منذ اسس المرحوم الملك عبد العزيز المملكة ادرك ببعد نظره المعهود اهمية العلم في اكساب الدولة عوامل القوة، وصلته رحمه الله بالعلماء، واختلاطه بالمتعلمين والمجتمع الخارجي خلال اقامته في الكويت اكسباه الخلفية، ولذا كانت البداية للنهضة التعليمية - بالرغم من ضآلة الامكانات وقتها - والتي اكتسبت الدفع الذاتي تحت توجيه ابنائه الملوك الذين خلفوه، وكان للملك فهد حفظه الله الدور الفعال منذ تسلمه وزارة المعارف، وكانت النتيجة المشرفة والمذهلة زمنياً قيام المعاهد وانشاء الجامعات والصروح العلمية والآلاف من الخريجين وتعدد جوائز التفوق العلمي ومنها جائزة المرحوم الامير خالد بن احمد السديري, ومن البدهي التساؤل لماذا تكون جائزته بهذا الاسم مع ان مسيرته العملية تمثلت في تنقله كحاكم اداري في مناطق هامة تخللها عمله كوزير للزراعة؟
الجواب هو في ارتباطه بالعلم والتعلم منذ صغره، فقد سمعت منه رحمه الله ان المرحوم الملك عبد العزيز اراد ارساله واخاه الامير محمد الى مصر للدراسة، ولكن ظروفاً معينة حالت دون ذلك، وقد عوض عن ذلك بأن نهل من العلوم عند مشايخ في الرياض بينهم الشيخ العلامة محمد بن ابراهيم, وفي عسير استفاد من طبيب سوري كان اديبا في نفس الوقت وطور معرفته بقواعد اللغة العربية حتى صار ضالعاً بها، وكان يقول الشعر بالفصحى اضافة الى الشعر النبطي، وقد ركز على تشجيع العلم في كل المناطق التي ادارها، بما في ذلك زياراته للمدارس واجراء مسابقات ومنح جوائز ولذا الجائزة وجدت من ناحية المبدأ في حياته ولم يكن في تأسيسها بعد مماته جديد سوى التنظيم.
وهذه الدولة الرشيدة التي حققت نهضة علمية باهرة في زمن قياسي لم تترك سبيلاً لتشجيع المسيرة التعليمية الا سلكته، ومن هذا المنطلق حظيت جائزة الأمير خالد منذ بدايتها في منطقة نجران باهتمام كبير على سبيل المثال في تشريف اصحاب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز والأمير مقرن بن عبد العزيز وفضيلة الشيخ محمد بن جبير كضيوف للجائزة هناك، وبعد نقل مقرها الى الغاط قام صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض بالرغم من اعبائه الكثيرة ومسؤولياته الجسيمة بتدشينها في مكانها الجديد في حفل جمع فيه القلوب حوله في مناسبة تسمو بها العقول وتزينها رائحة التفوق.
وفي هذا الاسبوع يسير على خطاه اخوه الجامعي صاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبد العزيز نائب امير منطقة الرياض فمرحباً به بين اخوانه المواطنين وابنائه الطلبة الذين نرجو ان يكون في تشريفه حفلهم دافع اكبر للمزيد من التفوق.
فهد بن خالد السديري