Wednesday 7th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 21 ذو الحجة


رؤى وآفاق
الربع الخالي لم يعد خالياً

يكوّن الربع الخالي القسم الجنوبي الشرقي من المملكة العربية السعودية وبما أن بعض هذه الصحراء الواسعة خال من القرى والآبار فقد اطلق على الكل الربع الخالي مع ان هذه الصحراء بها سكن منذ القديم الى الآن، فقد سكنها الانسان والحيوان ومن القبائل التي تسكن الربع الخالي الدواسر ويام وبنومرة والمناصير والصيعر وغيرها, وهذه القبائل تعرف الربع الخالي ومسالكه وآباره وطرقه وكثبانه، وهي التي اوقفت فلبي في رحلته التي كانت في ظل الأمن الذي بسطه على الجزيرة العربية جلالة الملك عبد العزيز، هي التي اوقفته على كل ما يريد، فالفضل للملك عبد العزيز في تلك الرحلة ثم لعرب الربع الخالي وفلبي جمع المعلومات وعاد بها, وقد جاب ارجاء الربع الخالي قبل عشر سنوات الأميران الجليلان: صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبد العزيز امير المنطقة الشرقية، وكنا نتوقع صدور كتاب عن تلك الرحلة، فكثير من الناس ينتظرون ذلك ولكن ذلك الكتاب لم يصدر, اما ما كتبه راشد الحمدان عن تلك الرحلة فهو انطباعات مقتضبة، فالقارىء ينتظر الوقوف على حقائق ومعلومات جديدة، واقول اننا لا نزال ننتظر من الأميرين تدوين تلك الرحلة من ألفها الى يائها, ورمال الربع الخالي ملاذ لبقر الوحش، الريم والعفري والأدمي، فقد كانت توجد بكثرة، فقد اخبرني من كان له اهتمام بالصيد بأنه كان يخرج للصيد - قبل منعه - ويمكث الأشهر في الربع الخالي ويعود بالصيد الكثير، فالربع الخالي معروف لسكانه ومرتاديه، اما من يجهل الصحراء وطرقها ومياهها فانه لا يستطيع التوغل في الربع الخالي او في غيره من صحارى المملكة الكثيرة, ومن المعروف ان الماء قليل في الربع الخالي ولكنه موجود، فواحة يبرين مشهورة بوفرة مياهها منذ القدم والناحية الشرقية والجنوبية الشرقية تتوافر فيها المياه على قرب من سطح الأرض، والناحية الشمالية معروفة بعمق آبارها التي تصل الى خمسة وثلاثين باعاً مثل بئر المغينمة وبئر فاضل، وقد امتدت يد الخير والنماء الى الربع الخالي في عصرنا الحاضر فازدهرت فيه المدن مثل شرورة والوديعة والخرخير وعبدت فيه الطرق وحفرت فيه الآبار، فربطت اجزاؤه بنجران وبالمنطقة الشرقية وقد استثمرت الدولة نفط الربع الخالي وحقل شيبة الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد منذ زمن قريب اكبر برهان على الاهتمام بثروة هذا الجزء العزيز من بلادنا، لقد ذهب ولي العهد الى عمق الربع الخالي وقضى فيه يوماً مع العاملين في حقل البترول مع كثرة مشاغله, فان دل ذلك على شيء فانما يدل على اهتمام ولاة الأمر بمؤازرة العاملين السعوديين في المناطق الصحراوية التي يصعب العمل فيها.
لقد برزت مدينة الخرخير في السنوات الأخيرة تسابق غيرها من مدن الربع الخالي نحو التطور والبناء فأخذت بأسبابه ولكنها لم ترض بواقعها فهي تحاول اللحاق بالمدن الاخرى بحيث تصبح المدينة المشار اليها في الجنوب الشرقي من المملكة العربية السعودية فهي تسابق الزمن ولكننا نريد دعماً لمشاريع هذه المدينة بحيث تحتل المكانة التي تؤمل ان تصل اليها.
ان صحراء الربع الخالي قد اخذت بأسباب التطور من خلال ربع قرن ولكنها ما زالت تنتظر الطرق ومن اهم الطرق المسلوكة قديماً طريق الافلاج الذي سوف يربط الجزء الشرقي والجنوبي بطريق الجنوب وطريق الطائف والاهتمام بهذا الطريق اسهام في احياء صحرائنا الواسعة.
د, عبد العزيز بن محمد الفيصل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved