** في كل صحيفة أو مجلة,, يوجد نائب لرئيس التحرير,, وعادة ما يكون هذا الشخص قد تدرج إلى أن وصل إلى هذا الموقع,, بعد أن كرمته الخبرة والتجربة والعمل لعدة سنوات,.
** إن الغالب في المؤسسات الصحفية هو أن يكون نائب رئيس التحرير قد عمل محررا أو مراسلا لسنوات طويلة ثم نائب رئيس قسم,, ثم رئيس قسم,, ثم سكرتير تحرير,, ثم نائب رئيس تحرير,, ولكي يصل الى هذا الموقع الأخير,, ويكون قد مر على أكثر الأقسام وعمل بها وخبرها واحدا واحدا,, وتعاطى من كل التخصصات وعمل في كل المجالات,, ولا تستغرب إذا قلت,, إن بعضهم قد عمل لأكثر من 40 سنة في الصحيفة,, وكانت محطته الأخيرة,, نائب لرئيس التحرير,.
** نائب رئيس التحرير هذا,, عادة ما يكون كتلة من الخبرة والتجربة الطويلة,, نتيجة تلك الممارسة الطويلة,, ونتيجة لركام السنين داخل الصحيفة,, بل ان مثل هؤلاء عادة ما يكون مرجعا في كل شيء,, وقاموسا لكل معلومة.
** ومع هذا كله,, عندما يشغر منصب رئيس التحرير,, يفكر اعضاء مجلس إدارة الصحيفة أو المجلة أو أعضاء المؤسسة أنفسهم في شخص خارجي,, وينسون هذا الشخص الذي يعتبر مرجعاً في العمل.
** هم يبحثون عن فلان وعلان خارج الصحيفة,,, ويتداولون قائمة بالأسماء,, فهذا أكاديمي,, وهذا كاتب,, وهذا يقرأ الصحف,, وهذا يعشق الصحف,, وهذا منظر,, وهذا سَكبَه وهذا ملوسن وهذا في الدِّبره وخذ من التبريرات والاسماء,, وينسون صاحبهم داخل الصحيفة,.
** الصحافة بدون شك,, مؤهل وخبرة,, وموهبة,, وعشق وثقافة,, كل ذلك مجتمعاً,, ولكن لا يمكن أن تكون الصحافة بأي حال مجرد شهادة دكتوراه أبدا,.
** كما لا يمكن أن تكون الصحافة مجرد خبرة داخل الصحيفة بدون تأهيل علمي وثقافة,.
** لقد قرات لقاءً مع الاستاذ قينان الغامدي رئيس تحرير جريدة البلاد السابق ورئيس تحرير جريدة الوطن الموعودة ,, نشرته مجلة الاعلام الصادرة عن وزارة الاعلام,, وحتى لا أجتهد في تفسير ما قاله زميلنا الناجح,, دعوني أنقل لكم نص الفقرة,, سؤالاً وجواباً,, وهي تدور حول الموضوع.
* لقد سئل السؤال التالي,, هناك ثلاث صحف تصدر وليس لها رؤساء تحرير,, وإنما يقودها نواب رئيس التحرير,, هل هذا يعني عدم وجود كفاءات في الصحافة السعودية أم ماذا؟
** فأجاب بالنص التالي,, لا أعتقد أن صحافة بهذا الحجم,, وهذا التاريخ وهذه الكيفية تفتقر إلى رئيس تحرير متميز,, بل إن الساحة الصحفية زاخرة بالكفاءات,, والتي تستطيع قيادة أي صحيفة في المملكة,.
** أليس في كل صحيفة نواب لرئيس التحرير,, ثم مديرو تحرير,, وهم الذين يقودون الصحيفة بشكل فعلي,, أليس بإمكانهم تولي مناصب رؤساء التحرير وهم يتولونها بطريقة مباشرة أثناء غياب رؤساء التحرير وبطريقة غير مباشرة في ظل وجود رئيس التحرير الذي قد تأخذه بعض المشاكل والمهام والعلاقات الاجتماعية؟
** أليست تلك الصحف التي يقودها نواب رئيس التحرير ناجحة وتصدر باستمرار ودون توقف,, وقد لا نلاحظ أدنى تغيير؟
** إذاً ,, لماذا لا يعينون رؤساء للتحرير وهم أعرف من غيرهم بكل ما في الصحيفة؟؟!
** في تصوري,, الأمر يعود إلى عدة جهات,, لعل أولها,, مجلس إدارة المؤسسة,!
** ومعنى هذا الكلام,, أن بعض صحفنا تشكو من غياب رئيس التحرير الرسمي,, المعين من قبل مجلس الإدارة,, ويديرها نائب رئيس التحرير بكفاءة ومقدرة وتفوق,, ومع ذلك,, فمجلس الإدارة يبحث عن غيره على رأي المثل الذي يقول من عرفك صغيرا,, حقرك كبيرا .
** نعم ,, عرفوهم داخل الصحيفة وعايشوهم ثم حقروهم,, بينما لو خرج أحدهم من هذه الصحيفة او تلك,,, لدفع له اضعاف راتبه الصغير داخل صحيفته.
وهل أحدثكم عن رئيس التحرير الجديد عندما يأتي وهو لا يعرف اي شيء عن ممارسة العمل الصحفي,, وعما يدور داخل الصحيفة,, فهو أكاديمي وليس مهنياً,, وعندها,, يتكئ على نائب رئيس التحرير في كل شيء ويسند له كل شيء,, ويضطر لتدليله لأنه لا شيء أبدا بدون هذا النائب الذي يدير العمل من أوله إلى آخره,, وتبقى مهمة الرئيس هي الرد على الهواتف وحضور الحفلات والترزز في المناسبات والسفرات والرحلات,, وادعاء أن مهمته,, التخطيط والبرمجة المستقبلية للعمل,, بينما نائب رئيس التحرير هو كل شيء,, ومع ذلك,, فراتب الرئيس,, أضعاف أضعاف راتب من يصنع الجريدة أو المجلة,, من أولها إلى آخرها.
** إنه لأمر عجيب فعلاً يا رؤساء مجالس الإدارة,, ويا أعضاء المؤسسات,, كيف تجهلون كل ذلك,, وكيف تبحثون بعيدا,, ولديكم الكوادر المدربة الجاهزة,؟!
* امنحوهم الفرصة,, وأعطوهم الثقة,, وستكتشفون ,, أنكم اخطأتم في حقهم,, وفي حق المؤسسة,,!!
** ولا يفوتني هنا,, أن انوه بانني أعني نواب رئيس التحرير المؤهلين فقط بمعنى,, من يملك مؤهلا علميا,, لأن بعضهم تدرج في المهنة مجرد تدرج,, ومؤهلاته العلمية بسيطة جدا,, ومثل هذا,,, لا يصلح لشيء.