعد وانظمة المرور مقترحا ان يُخصص جزء من حملات اسابيع المرور للتركيز على ظاهرة قيادة صغار السن للمركبات وتوعية اولياء الامور بمخاطرها على الجميع.
** من المحرر **
في الاخير نحن امام اسباب ضرورية واخرى ملفقة وراء قيادة الصغار للمركبات فهل الحل في تخصيص حصص مدرسية وجزء من حملات اسابيع المرور للتوعية بمخاطر انتشار هذه الظاهرة التي تزداد يوما بعد يوم؟ ام الحل في تطبيق التعليمات والانظمة المرورية بصرامة؟ ام ان الحل يكمن في القضاء على اسباب الظاهرة الجوهرية؟!!

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved