سمعت من اعضاء الجمعية العمومية لحارتنا ان جارنا ابا علي يعاني الامرين هذه الايام بسبب التهاب حاد في اللوزتين اصاب ابنه المسكين (دنقور), يقولون ان المدعو ابا علي قام بمراجعة احد المستشفيات الحكومية، حيث اخذوا بيده الى اليأس من اقصر الطرق بإعلانهم ان اقرب موعد لمقابلة الاستشاري (المختص) واجراء عملية اللوز لن يكون ممكنا قبل ستة اشهر!!,, وبعد التقصي الحثيث و(الغثيث) من جارنا أبي علي,, تمكن الرجل من الوقوف على سبب هذا التباطؤ في سير المواعيد، ان معشر (الدكاترة) العاملين بالقطاع الحكومي مشغولون حتى اخمص اقدامهم بعياداتهم الخاصة التي تديرها ممرضات حسان لا يمكن بأي حال من الاحوال مقارنتهن ظاهريا بموظفي المواعيد الذين يثير مظهرهم وسلوكهم غثيان المراجعين من (المضطرين)!!
ماذا فعل جارنا ابو علي للوصول الى السيد استشاري؟ لقد قام بزيارة الطبيب في عيادته الخاصة بعد العصر وتمكن من مقابلته بالحالة المزرية التي آل اليها (دنقور) في دقائق معدودة بعد ان دفع عدد مئات من الريالات (لموظفة) الاستقبال المبتسمة دائما!! وجريا على العادة قام هذا الطبيب بالذم والقدح في الاساليب العلاجية المتبعة في المستشفيات الحكومية واكد في معرض كلامه المنمّق على ضرورة التوجّه الى المستشفى الخاص الذي يقع بأحد ارقى احياء العليا للقيام بترتيب اجراء العملية طبعا المسألة واضحة,, فجميع الحالات التي يتم تحويلها من عيادة الاستشاري الى ذلك المستشفى لن ينفذها غيره ليتم اقتسام المعلوم ويا بخت من نفّع واستنفع!! ذهب (ابو علي) مضطرا بفلذة كبده الذي تحوّل الى (لوزة كبيرة) تمشي على الارض!! ودخل فعلا الى ذلك المبنى الذي يتراقص حركة ويختال أبهة,, وصل ابو علي الى عيادة الطبيب رقم (3) في ذلك المبنى الاستثماري ليفاجأ بأن كلفة العملية = قرض من اللي يسوى واللي ما يسوى!!
عاد المسكين ادراجه حاملا ابنه الغائر العينين ليبدأ سلسلة جديدة من البحث عن عيادات لا يشترط ان يكون من فيها استشاريا!
واصارحكم القول,, فقد ملَّ وكلَّ جارنا ابو علي من البحث وذلك بسبب ضيق ذات اليد الذي اجبره على شراء جميع انواع (المسكنات) و(المؤلمات) لابنه (دنقور) لحين الوقوع على طبيب يقبل بإجراء العملية دون الحاجة لسواد الوجه,, هذا ان وجد من يسوّده!
كفاكم الله شر التهاب اللوزتين ومتعكم بمد من الصحة والعافية,, ودمتم بخير!!
عبدالله صايل