,, نعم والله وا حرَّ قلباه,, سبحانك اللهم الذي لا شي رادٌّ لقضائك ونحن في كل الامور نحمدك على ما قضيت,.
والدي,, واحر قلباه,, في يوم الاربعاء كنا نودعك وأنت في رحلة الذهاب للعلاج, ويوم الاربعاء بعد أسبوعين تماما كنا نستقبلك في رحلة الاياب ولكن,, للخلود في جنات عدنٍ مع الشهداء والصديقين والصالحين والأبرار إن شاء الله.
,, في رحلة الذهاب كنت على مقعدك في الطائرة، وفي رحلة الاياب كنت مسجّى في كفنك,, غريبٌ أمر هذه الدنيا؛ فالانسان في لحظات يأسه القاتلة يتمسك ببصيص الامل فيتحول هذا البصيص إلى وهج وأنت تتذكر أن قدرة رب العالمين فوق كل شيء فهي تلغي الحسابات والتقارير وتقلب المعادلات,.
في رحلة الذهاب كنا نتمسك بذلك البصيص وفي رحلة الاياب آمنّا بوهج المشيئة الالهية,.
والدي,, وا حرّ قلباه,, إذ رأينا في الاتراح كيف نفض الزمن عن وجهه غبار الغياب عشرات السنين عن اصحابك وأحبابك، كانوا مفجوعين ولكنهم مؤمنين، وكانوا غير مُصدقين ولكنهم موقنين ان لكل اجل كتاباً,.
والدي,, وا حرّ قلباه,, سوف لن أنساك أبداً,, ستظل مسيطراً على ذاكرتي,, ماثلا أمام ناظري,, لن احيد عما كنت تتمناه لي ولإخوتي جميعا,, لن نعطل سنّة أحببتها أو انتهجتها,, سوف تكون لنا نبراسا في كل امورنا الدينية والدنيوية إن شاء الله,.
والدي,, وا حرّ قلباه,, وليس لديّ اكثر مما قلته إلا ان أتذكر قول الشاعر في هذا المقام حيث قال

طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ فزعت فيه بآمالي إلى الكذب حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

والدي,, رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وألهمنا جميعا الصبر والسلوان والحمد لله على كل حال,.