Wednesday 7th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 21 ذو الحجة


من إيجابيات الشعر وسلبياته

والذي لا يرى للشاعر دورا في المجالات المرتبطة بحركة الناس وتعاملهم ليس له مكان في قائمة اصحاب المعرفة والثقافة لأنه إما ان يكون جاهلا بأخبار الأمم وثقافتها أو أنه يعيش في دائرة ضيقة من المعرفة المقصورة على فرع بسيط من فروع الثقافة,, أما الشعر نفسه فإن واقعه يكاد يقسمه الى قسمين رئيسيين أحدهما ايجابي يتمثل في الاصلاح والتوفيق والتسامح والتناصح واطفاء نار الفتن وازالة الأحقاد من النفوس,, والتوصية بالأخذ بمبدأ التفاهم والعقلانية في حل المشكلات التي تنشب بين جماعة وأخرى,, أو دولة وأخرى, أو حتى بين شخص وآخر.
أما القسم الآخر فهو سلبي يثير الاحقاد ويشعل نار الفتنة, ويرى الأخذ بالثأر أفضل من العفو والمسامحة مما يزيد المشكلة التي يتولى عرضها تعقيدا ويوسع دائرة الخلاف حتى تصبح حربا شعواء يتضرر فيها جميع أطرافها.
والشعر يكون محمودا في بعض الجوانب الحماسية كالتحريض على الغيرة على المحارم, والاتصاف بصفات الرجولة, والتمسك بالخصال المحمودة,, ويكون مذموما حينما يوظف في الهجاء المقذع والسخرية اللاذعة وغير ذلك مما يتعرض فيه الى مثالب الناس والطعن في أعراضهم وانسابهم, وذكر عوراتهم.
وكثيرا ما يوجه الشعراء انفسهم نقدا للشعر نفسه فيثنون على جيده ويصفون ما لمحاسنه من أثر طيب في حياة الناس,, ويمقتون سيئه ويبدون اثره السيىء في حياة المجتمع من ذلك ما قاله الشاعر محمود محمد الجيشي من قصيدة له عنوانها -الشعر- وقد ضمنها ديوانه أسرار الحياة وهي قصيدة تبلغ نحوا من ثمانية وعشرين بيتا, منها قوله
الشعر ليس تكلفا
الشعر ليس له نظير
أرأيته يحيى العزي
مة في الضعيف المستجير
أرأيته يوم الوغي
سيفا على العادي المغير
أرأيته يصلى الورى
بالوعظ في نار السعير
أرأيته فوق المنا
بر باكيا حال الفقير
أرأيته يجلي الحقا
ئق للبصير وللضرير
أرأيته روح المحا
فل للمليك وللأمير
ثم يقول قبل البيت الأخير مبديا ارتياحه لكونه شاعرا
الشعر فيه سعادتي
الشعر لي خير وفير
أحمد عبدالله الدامغ

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved