عزيزتي الجزيرة
بداية ,, لا اريد التطرق الى موضوع سبقني في بحثه والاشارة اليه من هم افضل مني بمراحل,, الا انني تواق الى عرض ما يجول بخاطري على صفحات جريدتي الحبيبية - الجزيرة والتي تسابق الزمن في احترام الآراء والحياد والموضوعية.
لا يغيب عن الاذهان الدور الكبير الذي قام به نخبة من رجال هذا الوطن الغالي في مسيرة التنمية وبالتالي لا يمكن بخس حق اي منهم اطلاقا سواء عرفنا ذلك او لم نعرف ولست هنا بصدد ابراز احقية شخصية ما في هذا الدور بقدر ما احرص اشد الحرص على كشف حقيقة ناصعة البياض في انه لولا الدعم الفعال والمطلق من قبل القيادة لبعض الرجال والذين لم يكونوا ليستطيعوا عمل شيء في مسيرة هذا البلد لولا هذا الدعم والتأييد وهؤلاء الرجال هم رجال الوطن قاموا بدورما في فترة ما وهي اهم فترة في مسيرة التنمية وبدايتها الصعبة.
اذا كان لي الحق كمواطن بسيط ان اتساءل ما هو المطلوب من رجال تولوا المسؤولية في فترة بداية التنمية الشاملة هل هو بيان دورهم وما واجههم من مصاعب ومشاق,, او هو - بيان الذي حدث اثناء عملية البناء والتطوير او هو وهو الاهم بنظر الجميع - بيان الدور العظيم والجليل لقيادة هذا الوطن فيما تحقق وما سيتحقق.
من بين هؤلاء الرجال المواطن والمسؤول الدكتور غازي القصيبي والذي تمتع بدعم القيادة لبناء بعض مرافق الوطن,, وايضاحه لهذه الفترة بطريقة لا تخلو من الذكاء الادبي من خلال كتات غني جدا من السرد المذكراتي الشيق هو بنظري الشخصي ابلغ ما وصل من سرد لتجربة شخصية ويقف عند هذا الحد لا يتجاوزه (كما قال).
لننظر ماذا يقول في مقدمة كتابه (هذا الكتاب موجه الى القارىء العادي على وجه العموم وموجه على وجه التحديد الى فئتين من القراء، الفئة الاولى: هي ابناء الجيل الصاعد الذي آمل ان يتمكنوا من ان يتذوقوا نكهة الثورة التنموية التي عاشتها المملكة والتي كان من قدري ان اعاصرها,, اما الفئة الثانية - فهي فئة الاداريين الشباب في القطاعين العام والخاص والذين ارجو ان يجدوا في تجربتي الادارية الطويلة بعض الدروس النافعة وان يستخلصوا منها بعض العبر المفيدة,, انتهى).
نعم,, هي تجربة ادارية,, اراد بحسه الادبي مدفوعا بحبه الشديد لهذه التجربة وما صاحبها من الالتصاق بالقيادة من ان يسردها بكتاب يجعلك مشدودا اليه بحكم كثافة المعلومات ودقة تفاصيل معايشة القادة ومن بأيديهم القرار,, هنا تكمن المتعة في معرفة ما كان يدور بين القيادة والمسؤول فبالنسبة لي كمواطن عادي لم اكن اعلم ماذا كان يدور بين القيادة والمسؤولين حول تنفيذ خطة ما لتنفيذ مرفق ما سوى ما نقرأه في الصحف ومتى؟ بعد تنفيذ هذا المرفق او ذاك,, نعم لقد تعودنا من قيادتنا تنفيذ الاعمال ثم الكلام ولكن في هذا الكتاب صور حية وجميلة جدا من الحوار الاخاذ بين القيادي والمسؤول وحوار في مضمونه التواضع الجم والريادة العليا من القيادة في تبني مصلحة المواطن اولا واخيرا, لم نكن نعرف خلفيات ما يدور مقابل توفير خدمات هائلة,, في هذا الكتاب اطلعنا جميعا ان المادة ليست كل شيء بل ما يمس عيش المواطن وتمتعه بأكبر قدر ممكن من الحياة الرغيدة والمستوى الرفيع من الخدمات وتأصيل مبدأ ان الدولة بكافة اجهزتها ما كانت لتعمل وبشكل يصب في مصلحة المواطن العادي لولا هذا التفكير والتخطيط والدعم اللامحدود والمطلق من قبل القيادة لاي مسؤول, كان غازي القصيبي جريئا في عرض هذه المعلومة بالذات.
معظم الكتب التي تعنى ببحث مسيرة التنمية وتطورها هي غنية بالارقام والانجازات بفضل جهود جبارة من قبل القيادة ورجالاتها اما الكتب التي تكشف لنا اغوار واسرار خطوات بناء هذه المسيرة وبتفاصيل شيقة وما واجهته من مصاعب ومواقف لرجال نذروا انفسهم لخدمة المواطن البعيد جدا عن احداثها فهي قليلة بل ونادرة وهذا الكتاب هو من الكتب الشيقة التي تحكي تجربة شخصية عاصرت احداثا مؤثرة في مسيرة التنمية وادى التصاقها بالقيادة السياسية السعودية فترة من الزمن الى ان يسجل الفضل لاهل الفضل.
اما من يقول ان هذا سرد نرجسي ومبالغة تحاكي انجازا شخصيا فهذا القول غير منصف على الاقل من باب الاعتراف بان المؤلف لم يتطرق اطلاقا لفضله وانجازاته او عمله بشيء من النرجسية,, وانصح من قال ذلك ان يقرأ الكتاب بتمعن وادراك حسي لمعنى من عاصروا مسيرة التنمية وبداياتها وليس ممن نشأوا وترعرعوا بعدها,, أليس من حقنا كعامة ان نفخر بمثل هذا الكتاب الذي يحكي وبجمالية ادبية اسرار الثقة بين القيادة والمسؤول - اسبابها مسبباتها منطلقاتها,,,, الخ.
كثير من الادباء والمثقفين على مختلف ميولهم ودراساتهم اتفقوا على ان هذا الكتاب هو (مادة سياسية نادرة),, علينا ان نشكر الدكتور الاديب غازي القصيبي على هذه المادة الادبية السياسية، التاريخية، الادارية، البحثية المعاصرة,,,اشكركم على اتاحة الفرصة لي لتبيان وجهة نظري الشخصية مؤملا ان يتحفنا الدكتور غازي بكتاباته الادبية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،