حوار :عبد المحسن السعدون
رغم العمر الزمني القصير لشركة الاحساء للتنمية إلا أنها حققت نجاحات متواصلة فاقت التوقعات وذلك بفضل من الله ثم بحماس وإخلاص القائمين على شئون هذه الشركة الفتية
,وللوقوف على القفزات الرائعة التي حققتها شركة الاحساء للتنمية فقد كان لالجزيرة هذا الحوار السريع مع مدير الشركة النشط الدكتور سعدون السعدون ,.
فماذا قال عن شركة الاحساء التي تسابق الزمن بمشاريعها وإنجازاتها المميزة في عهد الرخاء والنماء:
*شركة الاحساء للتنمية تأسست قبل أربع سنوات أو أكثر كشركة مساهمة سعودية رأسمالها 300 مليون ريال سعودي نرجو إلقاء الضوء على فكرة تأسيس الشركة والشركاء المؤسسين وأهدافها.
بدأت فكرة تأسيس شركة الاحساء للتنمية من الغرفة التجارية الصناعية بالاحساء التي تقوم بدور ريادي في تطوير الاحساء اقتصادياً وبدأت الفكرة في عام 1413ه (1992م) وتمكنت الغرفة بجهود القائمين عليها من استقطاب عدد من الشركات الصناعية الكبرى ومؤسسات حكومية تمثلت في شركة سابك للاستثمارات الصناعية والمؤسة العامة للتأمينات الاجتماعية وشركة التصنيع الوطنية اضافة إلى عدد كبير من الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال بلغ عددها 153 مؤسس وبلغت نسبة حصصهم في رأس المال نسبة 37% والنسبة الباقية منها 63% تم طرحها للاكتتاب العام خلال عام 13/1414ه (1993م).
وبلغت أسهم الشركة حينذاك ثلاثة ملايين سهم القيمة الاسمية للسهم 100 ريال، وتم تعديلها إلى ستة ملايين ريال القيمة الاسمية للسهم 50 ريالاً بموجب قرار الجمعية العامة غير العادية الأولى للشركة التي انعقدت مؤخراً وتنطلق أهداف الشركة من خلال أربعة محاور رئيسية:
1- تنمية الاحساء اقتصادياً كجزء من التنمية الصناعية والنهضة الاقتصادية الشاملة للمملكة.
2- اختيار مشاريع ذات مردود اقتصادي لتحقيق ربحية للمساهمين، ويتوافق مع المقومات الاقتصادية للاحساء التي تتمتع بتوفر مواد خام عديدة زراعية وبتروكيماوية وتوفيرعناصر الطاقة المطلوبة كهرباء - مياه - غاز كذلك توفر الأيدي العاملة الوطنية.
3- تنمية الكوادر الوطنية وتدريبها لتتولى المسئولية خصوصاً وأن الاحساء تتمتع بكثافة سكانية عالية ربما تكون ثالث أكبر مدن المملكة كثافة سكانية حيث يبلغ تعداد سكانها مايزيد عن المليون نسمة كماتتوفر فيها الأيدي العاملة الماهرة.
4- نقل التقنية الحديثة من الشركات العالمية التي تمتلك هذه التقنية في كل مشاريع الشركة من خلال مشاركة هذه الشركات في المشاريع أو بشراء حقوق ملكية هذه التقنية.
عند تأسيس شركة الاحساء للتنمية كانت هناك أفكار لثلاثة مشاريع وهي اقامة مصنع تمور وفندق ومستشفى ما هو دوركم في تطوير وتنفيذ أفكار هذه المشاريع ؟ وماذا أضفتم لها؟
صحيح عند بداية التفكير في تأسيس الشركة كانت هناك أفكار لإقامة هذه المشاريع الثلاثة التي تتمثل في اقامة فندق خمسة نجوم بالاحساء واقامة مصنع لتعبئة التمور واقامة مستشفى دون تحديد سعة أو مستوى.
فيما يتعلق بالفندق: كانت تقوم بتطوير فكرته شركة الحسين والعفالق وقطعت فيه شوطاً طويلاً وأعلنوا عن اقامة فندق خمسة نجوم بالاحساء وبالتالي لم يكن هناك مجال لدى الشركة لإقامة مشروع مماثل لأن هذا المشروع سيفي بالغرض الذي كانت الشركة تنوي القيام به.
أما فيما يتعلق بمشروع مصنع التمور: رأت إدارة الشركة أن اقامة مصنع لتعبئة التمور بالشكل التقليدي لن يضيف جديداً بالاحساء حيث تتوفر العديد من مصانع تعبئة التمور بالاحساء، وتم تطوير الفكرة لاقامة صناعة تحويلية لاستخراج منتجات مصنعة من التمور ومن مخلفات مزارع التمور تتمثل في انتاج دبس التمر وخل التمر الطبيعي وأعلاف وعجينة التمور وتمور معبأة بأشكال وعبوات جديدة ومختلفة ما بين مكبوس ومفرود هذه كمرحلة، مرحلة أخرى يتم اضافة خطوط تصنيع حلويات التمور ومشتقاتها ثم اضافة مشاريع استغلال مخلفات المزارع بالاحساء التي يحرقها المزارعون للتخلص منها والتي تسبب تلوث بيئي نتيجة لحرقها وتم بالفعل عمل دراسة استغلال هذه المخلفات في اقامة مصنع الفحم ولاقامة مصنع آخر لإنتاج الألواح الخشبية من مخلفات النخيل الذي يستخدم في تصنيع الأثاث المكتبي والمنزلي.
وقد تم بالفعل تأسيس شركة الاحساء للصناعات الغذائية بالمشاركة مع شركة الشرقية للتنمية الزراعية مناصفة لتتولى كافة هذه المشاريع على مراحل ونفذت بالفعل باكورة مشاريعها وهو مجمع الصناعات التحويلية للتمور الذي قام بالفعل بانتاج دبس التمر وخل التمر الطبيعي وعجينة التمور وأعلاف من نوى التمر ومخلفاته وتمور معبأة بالكبس والإفراد في عبوات متميزة وبأحجام مختلفة ونزلت الأسواق بالفعل بعبوات تجارية باسم بساتين الاحساء وجارٍ تطوير باقي مراحل التصنيع التي أشرنا إليها سابقاً.
أما فيما يتعلق بفكرة المستشفى: فقد قامت الشركة باعداد دراسة وافية بالتعاون مع الشؤون الصحية بالاحساء وتعرفت على حجم الطلب لمستشفى بمستوى متميز وسعة كبيرة وبالتالي يحتاج إلى تكاليف عالية قدرت بمائتي مليون ريال أي ما يعادل نسبة 67% من رأس مال الاحساء للتنمية الأمر الذي استدعى أن يتم البحث أولاً عن شركات ذات مقدرة مالية كبيرة وخبرة سابقة في المجال ووجهت دعوة إلى كافة المؤسسين بالشركة لمن يحب أن يساهم في هذاالمشروع وبفضل من الله تم التوفيق في اجتذاب شركات ومؤسسات حكومية ورجال أعمال تمثلت في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والشركة العربية للاستثمار وشركة دلة للخدمات الصحية ومجموعة من رجال الأعمال من مؤسسي شركة الاحساء للتنمية وقد تم وضع المواصفات والمتطلبات الأساسية لهذا المشروع بمايضمن اقتصاديات المشروع ونجاح إقامته، وقد تم بالفعل تأسيس شركة الاحساء للخدمات الطبية التي تتولى حالياً تنفيذ المشروع.
أشرتم إلى الانتهاء من تنفيذ وتشغيل مجمع الصناعات التحويلية للتمور نأمل إلقاء الضوء على:
التقنيات المستخدمة في التصنيع.
عنصر العمالة السعودية في المشروع.
دخول منتجات المصنع إلى السوق.
بالفعل انتهت معظم خطوط الانتاج في مجمع الصناعات التحويلية للتمور وبدأ الانتاج التجريبي في منتصف شهر رمضان 1418ه أي مع بداية عام 1998م وسيتم تدشين كافة خطوط انتاج المجمع للانتاج التجاري الذي يبدأ مع بداية شهر اكتوبر القادم بمشيئة الله.
وبخصوص التقنيات المستخدمة فهي تنقسم إلى قسمين:
تقنيات أمريكية لخطوط التبخير والترطيب والفرز والتدريج والتعبئة والعجينة.
تقنيات فرنسية لخطوط انتاج الدبس والخل والأعلاف.
وهي تمثل إحدى تقنيات عالمية التي جعلت من هذا المجمع أحدث صرح للصناعات التحويلية للتمور في المملكة.
