إذا كان التطور يعبر عن نفسه بشكل مباشر في المظاهر المادية للحياة فانه يطال أيضاً اللغة التي نعبر بها عن مشاعرنا كما يطال سلوكناً,, فمثلاً كان شوقي يقول في مطلع هذا القرن
دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني |
فجاء بعده بنصف قرن الشاعر أمل دنقل ليترجم سرعة احتمال انتهاء الحياة حتى في زمن اقل من الثانية يقول:
ومتى القلب في الخفقان اطمأن؟! .
وفي السلوك,, كان مسار الحب تراتبياً ووئيدا كما يقول شوقي
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء |
فجاء بعده بنصف قرن ايضاً شاعر آخر هو صلاح عبد الصبور ليقول
ما عاد الحب يخضع للترتيب!! .
الا انه اذا كان التطور في المظاهر المادية اجباري السرعة والاتجاه، فانه عند الانسان رهن بشخصية الفرد نفسه، فعلى حين يكثف انسان لغته ويوجزها او يختصر في اجراءات سلوكه، يلتزم انسان آخر الحذر ويمضي وفقاً للسائد والمألوف,, ورغم خشيتنا مما يحدث فانه يحدث فمياه النهر ليست هي مياه النهر ابداً.
صالح الشهوان