* سرت أ,ش,أ
عقد العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية اجتماعا الليلة الماضية مع الرئيس السوداني عمر البشير والاريتري أسياسي أفروقي.
وهذا الاجتماع له دلالة هامة لأنه الأول من نوعه الذي يجمع بين القيادتين السودانية والاريترية منذ توتر العلاقات بين البلدين قبل بضع سنوات مضت حتى وصلت في بعض مراحلها الى درجة العداء والقطيعة.
ويمهد هذا الاجتماع السبيل امام امكانية تطبيع العلاقات السودانية الاريترية وهو ما سيكون له انعكاس كبير على الاوضاع في تلك المنطقة التي تشهد توترا كبيرا سواء بسبب الملف السوداني حيث حرب الجنوب الدائرة منذ سنوات طويلة فضلا عن الخلاف القائم بين الحكومة السودانية والمعارضة وهو الامر الذي تسعى ليبيا بجهود حثيثة الى احتوائه لتحقيق المصالحة الوطنية في السودان.
أما اريتريا فهي تواجه نزاعا حدوديا شرسا مع جارتها اثيوبيا منذ يونيو من العام قبل الماضي,وكان الرئيسان البشير وأفورقي قد شاركا في قمة تجمع دول الساحل والصحراء التي عقدت أمس الاول في سرت 450 كيلومتر شرق طرابلس والتي شهدت انضمام اريتريا وافريقيا الوسطى الى التجمع.
على صعيد آخر وللمرة الاولى منذ اطلاق الشراكة الاوروبية المتوسطية عام 1995م شاركت ليبيا أول امس وامس الجمعة في مؤتمر شتوتغارت في ألمانيا بعد تعليق العقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب اتهامها بالضلوع في اعتداءات ارهابية.
وترضي دعوة ليبيا من قبل الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي الشركاء العرب للاتحاد الذين يطالبون باشراك طرابلس في المنتدى الذي يضم 27 دولة هي دول الاتحاد الاوروبي ال15 و12 دولة متوسطية.
لكن في مرحلة اولى ستشارك ليبيا بصفتها (مدعوا خاصا) الى هذا المؤتمر، وهو الثالث من نوعه منذ اطلاق الشراكة الاوروبية المتوسطية في برشلونة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1995م، والتي حددت بين اهدافها اقامة منطقة اوروبية ومتوسطية للتبادل التجاري الحر بحلول عام 2010م وجعل المنطقة منطقة أمن واستقرار.
ولكي تصبح ليبيا عضوا كامل العضوية فيما اصطلح على تسميته مسار برشلونة فإن من الضروري انتظار الرفع الفعلي للعقوبات الدولية التي قررت الامم المتحدة مجرد تعليقها، وانتظار التوصل الى اتفاق بين الدول الاعضاء في المنتدى حول المشاركة الكاملة لليبيا فيه.
وقد علقت الامم المتحدة العقوبات المفروضة على ليبيا في الخامس من نيسان (ابريل) الجاري بعدما وصل الى هولندا الليبيان المشتبه بضلوعهما في تفجير طائرة تابعة لشركة بانام الامريكية عام 1988م فوق بلدة لوكيربي في اسكتلندا مما ادى الى مقتل 270 شخصا.