** دول الخليج العربي حققت في السنوات الماضية نجاحات وتطورات وقفزات الى الامام جعلت هذه الدول في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات,, كما أسهمت في اختفاء ذلك الاعتقاد الظالم والسائد سابقاً,, بأن دول الخليج مجرد تجمعات بدوية كانت تسكن الخيام والبراري,, ثم انتقلت الى الفلل والى القصور بمجرد ضربة حظ,, ونسوا أن دول الخليج اليوم,, تضم أفضل الجامعات وأكثرها تطورا وأفضل المصانع وأكبرها,, وأضخم دور الثقافة والنشر ومراكز البحث والدراسات والمراكز العلمية المتقدمة,, وعلى صعيد الانسان الخليجي نفسه,, كان هناك تطور كبير جداً,, ولولا وجود مثل هذه النقلة والتطور على صعيد الانسان الخليجي لما تحقق التطور في مجالات أخرى,.
** لقد كنت الى فترة قريبة,, أسمع وأقرأ وأتابع ما تحقق - كمثال - في الشارقة,, حيث كانت تستهويني هذه الإمارة الرائعة كمركز اشعاع ثقافي,, وكنت أتابع بشوق تلك النقلات التي تحققت في الشارقة على الصعيد الثقافي والفكري,, وكم كنت سعيداً,, أن تحمل هذه المدينة لقب عاصمة الثقافة العربية إذ هي جديرة حقاً بهذا الاسم.
** لقد قمت بزيارة خاطفة للشارقة,, ووجدت اضعاف اضعاف ما قرأت وسمعت,, وما وضعته في مخيلتي.
وقد كنت من المتابعين لقناة الشارقة الفضائية,, تلك القناة الرزينة التي لا تعرف الغثاثة والحشو والخرابيط الفضائية من مهازل الافلام والمسرحيات والفيديو كليب وسائر الفضائحيات المشهودة في قنوات اخرى,, بل ركزت هذه القناة على اللب وعلى الفكر وعلى الوعي وعلى الثقافة,, فوجدنا الرأي السياسي,, ووجدنا الترفيه البريء,, ووجدنا الصناعة الاعلامية الحديثة في قناة يستمر الارسال فيها على مدار ال24 ساعة.
** لقد تجولت في شوارع هذه المدينة الحالمة,, ووجدت ان المظهر,, قد يجتمع في أحيان كثيرة مع المخبر,, مظهر رائع جميل,, ومخبر أجمل وأجمل,.
** المدينة,, شهدت تطورات مذهلة في شتى الميادين والمجالات,, وأضحت من أجمل مدن العالم,, ولكن هذه المدينة الحالمة,, التي سابقت الزمن في التطور,, لم تنس ماضيها أبداً,, ولم تنس اصالتها ولا تاريخها ولا أصالة أهلها.
** لقد كان تطورها المذهل,, يسير جنباً الى جنب مع أصالتها,, فكانت كمن وضع عيناً على التطور وعينين اثنتين على الأصالة,, وليست أبداً كمن سابق الريح ونسي ماضيه أو تنكر له,.
** إنني كإنسان خليجي,, يجزم أن الخليج وطن واحد,, وبلد واحد,, يسعدني جداً,, ما رأيته في هذه الامارة من تطور مذهل,, ومن محافظة قوية على الاصالة والتاريخ والجذور.
** لقد تجولت في هذه المدينة الجميلة مع بعض الزملاء والاصدقاء,, وكانت رحلتنا قصيرة جداً,, حيث لم تستغرق سوى 24 ساعة فقط,, ومع ذلك استمتعنا بما شاهدناه,, وجزمنا ان مدينة كالشارقة,, لا يكفيها (24) ساعة ولا حتى (24) يوماً,, بل تحتاج إلى رحلة أطول,, لأن المدينة كانت فوق ما نتصور بكثير,.
** وحقيقة لا تقبل النقاش ان التطور في دولة الامارات العربية المتحدة,, قد شملها كلها امارة امارة,, ومدينة مدينة,, فقد اضحت هذه الدولة الوليدة من أجمل دول العالم في كل شيء,, ومركز اشعاع ثقافي للوطن العربي كله,.
** تهنئتي للشارقيين على ما أنجزوه من أجل الشارقة ومن أجل الخليج ومن أجل الوطن العربي كله,, ومن أجل الانسان العربي أينما كان,.
** وقبل أن أختم كلمتي هنا,, لا بد أن أشير الى أن لمسات صاحب السمو المفكر المثقف العربي الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة,, قد ظهرت في عاصمة العرب الثقافية,, فأضحت المدينة كلها مكتبات ودور نشر وثقافة,, وقبل أيام,, افتتح سموه احدى اضخم الجامعات العربية,, ليضيف صرحاً علمياً عربياً ضخماً,, فله منا,, ومن كل مثقف عربي,, الشكر والتقدير على لمساته الرائعة,.
عبد الرحمن بن سعد السماري