Saturday 3rd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 17 ذو الحجة


الأدب المثمن
إذا نصّف المحب عمره فماذا يبقى له؟!
أحمد عبدالله الدامغ

ويرقى اسلوب المبالغة في التعبير عما يخالج نفس المحب الى درجة تصل تقسيم العمر الى قسمين كل منهما يؤدي واجبا للمحبوب.
وفلسفة التقسيم هذه ربما انها قائمة على معادلة فرضها بعض شعراء الغزل لارضاء من اصفوا له محبتهم واعتبروه حلا لا يقبل التعديل والتبديل, حيث لم يبق من القسمة باق يحمل على اعادة النظر في عملية القسمة.
ولا ارى التمادي في البحث عن آراء الشعراء في تمليك اعمارهم لمن يشببون به مجديا لان هذه عاطفة لا يمكن كبحها ,, وحس داخلي لايمكن معارضته,, فلا النقد ولا الانتقاد يصرفهم عن البوح بذلك ,, واما التطبيق فهذا ما يحتاج الى تحقيق وتوثيق, وأنى لنا ذلك!
ولكن لنأخذ في هذا الموضوع بجانب التصريح ونعرض صورة رسمها الشاعر ياسين الفيل في قصيدة تبلغ نحوا من عشرين بيتا استهلها بالتنصيف الذي سبقت الاشارة اليه, وذلك بقوله
أُدِنتُ لها بنصف العمر وصلاً
ونصف العمر شوقاً وانتظارا
فهل بادلته نصفا بنصف , وبالطريقة التي ذكرها؟ ذلك ما لم يجزم به ياسين الفيل اذ لم يتأكد له ذلك بعد
واحسب انها مثلى أدينت
وان يك ما بها أدنى اوارا
ولو انها ارادت المجازاة لأمكنها ذلك واخذت قلبه بعمرها وفعلت ما يحقق المقايضة.
والا,, لافتدت بالعمر قلبا
تنزّى حسرة وبكى مرارا
والا,, لاستمات بها حنين
الى زمن كبا, وبنا استجارا
وإلا,, لا رتمت حيرى بدرب
عليه الحب - مما ذاق - حارا
والفيل لا يطمع من ادانتها له بأكثر من فتح باب الحوار معها.
أُدِنت لي,, وقلت لها: ديوني
وفاءً استعيد به الحوارا
وقداعتبر الحوار من اساسيات حياته ومحور تصرفاته.
ثم يتساءل عن عدم فتح الحوار ويعد السكوت عليه فراغا يضيع فيه العمر.
إلام - ونحن نسبح في فراغ
نذيب العمر نأيا وازورارا

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved