عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فعندما نتحدث عن السلامة المرورية فاننا نقف مبهورين امام الانجازات والقفزات التي يعجز قلم ان يقيدها على ورق,, فهنا انجازات في مجال الطرق والمواصلات وهنا انجازات في القطاعات الامنية عامة وذات الاختصاص المروري بصفة خاصة,, فلا يخفى على الجميع ما تقدمه الدولة - امدها الله بنصره وحفظها بحفظه - من خدمات وتخطيط وانشاءات وتطوير وانجازات وقفزات متتابعة ومتلاحقة في كل مجال، وفي مجال الامن المروري، فتلك بحق نعمة عظيمة ننعم بها تستحق منا جميعا الشكر والتقدير والمحافظة عليها ولن يتم ذلك الا بالوعي التام والعمل على تطبيق ما يسعى اليه الامن المروري, فعند ذلك نقي انفسنا مخاطر كثيرة ونحفظها من موت محقق او عاهات مزمنة.
فلنكن وقافين عند الارشادات والتوجيهات والتعليمات والعلامات المرورية والتي تهدف الى نشر الوعي لتبقى السلامة علامة ينعم بها المواطنون, ولنحقق المثالية الحقة في احترامنا لانفسنا باحترام الانظمة المرورية فهذا غاية في الشكر والتقدير منا لاولئك الرجال الافذاذ الذين نذروا انفسهم في خدمة ورقي وراحة وسلامة هذا الوطن.
وبمناسبة الاسبوع المروري اجد الفرصة سانحة بأن اتحدث عن قضية القضايا وبلية البلايا اقضت مضجع الجميع فكم يتمت وكم رملت وكم,, وكم,, ومع ذلك فالاعداد الاحصائية في تصاعد، فلايكاد يمر يوم الا ويكون ضحية ذلك نفس ان لم تكن انفسا,, تلكم هي قضية الجمال السائبة والتي اصبحت خطرا مهددا وعقبة كؤودا امام الامن والسلامة المرورية.
فهل نقف مكتوفي الايدي نرى بأسى مناظر مؤلمة ونسمع بحرقة أخبارا محزنة وكأننا ننتظر الدور في هذه المجزرة؟!
فمن يتحمل هم هذه القضية ومن يكن كفؤا لها فيقدر المسئولية؟! والجميع يشتركون فيها وتتمركز على ثلاثة اطراف هي:
الطرف الاول والهام فيها: مالك الابل, وعليه المسئولية كاملة ويتحمل الاسباب كلها وذلك لانه ترك ابله هملا تغدو وتروح كيف شاءت فلم يكلف نفسه مراقبتها ولم يجعل عندنا راعيا يرعاها ويكف شرها واذاها عن المسلمين,, ثم كيف يهدأ له بال وينام قرير العين وهو يعلم انها (اي الابل) تهدد ارواحا بريئة فتهلك الكثير جماعات ووحدانا؟؟!.
فيا من تملك جملا سائبا اتق الله وامط الاذى عن طريق المسلمين.
اما الطرف الثاني: سالك الطريق وقائد المركبة فكن يقظا فأنت على خطر خصوصا في ساعات الليل,, فقد سيارتك بحذر ملتزما بالسرعة المحددة ومتنبها لكل طارىء فقد يداهمك احد الجمال السائبة, وللمعلومية احيطك علما بما قرأت في احدى الصحف عن احد العاملين في الابل يقول: ان الابل السائبة (الهمل) يجتذبها صوت السيارات فتسير نحو الطريق ظانة انه صوت تلك السيارة التي تحضر الماء والاعلاف فكن على انتباه دائم حتى لايكون صوت سيارتك جاذبا لتلك الابل يوما ما!! وعند مشاهدتك لجمل سائب ليلا كن ساعدا امينا لاخوانك فلا تتعدى الجمل وتتركه,, بل ابعده عن الطريق ثم بلغ اقرب جهة امنية.
الطرف الثالث: رجال الامن البواسل, وعليهم مسئولية كبيرة وامانة عظيمة في الحد من خطر الجمال السائبة بالعمل الدائب والسعي الحثيث بمراقبة الطرق خاصة اوقات الليل ومحاولة معرفة اصحاب الابل قرب الطرق لمتابعتهم والتأكيد عليهم بابعاد ابلهم ومتابعتها وعدم تركها هملا.
أخيرا: لم نسمع حتى الآن عن معاقبة صاحب ابل كانت سببا في ازهاق انفس بريئة,, ولم نسمع عن مصادرة ابل ضبطت على الطرق,, فمتى نسمع ذلك نرجو قريبا لان الامر لا يحتمل التأخير ولا التأجيل نرجو ذلك لان في ذلك نفعاً للمسلمين ودفع ضرر عنهم.
ومع تلك القرارات الصارمة ضد اصحاب الابل السائبة كم ستكون سعادتنا وفرحتنا عندما نرى سياج الحماية تطوق جميع الطرق وخاصة في المواقع التي يكثر فيها رعي الابل كما هو الوضع على الطرق السريعة,, لان ذلك انجع طريقة رادعة للابل عن الوصول الى الطريق ومن ثم يسير الجميع على طرقهم مطمئنين باذن الله.
عبدالمحسن المنيع
الزلفي