في دراسة علمية اجرتها احدى الجامعات الامريكية في مدينة (بوسطن) وجدت بأن مستوى المهارات الاجتماعية وفنون التعامل مع, الآخرين بين الاطفال قد تدنت بصورة واضحة، وهذا يرجع الى ان الاطفال يضيعون اوقاتهم المخصصة للهو واللعب وبناء علاقات اجتماعية جيدة مع الاصدقاء في التعامل مع الآلة سواء كانت هذه الآلة (تلفزيونا) او كمبيوتراً يهدر فيه الطفل الكثير من وقته وطاقته التي كانت مخصصة في الاصل للتعرف وتنمية مهارات التواصل مع الاخرين.
وقد قرأت مؤخرا تعبيرا اعجبني ينكر فيه الكاتب بأن الحواس لدينا اصبحت تعاني من (أتمته)، أو (أتمته الحواس) حيث النظر والسمع اللذان يبقيان مشدودين الى الشاشة سواء شاشة التلفاز او الكمبيوتر، في استقاء المعلومة والمعرفة والمتعة وتجزية وقت الفراغ (بل انا اعرف ان البعض يضيء التلفاز ويبقيه صامتا بلا صوت لانه يضفي أنسا وألفة على البيت وبدونه يصبح البيت شديد الوحشة) هذا الفرد الحيوي والمهم في المنزل هو آلة,, آلة,, لا تتطلب منا الكثير من الجهد والطاقة في تنمية مخزوننا من فنون التعامل مع الغير من إيثار مثلا او كرم او تعاطف او نجدة في وقت الحاجة او التخفيف من المصاعب والمشاركة في الاحزان او المناسبات السارة، بما يتلاءم معها من لباقة وحسن خلق، لذا يتحول كل هذا الى عضلة مهملة سرعان ما تأخذ طريقها الى الانكماش والضمور وبالتالي يتقولب الجميع امام سطوة الآلة نافرا ومستوحشا ومتوجسا من الاخر الذي يصبح غريبا نائيا عنه.
ومن ضمن هؤلاء الاطفال والذي يعتبر النشاط الاجتماعي من لعب وتواصل واحتكاك بالاخرين من اهم العوامل التي تساهم في بلورة وانضاج تجاربهم وخبراتهم.
لذا بات من الصعب الآن ان نفرح لان اولادنا اصبحوا مهرة في استعمال الآتاري او الانترنت ما لم يكونوا قد حذقوا لعبة عسكر وحرامية وسبع الحجر والدنانة.
أميمة الخميس