Saturday 17th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 2 محرم


مدرسو اليوم يخافون من بعض الطلبة
التوسع بالرأي والحوار يثري المعرفة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نشرت جريدة الجزيرة مقالات حول موضوع تأديب طلاب المدارس بالعصا من عدمه وايضا كثر الحديث في بعض المجالس عن هذا الموضوع واختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض، فمنهم من يقول السبيل الامثل لتربية الطلاب المدارس هو الرجوع الى الماضي وحمل العصا ومنهم من يقول لا سبيل للرجوع الى الماضي وندرس الطلاب ونحمل العصا لنرهبهم ونخوفهم خاصة اننا في اخر القرن العشرين لان اسلوب التدريس والتربية تطور عن الماضي,, الخ مع احترامي لجميع الآراء والاقوال, احب ان ادلي برأيي واقول ان مشكلة تربية طلاب المدارس مشكلة عالمية تعاني منها كثير من الشعوب ان لم تكن كلها, وكل الشعوب لها عقائدها وتراثها وعاداتها وتقاليدها تعتز بها ومن ترك التقاليد والعادات طالت عليه المسافات, ويجب علينا كمسلمين ان نكون مبدعين لا مقلدين للآخرين في تربية ابنائنا وتأديبهم فباسم التطور والحداثة صرنا أتباعا وتركنا التجارب والابداع واصابنا التخبط وتسببنا لبعض ابنائنا بالضياع وتربية ابنائنا بالمدارس في الماضي اخذناها من عقيدتنا السمحة ومن عاداتنا وتقاليدنا واثبتت ايجابياتها, واعتقد ان اسلوب التربية والتأديب بالنصيحة والحكمة افضل من الضرب واللكمة ولكن هناك حالات من الطلاب فردية شاذة مشاغبة ومتهاونة واحيانا تكون مستهترة وغير مبالية بالاخلاق الحميدة (باستثناء الحالات النفسية) لا يفيد معها الا الضرب بالعصا او (المصطعة) على راحة اليد او الرجل, واقصد الضرب الخفيف وليس الضرب العنيف, لان ديننا الاسلامي الحنيف يرفض العنف والايذاء المبرح ويحرمه, والضرب الخفيف للطالب وسيلة من وسائل التأديب وليس غاية من غايات التعذيب والذي لا يفيد معه ذلك لا يستعمل معه عقاب العنف بل يفصل من المدرسة ويرسل الى مدرسة الاحداث بموافقة ولي امره والمعروفة بالماضي (مدرسة الايتام) وهذا من اسلوب تربية الطلاب في مدارس الماضي بمملكتنا حماها الله من كل شر ومكروه, والمدرس في الماضي افضل من المدرس في الحاضر, لانه يعرف الفروق الفردية او فروق الفرد وله هيبة ولديه موهبة وعنده صلاحية ويحترم رأيه وهو المعلم والاستاذ والمربي والمنشئ والباني والأب والاخ والصديق والزميل لجميع الطلبة يصارحهم ويصارحونه يعلمهم التربية والآداب ويحذرهم من الانحراف والخراب ويشرح لهم اصول الاكل والشراب ويغرس في نفوسهم حب الوالدين وحب الوطن وولاة الامر ويأمرهم باحترام الكبير وتقدير الصغير ويتعب ويشقى من اجل مصلحتهم ومستقبلهم ويتأثر بتأثير احدهم وعلى هذا الاساس قال الشاعر المعروف شوقي
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
اعلمت اعظم او اجل من الذي يبني وينشىء انفسا وعقولا فرد احد المعلمين وقال,, شوقي يقول وما درى بمصيبتي:قم للمعلم وفه التبجيلا, يا من يريد الانتحار وجدته ان المعلم لا يعيش طويلا,؟! اما مدرس اليوم مع احترامي وتقديري له ليس لديه صلاحيات سوى تدريس الكتب والمقررات على الطلبة وهذا ليس ذنبه وفي الماضي تعتبر المدرسة الحضن الثاني للام الحنون, واليوم صارت المدرسة صالة معارك وفنون,, وخير شاهد على ذلك ما نسمعه ونقرأه في بعض مدارسنا, مثل قام احد الطلبة واعتدى على زميله او مدرسه بالضرب واوقعه ارضا واحدث فيه بعض الجروح او قامت احدى الطالبات بالاعتداء على زميلتها او مدرستها وسحبتها من شعرها المجعد اوصفعتها كفا من اليد حتى احمر الخد,, هل ننتظر اعظم من ذلك ثم نرجع الى اسلوب الماضي في مدارسنا وتأديب بعض طلابنا المشاغبين والمتهاونين هل نصبر حتى تنتقل عدوى مداس الدول المتطورة والمتقدمة الى مدارسنا ونسمع ان احد الطلبة قام بالاعتداء على زميله او مدرسه وطعنه بسكين او آلة حادة حتى إسالة الدماء، او قام احد الطلبة واطلق عدة عيارات نارية من مسدس او بندقية او رشاش على مجموعة من زملائه او مدرسيه وقتل عددا منهم والبعض الآخر نقلوا الى المستشفى وبعضهم حالتهم خطيرة,, (ما ينفع رفع الصوت اذا فات الفوت).
ان المصلحة العامة هي خوف الطلاب والطالبات من المدرسين والمدرسات واتذكر الماضي, احد الطلبة افطر بشهر رمضان وشرب الدخان خارج المدرسة ومن شدة خوفه من المدرس حتى لا يشم رائحة الدخان من فمه اكل فص بصل واتذكر في الماضي اذا لعبنا في الشارع ورأينا احد المدرسين من بعيد اوقفنا اللعب وبعضنا يهرب وليس ذلك خوفا من المدرس ان يعاقبنا بل تقدير واحترام له ولمكانته العالية والغالية في نفوسنا, اما اليوم المدرسون يخافون من بعض الطلبة ويحاولون عدم مقابلتهم بالشوارع او الاسواق خوفا من ايذائهم او الاستهتار بهم او مناداتهم بتصغير اسمائهم, فإذا كان المدرس اسمه صالح يناديه بعض الطلبة أبو صلاح أو أبو صويلح او أبو الصلح,, الخ.
اما اسلوب التدريس وتطوره عن الماضي هذا صحيح ولا شك فيه ولكن اعتقد الماضي افضل وافيد وليس فيه ملل ولا ارهاق للمدرس والطالب ليس فيه اختبارات شهرية ولا طلبات تعجيزية, وفي الماضي اكثر طلاب ثاني ابتدائي يقرأون ويكتبون (يفكون الخط) بجهود مدرسيهم ويجب في هذا الموضوع ان نتوسع بالرأي والحوار والنقاش ليس بعيب ولا عار, وألا نكتفي برأي اصحاب شهادات الجامعة بالدراسة وننسى رأي اصحاب الخبرة بالممارسة,, واخيرا اقول كما قال الامام الشافعي رحمه الله (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم.
محمد الصالح العبدالعزيز المبيريك
إمارة منطقة الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
ملحق الاحساء
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
التقسيط والقروض البنكية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved