يمر الانسان في حياته بمواقف مختلفة، منها الطريف ومنها الجميل ومنها ما يحزن القلب ويدمع العين، وكم من موقف يتمنى الإنسان انه لم يمر به!,, وكم من انسان تتمنى انك لم تعرفه!,, وفي هذا المقام انسان عرفته فأحببته، وتكرر اللقاء به فأكبرته، يغيب عن ناظري فأشتاق لرؤيته واتلهف لسماع قوله وحكاياته بل رواياته,.
على دينه غيور متمكن في الادب، حافظ لكثير من الشعر العربي الفصيح والعامي، يشدك بتواضعه الرفيع وبصفاته الحميدة، وبأخلاقه العالية وبأسلوبه الرصين، مجالسه لا تخلو من ذكر الله، له اسلوب فريد في رواية القصة المفيدة والرواية المعبرة والنصيحة السديدة, كان يحرص على الاجتماع بجيرانه وجماعة المسجد بعد كل صلاة عصر وكان حريصا على زيارة المريض منهم بعد مغرب كل جمعة، والتسامر مساء كل سبت,, ملأ بحبه القلوب وجعل لمكانه فراغاً لا يضاهيه فراغ اذا غاب.
تعلمت منه ان المعاملة بحسن الخلق اساس النجاح، وأن الصبر مفتاح الفرج، وأن الرزق مقترن بصلة الارحام والاقارب والجيران.
لم اكن الوحيد الذي فقد هذا الرجل، لقد فقده الاهل والاقارب والارحام والاصدقاء وفقده جامع الاميرة حصة بنت احمد السديري ليظل مكانه في روضة المسجد خلف الامام خاليا في نظري كلما صليت بذلك الجامع، فقده المؤذن من خلو مكانه على يساره، فقده الامام بعد الالتفات الى المأمومين بعد كل صلاة، فقده الجيران في عصرياتهم وسمرهم البريء وفقده ذوو الحاجات عند ابواب الجامع وامام باب داره,, نعم فقدناه جميعا وتبقى ذكراه العطرة في نفوسنا كلما شاهدنا احدا من ابنائه او اخوانه او ابناء اخوانه,, ستبقى ذكراه ما دامت منارة جامع الاميرة حصة شامخة يرتفع منها صوت الحق خمس مرات في كل يوم، انه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السدحان، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، والهمنا وذويه الصبر والسلوان, آمين يا رب العالمين.
محمد بن حسن العمري
شرطة منطقة الرياض