Tuesday 27th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 11 محرم


40 ألف شخص معتقلون في سجون الإقطاعيين الخاصة
باكستان تدخل الألفية الثالثة بمعسكرات العمل القسري

* حيدر آباد (باكستان) أ,ف,ب
ما زال عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال محتجزين في معسكرات العمل القسري الخاصة في باكستان بإيعاز من ملاك العقارات الذين لم تسدد لهم هذه العائلات الديون المترتبة عليهم، على رغم تدابير يفترض ان تنهي هذه الممارسات كما تقول لجنة حقوق الإنسان في باكستان.
ويؤكد ناشطو هذه المنظمة الإنسانية الباكستانية غير الحكومية ان ملاك العقارات يوقعون العائلات الفقيرة في الفخ عندما يعرضون عليها القروض, عندئذ يتعين على المقترضين الأميين دفع فوائد باهظة غير قادرين على تسديدها.
وقد عادت القضية الى واجهة الأحداث الأسبوع الماضي لدى تحرير 60 عاملا من معسكر في اقليم السند (جنوب) حيث تقع معظم معسكرات العمل القسري الباقية.
وقال مندوبون عن لجنة حقوق الإنسان في باكستان انهم تمكنوا بمساعدة السلطات من تحرير 3500 عامل خلال السنوات الاربع الماضية في منطقة السند هذه.
ويحظر قانون صادر في العام 1992 العمل القسري ويفرض عقوبة السجن ودفع غرامات على كل من لا يمتثل لاحكامه.
ولم يحكم حتى الآن سوى على ثلاثة اشخاص فقط لاقدامهم على ادارة معسكرات للعمل القسري، استفادوا جميعا من وقف تنفيذ العقوبة لأن الاجراءات لم تصل الى نهايتها.
ومنذ تفجرت القضية عدل الاقطاعيون تكتيكهم وبدأوا بنقل رفيقهم من معسكر الى آخر للافلات من عمليات المراقبة، وتقول السلطات ان المنظمات الإنسانية تبالغ كثيرا في تضخيم هذه القضية, واعلن نهال هاشمي منسق الشؤون القضائية وحقوق الانسان لدى رئيس الوزراء نواز شريف ان ناشطين في مجال حقوق الانسان ورجال سياسة استغلوا هذا الوضع وجعلوا منه مدعاة للسخرية, واضاف انه مجرد نزاع بين عمال متعاقدين واسياد اقطاعيين وليس قضية عمل قسري، لكنه اوضح ان الحكومة تقوم بوضع استراتيجية لتسوية المشكلة.
من جهتها أكدت نسرين شاكيل باثان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان ان 40 الف شخص معتقلون في سجون خاصة ويرغمون على العمل في مزارع في السند او في مصانع الأجر في البنجاب, وقالت: إنه تحدٍ للمبادىء الإنسانية, ويتعين علينا الانعتاق من هذه الممارسات الموروثة من زمن ولّى .
وشدد زميلها ناز شيتو على ضرور تقديم المساعدة الى الأرقاء المحررين, وفي العام الماضي نجا لونغ بهجت (50 عاما) من معسكر يقع في اوميركوت بالسند وطلب المساعدة للعمل على تحرير 23 من افراد عائلته ايضا, ويؤكد الناشطون انهم تسللوا مرتين الى المعسكر وافرجوا عن عدد من الأشخاص ولم يعثروا على اثر للعائلة التي يبحثون عنها.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال بهجت: لقد عذبوني وعذبوا اولادي وكبلوني ككلب, وأضاف: كنا نعمل كحيوانات وفي المقابل لم نكن نحصل على وجبة طعام واحدة حقيقية في اليوم , وأكد ان النساء والاطفال كانوا يعملون في الحقول او يهتمون بالماشية فيما ترسل الفتيات للخدمة في المنازل.
ويعيش بهجت حالياً في كوخ على غرار معظم العبيد المحررين على قطعة ارض قدمتها له منظمة كاثوليكية وغالبا ما يقوم بجولات في المكاتب لتقصي اخبار عائلته المفقودة.
ويؤكد شاهنو بهيل (25 عاما) من جهته انه أمضى كل حياته في حقول احد الاقطاعيين حتى تحريره نتيجة عملية للشرطة, وقال: ولدت في تلك الحقول ورأيت أمي تعمل فيها ولا أريد لإبني هذا المصير .
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved