Saturday 3rd April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 17 ذو الحجة


أضواء
متى يصبح الكيل في الميزان الأمريكي واحداً,,؟!

يقول الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ان تدخل الولايات المتحدة مع حلف شمال الأطلنطي ناتو في يوغوسلافيا السابقة يهدف الى منع تفجر نزاعات دينية وعرقية ستجر العالم بأسره الى حرب عالمية ثالثة.
وقال كلينتون ان حلف شمال الاطلنطي لا يمكنه ان يقبل محاولات الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش لفرض الهيمنة الصربية في منطقة البلقان عن طريق حملة من التطهير العرقي على أساس الدين استهدفت مسلمي البوسنة في الماضي وتستهدف مسلمي كوسوفو في الوقت الحاضر.
وقال كلينتون في خطاب بقاعدة نورفولك البحرية بولاية فيرجينيا ان هذه الاحداث تقع قرب الخاصرة الهشة لحلف ناتو في أوروبا في منطقة تتقابل فيها القارات والثقافة والاسلام والمسيحية .
واضاف الرئيس الأمريكي ان العالم وهو على مشارف القرن الحادي والعشرين، الذي تجعله وسائل التكنولوجيا العصرية بمثابة قرية واحدة صغيرة، لا يمكنه ان يقبل النزعات المتطرفة أو تكرار حملات التطهير العرقي التي أدت الى الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وقال ان أمريكا لا يمكنها ان تقف موقف المتفرج حيث إنها اضطرت في النهاية للتدخل في الحروب العالمية السابقة، مضيفا ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تتدخل لمنع المآسي في جميع أنحاء العالم إلا ان هذا ليس مبررا لكي لا تتدخل أمريكا على الاطلاق تحت مسمى التمسك بسياسة متجانسة .
انتهى كلام الرئيس .
وكلام الرئيس كلينتون لا غبار عليه، ورغم كل محاولات التشكيك التي تحدث عنها وبالذات مثقفو اليسار العربي عن استهداف يوغسلافيا وتمزيقها، وان الحرب في يوغسلافيا مد للهيمنة الأمريكية، إلا أن المرء المحايد أو لنقل النظيف من كل اهواء اشتراكية في هذا العصر لا يمكن ان يبقى محايدا خصوصا وان ضحايا الحرب هم مسلمو ألبانيا الذين أيا كانت أهداف الحرب فهم الذين يدفعون الثمن, وكلينتون يقول ان الصرب يسعون لفرض الهيمنة الصربية في منطقة البلقان عن طريق التطهير العرقي على أساس الدين وتركز على مسلمي البوسنة في الماضي ويستهدف مسلمي كوسوفو في الوقت الحاضر,, وهذا صحيح,, وهو مؤكد، ولذلك فإن المسلمين جميعا إلا ما شذ منهم أيدوا تدخل الحلف الأطلسي لوقف ابادة المسلمين في كوسوفو، ومهما كانت دوافع الغرب المسيحي من وراء هذه الحرب التي لابد وان تدفع دول الأطلسي خسائر جراء مشاركتها فيها، فإن المسلمين لابد ان يشكروا هذه الوقفة لمنع توسع دائرة النزعات المتطرفة أو تكرار حملات التطهير العرقي التي أدت الى الحربين العالميتين الأولى والثانية,, هكذا يقول كلينتون,, وهو قول صحيح تماما.
ولكن,,!! ماذا عن حملة التطهير العرقي,, والقهر اليومي الذي يمارسه الاسرائيليون في فلسطين المحتلة,, فقد أثبتت حتى احداث كوسوفو ان نتنياهو لا يقل شرورا عن مليوسيفيتش ولذلك فقد رفض حتى ادانة اعماله في كوسوفو وأحجم عن تأييد حلفائه الغربيين,,!!.
هل ينتظر كلينتون والغرب عموما مواجهة اسلامية- يهودية تهدد بتفجير حرب عالمية ثالثة حتى تقوم طائرات وصواريخ الغرب بواجبها,, أم ستظل كعادتها تحمي ظلم وشرور الاسرائيليين,,!!؟.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved