القرار الذي اتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخرا بحق لاعبي الهلال سامي الجابر ويوسف الثنيان بايقاف كل منهما مباراتين رسميتين بناء على مابدر منهما اثناء مباراة فريقهما امام الشباب في نهائي كأس سمو ولي العهد بعد طرد الاول وتقرير الحكم,, وضرب الثاني لزميله لاعب الشباب عبدالله الواكد في غفلة من الحكم الذي لم يتخذ اي قرار بشأنه,.
أقول:
إن قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم المشار اليه,, يعتبر من وجهة نظري قراراً صحيحاً وسليماً يحفظ للرياضة اخلاقياتها وللتنافس الكروي شرفه وقيمته.
واذا كان البعض,, وخصوصاً الهلاليين يرون في القرار خاصة تجاه سامي (وان اتفقوا حول الثنيان ) بعضا من الاجحاف,, مشيرين الى انه لم يتطرق الى صالح الداود مثلا,, او محمد الحمدان الذي كان يستحق هو الاخر الطرد لدخوله الخطر من الخلف على سامي الجابر,.
واذا كان هؤلاء الهلاليون يتساءلون ولماذا الهلال فقط؟!, مشيرين - ايضا- الى حالات سابقه ومشابهة من لاعبين اخرين من اندية اخرى.
أقول ايضاً:
اذا كانت هذه هي نظرة الهلاليين فإن هذا يجب ان لايغير من وجهة نظرنا حيال القرار,, باعتباره توجهاً صحيحا لايجاد مفهوم جديد في التعامل مع الاحداث بما يحفظ للرياضه قيمتها ورسالتها السامية, ويحفظ للاعب حقه في اداء رسالته وواجبه وفق ضوابط معينة تكفل له ذلك.
اذكر انني كتبت قبل عدة سنوات مطالباً بضرورة وجود لجنة في اتحاد كرة القدم تكون مهمتها البت في القضايا المستعجلة,, وان كانت موجودة فإن ما اعنيه ايضا يتعلق باحداث المباريات على وجه الخصوص وجددت الطلب قبل عدة اشهر .
إن مهمة هذه اللجنة التي يفترض ان تتوفر في اعضائها مواصفات معينة هي الاطلاع على شريط المباراة بعد نهايتها,, ومن ثم التوصية باتخاذ قرارات معينة تجاه بعض اللاعبين او الاداريين او الاندية,, مما فات على الحكم اتخاذه اما لوقوعه بعيداً عن انظاره او لتقديره الخاطئ للحالة، او لان قراره غير كاف لمعالجة الموقف اوتسجيل إنذار مستحق على لاعب، او نقل الانذار للاعب آخر اذا كان الحكم اخطأ في ذلك.
انني بهذا المقترح لا ادعي سبقا في طرحه او ابداعاً في فكرته,, فالافكار مطروحة للجميع كما ان هناك اتحادات دولية سبقتنا في هذا المجال تطبق هذا المبدأ وتتمشى بموجبه.
كما سبق ان اتخذت بعض الاتحادات على مختلف مستوياتها التنظيمية قرارات بشأن بعض العقوبات او نقل الانذارات في كثير من المسابقات مثل كأس العالم 94، والبطولات العربية، والدوري العالمي.
وحتى هنا في الدوري السعودي سبق لاتحاد كرة القدم اتخاذ قرارات مشابهة,.
وقد سبق ان تطرقت بالتفصيل لامثلة من هذا القبيل في مقال سابق.
وبغض النظر عن ان غيرنا يطبق مثل هذا المبدأ,, سواء سبقنا في مجال كرة القدم اولم يسبقنا فإن تطبيق ذلك فيه نوع من حفظ الحقوق,, وتصحيح للخطأ ان وجد، وكلنا بشر,, والحكم بشر,, وكلنا معرض للخطأ.
هذه ناحية,.
والاخرى,, ان مثل هذا الاجراء فيه ايجابيات كثيرة فهو يساهم بشكل كبير في رفع مستوى الاداء لدى الحكم وكذلك اللاعب,, كما يساهم في حماية اللاعبين ويرتقي بمستوى الاداء العام مما ينعكس باثره على الكرة السعودية.
فبالنسبة للحكم سوف يدرك ان هناك عينا ثالثة تراقبه (ولا اقول تتصيد اخطاءه) وتقوِّم اداءه,, وهذا ما سيجعله اكثر حرصا على اتخاذ القرار السليم من خلال قربه من موقع الخطأ,, واتباع اسلوب اكثر جرأة وشجاعة في التعامل مع الاخطاء، وهذا لن يتأتى له مالم يكن في لياقة بدنية عالية,, وعلى اطلاع دائم بما يستجد في عالم التحكيم,, وعلى المباريات العالمية,, للاستفادة من اخطاء الاخرين.
وبالنسبة للاعب,, فإنه هو الاخر سيدرك ان هناك عينا ثالثة ترقب تحركاته وتصرفاته ومن ثم فإنه سيتحاشى اي تصرف خارج عن القانون سواء كان ذلك في غفلة من الحكم او استغلال لشخصيته واهتزاز مستواه.
وهذا كله سوف يصب في النهاية في صالح الكرة السعودية ويساهم في الرفع من مستواها.
انني وانا اطرح هذا الاقتراح فإنني لا اعني بالضرورة ان تتابع مثل هذه اللجنة جميع المباريات وتستعرضها,, فليس ذلك شرطا,, خاصة اذا كانت المباراة طبيعيةوكان اداء الحكم ناجحاً فيها,, لكن ما اعنيه تحديداً المباريات التي تحتاج لمثل هذه القرارات، وهي واضحة من خلال اداء الحكم,, وتعامل اللاعبين.
كما ان هذا لايعني مطلقا ان اللجنة سوف تغير من قرار الحكم حول نتيجة المباراة التي لايمكن بأي حال من الأحوال تعديلها اوحتى مجرد اعادتها مالم يكن ذلك وفق ضوابط معروفة ومحددة.
إن القرار الذي اتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراوالذي اشرت اليه في البداية,,وبغض النظر عن رضا وقناعة البعض به من عدمها,, فإنه ولاشك حظي ويحظى بقناعة وقبول العقلاء الذين يرون فيه حماية للروح الرياضية ودعما للعب النظيف وحفاظاً على اخلاقيات الكرة وهم يتمنون,, ويتطلعون بان يكون هذا القرار بداية,, لقرارات مشابهة وان تكون سمة كثير من المواقف والاحداث او الاخطاء التي تشوه جمال الاداء وتخرج بالمباراة عن روح التنافس الشريف وتحفظ للجميع حقوقهم.
***
سامي,, والمشجع:
الاعتداء الذي تعرض له لاعب الهلال سامي الجابر من احد مشجعي الاهلي في المقصورة الرئيسية لاستاد رعاية الشباب بجدة عقب مباراة الفريقين الخميس الماضي والتي انتهت بفوز الهلال بهدف للاشيء, يتجاوز في اطاره ردة الفعل الناتجة من المباراة, فسامي ليس طرفا في المباراة,, ولا في خسارة الاهلي.
وفوز الهلال كان مستحقا,,، وبعيداً عن ادنى الشكوك.
والكل اجمع على ذلك، وعلى عدم قدرة الاهلي مجاراة الهلال في تلك المباراة.
انني اعتقد ان هذه الحادثة تنم عن تعصب شديد وتحريك لمشاعر معينة في اتجاه معين.
من خلال الاعلام,, خاصة الصحافة الرياضية سواء في التشكيك في تفوق الاخرين,, اوالاقلال من بعض القدرات وتصويرها على غير حقيقتها.
وهذه مشكلة عامة في صحافتنا الرياضية وللاسف,, وهو ما ينبغي التنبه اليه,, واصلاحه ذاتيا,, قبل ان يكون ذلك من خلال الاجراءات الرسمية.
***
المرزوق,,(ليته سكت):
في اجابة للحكم الدولي السابق محمد المرزوق رئيس لجنة الحكام المكلف حول تساؤلات زميلنا سعود العبدالعزيز الذي احرج بها المرزوق في عمل صحفي جيد بعد مباراة الهلال والاهلي الاخيرة قال المرزوق:
ان ضربة الثنيان بالكوع لزميله الواكد لم يشاهدها حكم المباراة, ولامساعدوه، ولا الحكم الرابع ولاحتى مراقب المباراة محمد الشريف وانه- اي المرزوق- شاهدها بالفيديو.
وعند سؤاله عن الدخول العنيف للاعب الشباب محمد الحمدان على زميله سامي الجابر قال:
انه لم يشاهده,, واصر على ذلك ومع الحاح الزميل سعود,, طلب المرزوق منه ان يوفر وقته وجواله لانه مشغول.
هذا التهرب من المرزوق يعني احد امرين لاثالث لهما:
-إما انه صادق بالفعل، وهذا يدينه لانه كرئيس للجنة الحكام يفترض فيه ان يتابعها بدقة ويشاهدها بالفيديو لمناقشة الحكم في اخطائه فيما بعد.
وان كان لم يشاهدها واكتفى بمشاهدة حركة الثنيان فقط,, فلماذا الثنيان لوحده؟! ولماذا لم يشاهد اخطاء غيره,,؟!
او,, وهذا هو الامر الثاني:
انه بالفعل شاهد حركة الحمدان، وهذا يعني اقراره باحقية اللاعب بالطرد، والا لوكان واثقا من قرار الحكم لأيده بكل ثقة.
ولانني اعز المرزوق واقدره وهو يعلم ذلك تمنيت لو انه اعتذر من البداية عن الحديث لكان ذلك خيراً له,, ولكنها,,!!
بقي شيء اكثر اهمية,, فإذا كان مراقب المباراة- كما قال المرزوق- لم يشاهد حركة الثنيان فماذا كان يفعل إذاً؟!
والله من وراء القصد.
|