أما فيما يتعلق بعنصر العمالة السعودية في المشروع: فقد تم بفضل الله الاستفادة من الأيدي العاملة الوطنية من أبناء الاحساء وقد بلغت نسبة السعودة في المجمع 71% مابين موظفين وفنيين وعمال دائمين وعمال موسميين، وربمايكون أكبر المصانع السعودية سعودة رغم حداثة تشغيله ونعمل بكل جهد للحفاظ على نسبة عالية دائماً من السعودة وفي إطار توصيات خادم الحرمين الشريفين.
أما إذا نظرنا لدخول المنتجات إلى السوق فكماأشرت إلى أن المجمع بدأ بتشغيل تجريبي بكميات محدودة لم تتجاوز نسبة 10% من الطاقة الانتاجية للمصنع تم تأمينها من الموسم الماضي، ومع ذلك لاقت منتجات المجمع الاستحسان والقبول في كافة الأماكن التي عرضت بها.
وتقوم الشركة حالياً بإعداد خطة تسويقية لتوفير المنتجات في كافة مدن المملكة علاوة على التصدير إلى الخارج، ونحن متفائلون نظراً لجودة المنتجات العالية والتي تنتج وفق شروط صحية وتخزينية قياسية.
وقد بدأت الشركة في الإعداد لفتح منافذ تسويقية في مدن المملكة وقد افتتح أول منفذ للشركة في مجمع الراشد بالظهران ويجري حالياً عرض منتجات المجمع هناك ويجري حالياً الإعداد لفتح منافذ مماثلة في كل من مدن الرياض، جدة، المدينة وكافة مدن المملكة بإذن الله.
* هل حصلتم على دعم مالي من جهات تمويلية حكومية أو مصارف تجارية لتمويل مشروع مجمع الصناعات التحويلية للتمور؟
كما تعلمون بأن أي مشروع استثماري يخطط لتمويله بعدة طرق للاستفادة بأكبر عائد على رأس المال فبالإضافة إلى رأس المال يتم الاستفادة من الدعم المادي الذي توفره حكومتنا الرشيدة متمثلة في مقام وزارة المالية وصندوق التنمية الصناعية السعودي وبعد ذلك ينظر في تمويل الباقي من البنوك التجارية.
ولله الحمد فإن مجمع الصناعات التحويلية للتمور قد حصل على دعم من مقام وزارة المالية بقرض تمويلي بقيمة (15) مليون ريال ولم يتم الاحتياج إلى قرض البنوك التجارية مما ساهم في تجنب العبء التمويلي على المجمع.
* تحدثتم عن مشروع المستشفى وأشرتم إلى تكوين شركة تتولى تنفيذ المشروع نرجو إلقاء مزيد من الضوء على مكونات المشروع وتكلفته الاستثمارية وبداية تنفيذه.
يقام مشروع المستشفى على مساحة 60,000م2 في موقع متميز يتوسط مدن وقرى الأحساء ويلتقي عند عدد من الشوارع الرئيسية المؤدية لمداخل المدن والقرى وخط الرياض وخط الظهران، والمستشفيات علاوة على العيادات الخارجية في كافة التخصصات وغرف عمليات أخذ في الحسبان أن تجهز بأحدث المعدات الطبية، وقد انتهت أعمال التصاميم الهندسية وطرح المناقصة للمقاولين وفي خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستتم الترسية على المقاول صاحب أفضل العروض، و من ثم من المتوقع البدء في الأعمال الانشائية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
أما عن التكلفة الاستثمارية للمشروع فمن المعروف لدى المستثمرين في المستشفيات أن متوسط التكلفة للسرير الواحد تكون في حدود المليون ريال.
والشركة تسعى بكل جهد لإخراج هذا المشروع في شكل متميز وبخدماته الأساسية الشاملة وبالتكلفة الاقتصادية للتوازن بين تحقيق الخدمة الأفضل مع العائد المناسب للمستثمرين في المشروع.
* هل تنوون الحصول على دعم مالي حكومي أو تجاري لهذا المشروع؟
نعم وقد تم بالفعل التقدم إلى مقام وزارة المالية للحصول على قرض تمويلي للمشروع ونحن بصدد استيفاء متطلبات الوزارة وتقوم الشركة حالياً بتخطيط السيولة المطلوبة للمشروع وسوف يتحدد مقدار القرض التجاري بعد إقرار وزارة المالية للقرض الحكومي.
مع العلم بأن هناك عدداً من البنوك المحلية مستعدة للدخول في تمويل المشروع عند طلب ذلك نظراً لقوة المركز المالي للمشروع وكافة الشركاء.
* لا شك اننا لمسنا مدى تطويركم لأفكار المشاريع التي جاءت مع فكرة تأسيس الشركة لكن السؤال ماذا أضفتم من أفكار ومشاريع أخرى بعد تأسيس الشركة؟
كما تعلم بأن طرح فكرة المشروع هي من أبسط ما يكون لكن كيف تقيم هذه الفكرة وكيف تحول إلى مشروع عملاق يتناسب مع المقومات الاقتصادية لإقامة هذا المشروع في الأحساء وبصفة عامة إذا كان هذا المشروع صناعياً ويعتمد على تقنية دقيقة بل وفي بعض الأحيان معقدة هذا أمر ليس سهلاً، ومع ذلك - ولله الحمد - قامت شركة الأحساء للتنمية خلال السنوات الأربع بدراسة عدد من المشروعات الجديدة ما بين مشروعات صناعية ومشروعات خدمية وصل عددها لما يزيد عن عشرين مشروعاً وبفضل من الله نجحت الشركة في انجاز مشروع صناعي يعتبر الأول من نوعه في المملكة وهو مشروع صناعة أقمشة الثياب والعباءة وبمشاركة وتقنية من أكبر الشركات اليابانية، ونحن نفخر بهذا الصرح العملاق,, حيث تم توقيع اتفاقيات المشاركة والتقنية خلال شهر ابريل 98 وحصل المشروع على دعم من صندوق التنمية الصناعية السعودي بنسبة 50% من التكلفة الاستثمارية التي تقدر ب 160 مليون ريال، وتساهم شركة الاحساء للتنمية في رأس مال المشروع بنسبة 76,5% ومجموعة شركات يابانية بنسبة 23,5% وسوف يقوم هذا المشروع بإنتاج ما يعادل 12,000,000 ياردة سنوياً من أقمشة الثياب والعباءة.
كما سوف يوفر هذا المصنع أكثر من 400 فرصة عمل سوف يكون للعمالة الوطنية نصيب كبير منها بإذن الله.
ومن المتوقع أن يبدأ انتاج وتشغيل المصنع خلال الربع الأول من عام 2000م.
ولم تقف الشركة عند هذا المشروع بل هناك حالياً عدد آخر من المشاريع ينتظر العرض والإقرار من مجلس الإدارة ليتم الإعلان عنها في القريب بإذن الله.
حيث تعودت الشركة على أن تعلن عن أية مشاريع تقوم بدراستها حتى تستوفي كل شروط ومتطلبات التنفيذ ويقرها مجلس الإدارة.
* يتساءل البعض أن شركة الأحساء للتنمية أسست بهدف تنمية الأحساء ولكن سعت الشركة إلى مشاركة عدد من الشركات في الجبيل وينبع والدمام ما هو مبرركم لمثل هذه المساهمات وأليس من الأولى أن تكون في الأحساء؟
حدد مجلس الإدارة استراتيجية للاستثمار في الشركة على أساس إقامة مشاريع تنموية في الاحساء وايجاد نوع من التعاون الصناعي مع الشركات الصناعية الكبيرة من منسوبي المملكة يهدف إلى تبادل الاستفادة وإلى مشاركة شركة الاحساء للتنمية في عموم النهضة الصناعية بالمملكة.
ومن هذا المنطلق شاركت شركة الأحساء للتنمية في رأسمال الشركة العربية للألياف الصناعية ابن رشد - إحد شركات سابك في ينبع والتي ستكون فيما بعد ممولاً لمصنع الأقمشة لمادة البوليستر كمادة خام للمصنع الذي سيقام في الأحساء.
كما شاركت في مشروع شركة المجموعة السعودية للاستثمار والشركة الخليجية للسبائك المعدنية في الجبيل والشركة العربية لصناعة الورق في الدمام للاستفادة من هذه الشركات في مشاريع الشركة المستقبلية.
كما أنها على المدى البعيد ستحقق الربح المناسب الذي سيعود بالنفع على مساهمي شركة الأحساء للتنمية.