Tuesday 20th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 4 محرم


حديث الشبكة
فيروس ميليسا,, لمَ كل هذا الذعر؟
خالد بن محمد أبا الحسن*

تناقلت شبكات الأخبار والمهتمون بشؤون الحاسب الآلي مؤخرا تطورات الوباء الفيروسي المسمى ميليسا والذي ينتشر في الحاسبات الآلية أشد من انتشار النار في الهشيم, وطريقة انتشار الفيروس هي في الحقيقة السر وراء كل هذا الذعر الذي تركه في قلوب متصفحي الإنترنت ومستخدمي البريد الإلكتروني.
فهل يستحق فيروس ميليسا كل هذا الاهتمام؟
يقوم هذا الفيروس بإرسال ملفات من الحاسب الآلي المصاب به إلى جميع من يوجد في قائمة العناوين البريدية في برنامج البريد الإلكتروني وبطريقة سرية لا تكاد تترك آثارا واضحة, وتتم هذه العملية عندما يكون المستخدم مرتبطا بالإنترنت, ويذكر محللون من شبكة زي دي نت zd net أن ميليسا ربما يقوم كذكل بإنشاء وثيقة من برنامج وورد وإنشاء قائمة في تلك الوثيقة تتضمن مواقع إباحية فاضحة، ثم يتولى ارسالها كملف مرفق مع رسالة بريدية للخمسين الأوائل في قائمة العناوين, كما يؤكدون أن بإمكان هذا الفيروس البحث عن الملفات السرية في الجهاز المصاب وبثها إلى كل من له عنوان في ملف العناوين بالحاسب الآلي المصاب, من جانب آخر، يشير jeff carpenter مدير فريق طوارئ الحاسب الآلي بجامعة كارنيجي ميلون أن فريقه قد تلقى مكالمات عديدة من محامين متخصصين في قضايا الحاسب الآلي وممثلين عن الحكومة الأمريكية الفيدرالية معربين عما يساورهم من قلق شديد من احتمال قدرة الفيروس على إحداث تلك الآثار المذكورة آنفا.
ويشير بعض المتخصصين طبقا لوكالة الاسوشييتد برس إلى أن الفيروس من الخبث بمكان بحيث أنه يصيب الملفات الأصلية في برنامج وورد ونماذجه templates التي على أساسها ينشأ كل ملف جديد, وبالتالي، فإن كل ملف يتم إنشاؤه من ذلك النموذج، يصبح بدوره حاملا للفيروس, ومن ثم، ينتقل الفيروس بعدها إلى تعساء الحظ الذين يكونون ضمن أول خمسين شخصا يحتفظ صاحب الجهاز المصاب بعناوينهم البريدية في سجل برنامج البريد.
من جهة أخرى، يقلل خبراء من شبكة زي دي نت من شأن فيروس ميليسا مؤكدين انه لا يمثل خطرا كبيرا في حد ذاته، بل يكاد يكون فيروسا مسالما، غير أن أولئك الذين يستخدمون برنامج آوت لوك للبريد الإلكتروني يكونون الأسوأ حظا لأن الإصابة بنسخة واحدة من الفيروس كافية لإصابة خمسين جهازا أخر به بخلاف الملفات التي سيتولى بثها إلى الآخرين من دون إذن صاحبها, كما قلل متخصصون في وزارة الدفاع الأمريكية من خطر الفيروس على مستوى الأفراد، مشيرين إلى أن خطره يكمن في أنه يبطئ من عمل مزودات البريد الإلكتروني Email Servers حتى يؤدي في النهاية إلى انهيارها وتوقفها عن العمل تماما.
* تحركات لمواجهة الوباء
وفي تقرير عن تطورات قضية فيروس ميليسا، أشارت وكالة الأسوشييتد برس في الثلاثين من مارس الماضي أن فيروس ميليسا قد غير جلده واكتسب مناعة ضد المضادات الالكترونية التي لجأ الكثيرون إلى إضافتها إلى مضادات الفيروسات في أجهزتهم, وهو أمر لم يدر في خلد أكثر الخبراء تشاؤما.
من جهة أخرى، أشار متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن فريقا تم تكليفه بمتابعة القضية ووجهت التعليمات بوقف تشغيل شبكات البريد الإلكتروني في القوات الجوية والجيش حتى تتم السيطرة على آثار الفيروس, وفيما لو لم تتول الجهات المسؤولة القضاء عليه فإن مسؤولا في شؤون الأمن الالكتروني في مكتب التحقيقات الفدرالي يتنبأ بأن هذا الفيروس سيطغى بآثاره على المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية ومنافذ البريد الإلكتروني العسكرية والأمنية.
وفي تقرير لوكالة الأسوشييتد برس نشرته في الحادي والثلاثين من مارس أكد متحدث باسم قوات المارينز أن اتصالات البريد الإلكتروني بين قواعد المارينز قد أغلقت نتيجة لانتشار فيروس ميليسا في الإنترنت، مشيرا إلى ان مسئولي المارينز قد أصدروا أوامرهم بحصر اتصالات البريد الإلكتروني في حدود القواعد فقط حتى تحل مشكلة الفيروس بشكل نهائي.
* من وراء هذه الجريمة الإلكترونية؟
ولضخامة الخطر المحدق بأمن مستخدمي البريد الإلكتروني، فقد شن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حملة واسعة للقبض على صانع فيروس ميليسا بالتعاون مع جهات عدة من ضمنها المركز الوطني لحماية البنى التحتية وعدد غير قليل من المراكز والشبكات التقنية للتقليل آثار الفيروس ووضع حد لانتشاره وبالطبع القبض على المتسبب في هذه الكارثة الالكترونية.
ومن خلال اختبارات مكثفة لجزء بسيط من الشفرة الإلكترونية للفيروس، واصل المحققون الفيدراليون البحث للوصول إلى مصدر الفيروس وماهيته، وهو ماتم بالفعل في الأيام القليلة التالية لبدء التحقيق, وقد قارن المحققون الفيروس بفيروسات شبيهة يحتفظ المكتب الفدرالي للتحقيقات بأسماء مؤلفيها, وتبين أن فيروس ميليسا ماهو إلا مركب لفيروسين صنع أحدهما قرصان ومؤلف فيروسات معروف يدعى فيكودين إي إس Vicodin ES. وبعد تمحيص وبحث طويلين، توصل المحققون إلى رجل يعتقد أنه وراء ظهور الفيروس, وهذا الرجل المتهم يدعى ديفيد سميث، وهو مبرمج حاسبات في الثلاثين من عمره وقد ألقي القبض عليه في منزل أخيه بينما كان يقضي ليلة الخميس عنده, وقد وجهت إليه اتهمات إعثار الاتصالات العامة والتآمر وسرقة خدمات الحاسب الآلي وهي اتهامات قد تودي به إلى السجن لمدة أربعين عاما وتغريمه مبلغ 480000 دولار, وقد ذكر محققون أن ديفيد سميث علم بأنه مطارد بعدما اطلع على إعلان تحذيري أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن الفيروس, فما كان منه إلا أن ألقى بحاسبه الآلي في القمامة لعلمه بقدرة المحققين على استخراج الدليل الذي يدينه من نفس الجهاز, وقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها أن خبراء يؤكدون أن الفيروس قد نشأ من منطقة نيوجيرسي وأنهم تمكنوا من تتبع خط سيره حتى تمكنوا من التعرف على مصدر أول نسخة منه وأنها جاءت من خط هاتف المتهم مرورا بأجهزة شركة Monmouth lnternet Corp. التي تزود المتهم سميث بخدمة الإنترنت.
وفي الوقت الحالي، ينتظر جمهور مستخدمي البريد الإلكتروني ظهور مضاد إلكتروني جديد يتمكن من التغلب على هذا الفيروس والقضاء عليه وحماية الأجهزة من عدواه, وكما يعلق بعض الظرفاء: فإنما تتطلب المشكلة مبرمجا آخر يكون أكثر خبثا وتجربة من مؤلف الفيروس مشيرا ضمنا الى ان مؤلفي الفيروسات ومضاداتها إنما هم كعينين في رأس واحدة.
وللمراسلة يمكنكم الكتابة الى البريد التالي vxjg@grove.iup. ebu
* جامعة إنديانا- بنسلفانيا

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved