* جدة - تونس - الجزيرة - واس
تجمع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية علاقات متميزة يعود تاريخها الى سنين طويلة وهي علاقات متينة ومتنوعة ما فتئت تتعزز وتتدعم من سنة الى اخرى بفضل الحرص المتواصل للارادة السياسية وتوجيهات قائدي البلدين الشقيقين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود واخيه فخامة الرئيس زين العابدين بن علي.
وعرف التعاون الاقتصادي والتجاري خلال السنوات الاخيرة نسقاً تصاعدياً وتطوراً ملموساً على جميع الاصعدة وبخاصة في مجالي الاستثمار والتبادل التجاري.
وتحتل المملكة العربية السعودية المركز الاول على الصعيد العربي فيما يتعلق بالاستثمارات في تونس حيث وصلت الآن الى ما يربو على 500 مليون دولار، وتعود بداية التعاون الاستثماري بين تونس والمملكة الى سنة 1981 وتاريخ تأسيس الشركة التونسية السعودية للاستثمار الانمائي التي انشئت من اجل اقامة المشروعات الانمائية في تونس وخاصة في مجالات الزراعة والصناعة وتشجيع رؤوس الأموال على الاستثمار في المشروعات المجدية اقتصادياً.
وبلغ رأسمال الشركة مائة مليون دينار تونسي دفع مناصفة بين الحكومتين كما وصلت موجوداتها في نهاية عام 1996 الى نحو 280,5 مليون دينار تونسي.
وساهمت هذه الشركة بما مجموعه 340 مشروعاً صناعياً وزراعياً ووصلت تعهدات الشركة في هذه المشروعات الى ما يناهز 403 ملايين دينار تونسي بالاضافة الى ذلك ساهم القطاع الخاص السعودي في العديد من المشروعات الاستثمارية في تونس توجه جلها الى القطاع السياحي والعقاري والزراعي.
وشهد التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نمواً وتطوراً ملموساً خلال السنوات القليلة الماضية ومؤهلاً لمزيد التطور والتنويع حيث بلغت الصادرات التونسية الى المملكة 23,7 مليون دولار سنة 1997 مقابل 22,5 مليون دولار في السنة التي سبقتها بينما بلغت الواردات التونسية من المملكة العربية السعودية 47,5 مليون دولار مقابل 33,7 مليون دولار سنة 1996.
وانطلاقاً من متانة علاقات الاخوة والمودة التي يزخر بها التاريخ المشترك بين المملكة وتونس وسعياً لتعزيز اواصر التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات وبالذات في مجال التبادل التجاري قام مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ممثلاً في جمع من رجال الاعمال بزيارة لتونس خلال الفترة الممتدة بين 23 و28 من شهر اكتوبر الماضي وهي زيارة سوف تعطي دفعاً مهما في سبيل تنمية المبادلات التجارية وانشاء العديد من المشروعات الاستثمارية المشتركة التي ستعود بالخير العميم والفائدة المرجوة على المسيرة التنموية في كلا البلدين وستسهم في مزيد دعم علاقاتهما المتميزة عبر التاريخ تجذيراً وتوطيداً.
وفي نفس الاطار كانت المشاركة السعودية في معرض تونس الدولي في دورته 98 حيث شاركت حوالي 16 شركة سعودية من مختلف الانشطة الاقتصادية في هذا المعرض الدولي خلال الفترة من 23 اكتوبر و1 نوفمبر 1998م.
وشكلت هذه المشاركة فرصة سانحة للجمهور التونسي للوقوف على مجموعة مهمة من المنتجات السعودية ذات الجودة الرفيعة والاسعار المناسبة وخاصة في المجال الصناعي بفضل ما توفر للمملكة العربية السعودية على مدى خططها التنموية التي انطلقت من قاعدة صناعية متطورة ومتنوعة بشكل يدعو الى الفخر والاعتزاز حيث اصبحت هذه المنتوجات تنافس بكل جدية وجدارة منتوجات الدول الصناعية المتقدمة التي لا تقل عنها تقنية وجودة.
وسوف تمكن هذه المشاركة من فتح المجال واسعاً لتنمية قطاع المبادلات التجارية بين البلدين الذي يسير في الاتجاه الصحيح وخاصة مع بدء العمل بالمنطقة التجارية الحرة بين الدول العربية التي دخلت حيز التنفيذ في بداية السنة الحالية 1998م وهو ما يبشر بأن تكون خير حافز لدفع المبادلات التجارية بين البلدان العربية ومن بينها تونس والمملكة وبالتالي الوقوف بندية امام المنافسة العالمية والتكتلات الاقتصادية المتنوعة.
وفيما يتعلق بالتعاون الفني تتبوأ المملكة العربية السعودية مركز الصدارة في تعامل تونس معها في هذا المجال وقد وصل عدد التونسيين المتعاونين الى اكثر من 3090 يعملون في قطاعات مختلفة بالمملكة كالصحة والتعليم والكهرباء والمواصلات والميكانيك وهو ما يعكس اهمية التعاون الفني وما يقدمه من خدمة جليلة لتعزيز العلاقات الاخوية التاريخية الممتازة بين الشعبين الشقيقين وربط جسور التعاون في مختلف المجالات الاخرى ذات العلاقة.
وسعت تونس الى استقطاب السياح السعوديين وانجزت وحدات سياحية بمساهمات واستثمارات سعودية تستجيب لمتطلبات السائح السعودي.
ومثل عدد السياح السعوديين الى تونس خلال السنة الماضية حوالي 5500 سائح وتمثل نسبة 70 في المائة من السياح الخليجيين.
ويتوافد سنوياً الى المملكة اكثر من تسعة الاف حاج تونسي لاداء المناسك وما يربو على ثمانية وعشرين الف معتمر.
|