عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن المملكة العربية السعودية هي الدولة التي تخدم الحرمين الشريفين، وتقدم الرعاية والخدمات لضيوف الرحمن في بلد من اكرم بلاد الارض مهبط الرسالة حيث تنزل كتاب الفرقان على آخر الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وحكومة المملكة حرصت كعادتها كل الحرص على راحة واطمئنان الحجيج، وعلى تنقلاتهم وعلى مأكلهم ومشربهم,, وقد منّ الله على أم القرى مكة المكرمة فقال -جل من قائل-: (كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور).
والمملكة ترحب دوماً ترحيبا عربيا إسلامياً اصيلا بكل مواطن وفرد وابناؤها في خدمة الحجيج وضمان راحتهم بالخدمة الصحية والعلاجية والمياه المبردة، وسواعد تقوم بتهيئة كافة الامكانات من مأكل ومشرب وبسعر مقبول، لا يسبب اي ارتفاع على ما هو عليه قبل الحج ومن مواد غذائية، ومن تسهيلات في المواصلات والتنقلات, رجال المرور والامن والدفاع المدني والهلال الاحمر مستعدون دائماً لخدمة الحاج اينما كان، ليظل الحاج آمنا في مأكله ومشربه وفي تنقلاته وفي مادته وظروفه، وذلك ينطلق من الامن والأمان اللذين نعيشهما من الله بهما علينا وحكومة موفقة ورشيدة ليس عملها لصالح شعبها فقط بل لكل دول الاسلام والمنظمات والاقليات الاسلامية اينما كانت.
وهناك البنية الاساسية في المملكة من خطوط فسيحة ومريحة ومزدوجة من مكة إلى المدينة وبالعكس، ومن ثغر المملكة الباسم جدة، ولجميع انحاء بلدان ومدن المملكة العربية السعودية، ويوجد لك ايها الحاج تنظيم في المشاعر المقدسة صرف على ذلك التنظيم والخدمات آلاف ومئات الالوف والمليارات من الريالات وتوجد - كما لاحظت - المياه المحلاة والمنقاة والمثلجة في مبرة خادم الحرمين الشريفين في ناقلات عملاقة تتوسط الاماكن المزدحمة بالحجيج في المشاعر وخلافها.
كل هذه الامور من نعم الله علينا، ينعم بها الحجاج في يسر وراحة,, القدوم برا أو بحرا في مطارات وخدمات تسهر اجهزة الدولة على مساعدة الحاج فيها.
حقا اتذكر وتذكرون تلك الجموع الهائلة ملايين في لباس واحد ولا فرق بين جنس أو لون (إن أكرمكم عند الله أتقاكم,,,) مهللين ملبين,, لبيك اللهم لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك.
الحاج اما ان يكون فردا من اسرة سيعود لاسرته ويشرح لهم الحج والحجيج وبيت الله ومسجد رسوله، واما ان يكون رئيس اسرة فأسرته متعلقة به في اخباره وعودته ورحلته، ولا يتحدث لهم الا بالواقع، واما ان يكون مندوبا لدولته فهو سفير بالاخلاق والتعامل، وضبط نفسه بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف.
الحج ليس فيه هذا من دولة وذلك من جنس او لون، الكل سواسية، كلنا تحت شعار واحد ولباس واحد وتحت علم واحد هو لبيك اللهم لبيك,, ان التلبية والتسبيح والحمد والشكر والدعوة للاسلام والمسلمين بالخير هي شعار الحج والدعوة لاهله وأسرته ولذويه ولمن شاء، الحج ليس فيه حزب ولا سياسة ولا طائفية ولا تطرف, الحج في مكان واحد من منى إلى عرفة ثم إلى المزدلفة ثم إلى منى ثم البيت العتيق ليعتق الرقاب عن النار والكل سواسية.
وقد هيأت وزارة الصحة كل المستشفيات ومراكز الرعاية الاولية بما تضمنه من الاطباء والطبيبات والممرضين والممرضات بالمجان مفتوحة 24 ساعة دون توقف,, ووزارة الحج هيأت كل الطاقات وكل الامكانات على مختلف المستويات لتسهيل الامور امام الحاج والمحافظة عليه,ووزارة الداخلية بكل امكانياتها، وبكل علوم التكنولوجيا الحديثة في الاتصال، وبكل رجالها كانت في خدمتك ايها الحاج، وفي مقدمتهم سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو امير منطقة المدينة,,فمن ربى بطحاء مكة المكرمة نرفع ايدينا حمداً لله على نعمائه، وشكرا له على آلائه وللحجاج منا الدعاء بأن يكون حجهم مقبولا وسعيهم مشكورا، وعودهم حميدا وسفرهم سعيدا.
والله نسأل ان يوفق، وعليه الاتكال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين.
دعاء
يا سيدي انت الملاذليائس
ضاقت - على سعي - به الارجاء
ان تعف عن ذنبي وتغفر زلتي
فالعفو منك سجية وسخاء