Saturday 3rd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 17 ذو الحجة


ثرثرة الظهيرة

* كنت وأنا صغير اتطلع الى ما حولي في سذاجة من خرم ابرة,, الى درجة انني تصورت ذات يوم ان بلدتي شقراء الصغيرة الوادعة هي قطب العالم وقلبه,, وان العالم كله بمن فيه وما فيه يدور في فلكها ويتحرك من أجلها,, ومن اجل سكانها الألف,.
كثيرون في مثل سني المبكر آنذاك تغيرت مفاهيمهم اليوم مع متغيرات العصر ووسائل اعلامه وراحوا يتطلعون الى ما حولهم من خلال وعي جديد اكسبهم صدق النظرة وشموليتها الى ما حولهم,, ومن واقع قنوات مستجدة كالتلفاز والكمبيوتر والانترنيت والفضائيات ولكن دون دهشة بعيداً عن ثقب الابرة الضيق وأفق صاحبه.
* * *
* للشهرة ضريبة يدفعها المشهور من خصوصية حياته رغم ارادته,, انها تفرض عليه قيداً حريرياً ونمطاً من الحركة يحدان من حريته الشخصية التي يمني نفسه الاستمتاع بها دون ان يقدر حين عبوره الشارع، او دخوله النادي، واستجمامه حول الشاطىء,, ان عيون الكثيرين من الفضوليين والمعجبين تطارده, تلاحقه تحصي عليه كلماته,, همساته وخطواته,, لذا فانه يشعر انه نزيل سجن مفتوح لذيذ ولكنه مزعج.
عشقه ان يقضي ساعة او سويعات من نهار بين أناس غرباء لا يعرفهم ولا يعرفونه,, يتحرك,, يتحدث بل ويقهقه دون رقيب يرصد عليه تلك الحركات ويحاسبه عليها.
* * *
* استرجعت شريط الذكريات,, استعرضت لوحة الحياة فما وجدت الا بقايا من بقايا من قضيت معهم مرحلة عمر,, ورحلة عمر مكدودة,, انهم كأنما تجهدهم مشقة السفر,, وتقربهم رويداً رويداً نحو محطة من فات ومات,, سريعة مريعة خطواتنا نحو القبر,.
* * *
* سؤال:
متى يتم تلافي اشكالية الفشل في الكثير من الأعمال؟!.
جواب:
- حين يوضع في الحسبان والاعتبار الأخذ بمبدأ استفتاءات الرأي العام,.
* * *
* كبابجي تعوّد ان يقدم لزبائنه لحم كلاب دون ان يُكتشف ولا ان يفطن اليه أحد,, افتضح امره,, سيق الى السجن,, قضى فترة العقوبة,, وبعد ان عاد الى مطعمه استرعى نظره ان شيئاً قد تغير,.
لقد انتزعت كلمة كبابجي من اللوحة المعلقة في واجهة المطعم,, وأُبدلت بكلمة كلابجي نسبة الى الكلاب التي كان يقدمها,, درس يستحقه.
* * *
* جَلد الذات من السقوط والاحباط التي ترسف تحت اغلاله لا يكون بالسياط,, وانما باذكاء جذوة الوعي واقتحام الصعاب ترسيخاً لثباتها,, وتمكينا لقهرها عوامل الاسقاط والانكسار الذاتي.
* * *
* همسات آخر الليل ونسماته سيمفونية حانية حالمة لا يستشعر مذاقها واشواقها ويستطيبه الا من اجهده صخب النهار,, ولهاث الركض,, واختناقات الأنفاس,, وخناقات الناس.
* * *
* ان يستهويك طبق بعينه من بين سائر الأطباق,, او كاتب او شاعر بعينه,, او اغنية او قطعة موسيقية بذاتها فان هذا لا يعني عملية اسقاط لبقية الأطباق,, أو انتقاصاً لقدر كاتب او شاعر آخر,, او تقليلاً من قيمة اغنية واهمية موسيقى لم تكن في دائرة اختيارك,, فالناس اذواق وبقدر ما يستطيبون يختارون دون نقيصة فيما لا يختارون,, الا الرديء القميء من الاشياء فانها ملفوظة مرفوضة حتى ولو كانت مفروضة,, احياناً الاختيار المفضل لا يكون هو الأفضل.
سعد البواردي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved