Wednesday 7th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 21 ذو الحجة


أضواء
حقائق الحرب,, المحزنة

حقيقتان من عدة حقائق تبرزها الحرب، الأولى أنه إذا كانت بداية الحرب معروفة يحددها قرار سياسي، فإن نهايتها لا يمكن ان يعرفها حتى الذين بدؤوها أو أشعلوها.
أما الحقيقة الثانية التي أكدتها حروب سابقة، وتتأكد الآن في الحرب الدائرة بين الحلف الأطلسي ويوغسلافيا فهي ان رقعة الحرب- أو ما يسمى بلغة العسكريين مسرح العمليات - تكون عادة ايضا محددة المساحة معروفة الأبعاد، إلا أنها سرعان ما تتسع بعد ان يتورط بها عدد من الدول, فتتداخل ميدانيا وعسكريا بعد ان تُجر اليها نتيجة مواقف سياسية مسبقة، أو نتيجة مخطط يقوم به أحد أطراف الحرب.
وهذه الحقيقة بالنسبة للحرب الدائرة الآن في البلقان لم تتسجد على أرض الواقع إلا أن العديد من المؤشرات بدأت تظهر لتجعل تأكيد الحقيقة الثانية - التي نتحدث عنها - ما هو إلا مسألة وقت لا أكثر.
والواقع أن التداخل في تأثيرات الحرب الدائرة الآن في البلقان ليس مقتصرا على دول الحلف الأطلسي التسع عشرة والتي تقوم ست دول منها بالجانب الأكبر من العمليات العسكرية وهي أمريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وكندا, والثلاث عشرة الأخرى كل لها دور يتسع ويصغر حسب قناعاتها بالحرب، فتركيا مثلا تطمح بل تسعى الى مشاركة أكبر لاعتبارات كثيرة منها اعتبارات قومية ودينية وحتى استراتيجية في حين تحاول اليونان البعد عن هذه الحرب، ولولا الخوف من تهميش دورها في الحلف الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي لعارضتها علناً.
إذن فدول الحلف الأطلسي التسع عشرة تعد من الناحية العملية والتضامنية جميعها في حالة حرب مع يوغسلافيا وان تلك الدول تعد متداخلة في العملية الحربية، ولكن إضافة الى هذه الدول هناك دول أخرى تورطت في هذه الحرب وهي من الناحية اللوجستية وحتى العسكرية تعد مشاركة فيها، فألبانيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك وحتى الجبل الأسود الشق الآخر للصرب في الاتحاد اليوغسلافي تعد دولا مشاركة في الحرب - حتى وإن لم تشهر السلاح ضد صربيا - لأن أراضيها أصبحت جزءا من مسرح العمليات ولهذا فإن قادة الحلف الأطلسي العسكريين قد وضعوا ضمن خططهم توسيع مظلة الحماية العسكرية لهذه الدول.
كما يؤكد قادة دول الحلف - وبالذات أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا - في كل أحاديثهم على أهمية الحفاظ على سيادة واستقلال الدول الأربع,, بل ان أمريكا وبريطانيا، وحتى الاتحاد الأوروبي قد أعلنوا بوضوح دعمهم لرئيس الجبل الأسود في معارضته لشريكه في الاتحاد اليوغسلافي في تحريض واضح على الانسلاخ من الاتحاد,,!!
كل هذه الاشارات تؤكد أنه في حالة استمرار الحرب فإن تورط دول مجاورة ليوغسلافيا - من غير دول الحلف الأطلسي - لا يحتاج سوى افتعال عملية بسيطة كالتي حصلت أمس الأول على الحدود المقدونية الألبانية,, حتى تتوسع دائرة الحرب وتصبح كل دول البلقان مسرحا لعملياتها.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved