Tuesday 20th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 4 محرم


آلمتني

إلى قلبي الذي يزرعني دائماً في ارض الحنين,, إليه وحده,.
آلمتني,.
آلمتني,.
وزرعتني,.
يا قلب في أرض الحنين,.
وتركت تلك الأرض,.
في جنح الظلام,, تضمني,.
في قوة,.
حتى شعرتُ بأضلُعي الحرّى تلين,.
حتى شعرتُ بأن ليلي غرَّني,.
والفجرُ لا لا,,
لن يبين,.
آلمتني.
,لا الشعرُ يطفي لوعتي,.
لا الكونُ يسمعُ صرختي,.
فأنا الوحيدُ,,
وبين أنحائي ارتجافات السنين,.
آلمتني,, بدّدت حلمي,, في متاهات النوى,.
يا ويح قلبي,, كيف يقتلني النوى,.
ويحيلني,, دَنِفٌ,, حزين,, آلمتني,.
كالشوك ينبته الجوى,.
كالنار تحرق في الحشا,.
من فرط نوحي,, والانين,.
آلمتني,, أشقيتني,, يا قلب,, فاسمع صرختي,.
واسمع,, حديث المرجفين,.
أحلام منصور الحميِّد
الرياض
***
* تربكنا بداية القصيدة بشكل جميل، تقول وزرعتني يا قلب في ارض الحنين وتركت تلك الارض في جنح الظلام تضمني في قوة .
وإذن هناك مكانان أحدهما تقف عليه الشاعرة الآن لتصف الآخر الذي هو أرض الحنين مرزوعة فيه، فكيف يكون لها هذان الوجودان المتباعدان في آن واحد؟,, هي - ههنا - ترى نفسها هناك، فتلك الهناك التي زرعت فيها ما تزال تضمها في قوة؟!!,, هي اذن صدق اللحظة التي ترى من خلالها الشاعرة نفسها موزعة يكاد ينمحي وجودها الحاضر في وجودها الغائب، ويعلو قدر ذلك الوجود الغائب المشحون بالحنين على وجودها الحاضر المفرغ من المشاعر إلا (الألم) الذي من خلاله تلوم قلبها الذي دفع بها إلى تلك المملكة البعيدة - حتى وان كانت مملكة الحلم - التي لم تدرك اي قدر من التحقق لأحلامها فيها برغم كونها مزروعة بها ومضمومة بقوة.
على اننا من خلال تتبع حريص لكتابات صديقة الصفحة أحلام الحميد نلحظ اولا: ان تحررها من الشكل العمودي قد منح كتابتها مزيداً من الراحة والاستقرار وسلاسة من بساطة التعبير الذي لا تتزيد عليه ضرورات يفرضها الشكل العمودي، وبدأت تتضح في نصوصها تكوينات بسيطة للصور الشعرية تعتمد على الاستعارة او غيرها من اشكال البيان البسيطة، ويقينا ان قدرة الصديقة أحلام على تشكيل تلك الصور ستزداد مع دربتها وتكرار تجاربها وان كنا نود ان ننبه الصديقة احلام الى الحذر من استخدام التشبيه بأدواته (مثل - والكاف) الذي يطفئ في القصيدة شاعريتها فمثلا (زرعتني - يضمني - متاهات النوى - ارتجافات السنين),, إلى آخر ذلك,, هذه استعارات جيدة ولكنها تشكل صوراً بسيطة ،عند شاعر كعلوي الهاشمي في سطر واحد من الشعر مثلا نرى هذه الصورة المركبة حين يقول:
غفوتِ على جرح قلبي سحابة دفءٍ ودالية من حنين
حيث تتوالى متدافعة الاستعارات في كل منها صورة بسيطة وفي مجملها تتم الصورة المركبة لتلك التي غفت على صدر الشاعر,, فتواصل عناصر الصورة على امتداد القصيدة قيمة تضاف للشاعر ولاشك ان صديقة الصفحة أحلام قادرة على الامساك بمثل هذه الصور وقد استطاعت ان تتحرر من الشكل العمودي للقصيدة.
نحن سعداء بتواصل احلام معنا وننتظر منها المزيد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved