Saturday 3rd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 17 ذو الحجة


رأي الجزيرة
إقليم السنجك,,بؤرة توتر جديدة بالمنطقة

من المسلمين الذين يشكلون اقلية عرقية ودينية في جمهورية صربيا وريثة الاتحاد اليوغسلافي المتفكك اولئك الذين يقطنون اقليم السنجك الخاضع لسيطرة صربيا تماماً كما هو الحال بالنسبة لاقليم كوسوفو الذي ثار سكانه المسلمون الذين يشكلون اغلبية مطلقة في الاقليم على الهيمنة الصربية طلباً للحرية والاستقلال مما ادى الى قيام الصرب بأبشع عمليات تطهير عرقي ضدهم دعت حلف شمال الاطلسي للتدخل العسكري لوقف هذه المجزرة الصربية ضد المسلمين في كوسوفو.
وسواء جاء الحل النهائي لقضية اقليم كوسوفو عاجلاً أو آجلاً، سلماً او حرباً، فان ثورة السكان المسلمين في الاقليم امتدت بالفعل الى اقليم السنجك الذي يشكل المسلمون فيه اغلبية كبيرة تصل الى نسبة 65% من اجمالي السكان.
ويرى المراقبون في منطقة البلقان ان اقليم السنجك سيصبح قريباً - وربما قبل ان تنتهي عمليات حلف الناتو في كوسوفو - بؤرة توتر جديدة في المنطقة.
وجاء في تقارير وكالات الانباء ان قضية الاقليم تطرح الآن على جدول قضايا البلقان الملتهبة التي لم تبرد نيران حرب البوسنة حتى اشتعلت فيها نيران حرب كوسوفو وقريباً تتأجج نيران ثورة اقليم السنجك المنسي.
وقد اصدر المجلس الوطني الاسلامي لإقليم السنجك قرارات هامة مؤخراً طالب فيها بتصعيد وتيرة النضال ضد الصرب للمطالبة بحكم ذاتي للاقليم لاعتبارات سياسية وثقافية وحدودية تميزه عن المناطق الجغرافية والعرقية التي تمثل جمهورية صربيا الحالية.
وقد تم تغيير اسم المجلس الوطني الاسلامي الذي تأسس سنة 1990م ليصبح (المجلس الوطني البوسني للسنجك) تأكيداً لانتماء سكان الاقليم المسلمين للشعب البوسني المسلم.
ويرى المراقبون بأن الاسم الجديد يكشف عن تنسيق طويل الأمد بين المسلمين في البوسنة وفي اقليم السنجك ذلك لان مسلمي البوسنة والسنجك يشكلون أمة مسلمة واحدة إذ إن حقيقة سكان السنجك هي انهم من اصول بوسنوية.
وعندما برزت حرب البوسنة استبعد اقليم كوسوفو واقليم السنجك من جدول اعمال لجنة الاتصال الخاصة بحل قضية البوسنة آنذاك، ولم يشملهما اتفاق دايتون الذي وضع نهاية سلمية لحرب البوسنة!.
ويعتبر تجمع مسلمي اقليم السنجك الاكبر من نوعه بعد تجمع مسلمي كوسوفو وتبلغ نسبة المسلمين في عاصمة الاقليم (نوفي بازار) 95% من سكانها.
وتم تقسيم اقليم السنجك بين جمهوريتي صربيا والجبل الاسود اللتين بقيتا ضمن الاتحاد اليوغوسلافي بعد تفككه وكان تقسيم الاقليم عام 1912 عندما خرجت منطقة البلقان من سلطة الامبراطورية العثمانية.
وقد جرت المحاولة الاولى لفصل الاقليم عن صربيا عام 1991 بعد تأسيس المجلس الاسلامي ومنذ ذلك الوقت وهذا المجلس هو الناطق الرسمي باسم الاغلبية المسلمة من سكان الاقليم وحقق المجلس اقامة تحالف الاحزاب الاسلامية تحت اسم (القائمة الانتخابية للسنجك) ويحتفظ هذا التحالف الاسلامي بجميع مقاعد قرى ومدن المناطق التي يسكنها المسلمون في الانتخابات المحلية التي جرت عام 1996م.
واقليم السنجك جزء من ارض العالم الاسلامي وسكانه يمثلون احد شعوب الأمة الاسلامية التي انتظمت اقلياتها صحوة اسلامية يتطلعون بها الى اعادة الارتباط المصيري بكيان أمتهم الاسلامية.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved