جدة- حسن البهكلي
يرتكز الدور الذي تقوم به المرأة في مجتمعنا السعودي المحافظ على اسس وقواعد الشريعة الاسلامية السمحة التي كرمت المرأة وأعطتها حقوقها كاملة دون نقصان ولعل الكلمة الضافية التي القاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اثناء زيارته الميمونة إلى المنطقة الشرقية حول دور المرأة السعودية وتفعيله بالشكل المناسب واللائق بها وبالتالي عدم السماح بتهميش هذا الدور كانت تحمل المعنى الحقيقي لحقوق المرأة في الاسلام وتعني مدى ادراك القيادة لمسؤولياتها تجاه النصف الآخر للمجتمع السعودي النبيل.
الجزيرة بدورها استطلعت آراء المسؤولين ورجال الاعمال وسيدات الاعمال والمجتمع حول هذه الكلمة وهذا الدور.
نعم وألف نعم للمشاركة الفاعلة
وبهذه المناسبة قال الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب مدير الشؤون التعليمية بكلية الآداب والمشرف على قسم التوعية الوظيفية بادارة شؤون المهنة بجامعة الملك عبدالعزيز ان الكلمة الضافية التي اطلقها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الامين فيما يتعلق بمكانة وأهمية المرأة تشكل قاعدة اساسية لايمكن لأي انسان ان يتجاهلها وان مضامين هذه الكلمة تحمل ابعادا ودلالات كبيرة وعظيمة في الوقت نفسه وينبغي على كل جهة مسؤولة سواء من القطاع الخاص او القطاع العام ان يضعوا ذلك في حسبانهم اثناء عملية التخطيط ووضع الاهداف والتوظيف والمعاملة.
ويضيف د, الحبيب قائلا: ان المرأة ولله الحمد لها وزنها وثقلها في المجتمع وقد كرمها الاسلام وصانها واعطاها من الحقوق والواجبات التي ليست بخافية على كثير من المطلعين ومن هذا المنطلق نحن بأمس الحاجة الآن لفتح مجالات اكبر وأكثر للمرأة المشاركة الفاعلة في عملية التنمية التي تشهدها بلادنا وخاصة بعد النهضة التعليمية التي عاشتها الفتاة السعودية حتى اصبح هناك الكثير من الطاقات البشرية النسوية التي هي على استعداد تام للعمل في قطاعات تنموية اخرى وليس فقط التعليم والصحة على الرغم من ان هذين القطاعين يحتلان اهمية كبيرة واساسية في خريطة التنمية في بلادنا.
واختتم د, الحبيب حديثه بقوله ان هذا التوجيه النبيل عندما ينطلق من شخصية كبيرة كشخصية ولي العهد فهذا يعني تقديرا كبيرا للمرأة السعودية وما وصلت إليه من علم وخبرة ومكانة اجتماعية وان الكلمات التي اصدرها سموه هي بحق وسام شرف تعتز به المرأة ومعبر للحواجز المفتعلة دون اساس شرعي صحيح, فنعم وألف نعم لمشاركة المرأة الفاعلة في تنمية وطنها في ظل الثوابت والقواعد الراسخة التي تسير عليها المملكة والمرتكزة على النهج الاسلامي القويم.
أدوار متميزة في مختلف المجالات
أما الدكتور حسن عبدالرحمن باصبرين مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة فقال ينظر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من خلال كلمته الضافية عن المرأة بنظرة ثاقبة نحو المستقبل القريب والبعيد وسموه الكريم خير من يقدر الدور المهم والفاعل للمرأة السعودية في المجتمع الذي تمثل نصفه واهتمام القيادة الرشيدة في هذه البلاد الطيبة ليس بغريب حيث ان الدين الاسلامي الحنيف يولي جل اهتمامه للمرأة وقد اعطاها من الحقوق والمزايا ما لم نجده في الاديان والمفاهيم الاخرى ولقد تميزت المرأة في بلادنا بربط التعليم والوظيفة بتعاليم الشريعة الاسلامية وتأتي نظرة سمو ولي العهد بعدم السماح لكائن من كان بتهميش دور المرأة السعودية مبنية على ما تعيشه المملكة في الوقت الحالي من تقدم ونمو مطرد يجعلها في مصاف الدول المتقدمة وقد اصبحت المرأة في بلادنا تشارك في المجالس العلمية في الجامعات والمعاهد ووصلت مدارسنا الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المعلمات المتميزات وفي مختلف المراحل التعليمية وحتى الجامعات السعودية اصبحت لاتخلو من المحاضرات والاستاذات اللائي تخصصن في مختلف المجالات وكذلك تزخر مستشفيات وزارة الصحة بطبيبات وممرضات سعوديات يضاهين مثيلاتهن في مختلف دول العالم بل ويتفوقن على بعضهن ومن هنا اتت كلمة سموه الضافية والداعية إلى مزيد من الفرص الداعمة لدور الفتاة السعودية.
مطلب وطني وحضاري
الدكتور سمير بن عبدالله لنجاوي مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة قال ان الكلمة الضافية لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء تعتبر نبراسا لكل مواطنة سعودية بل لكل افراد المجتمع حيث ان هذه الكلمة انما تدل على مدى اهتمام القيادة الحكيمة بكل مواطن ومواطنة كما ان العبارات التي وردت فيها تنم عن نظرة مستقبلية متعمقة لمستقبل المرأة السعودية وتفعيل دورها في المجتمع وهذا ما نحتاج إليه فمجتمعنا مازال في حاجة ماسة إلى دور المرأة في العديد من القطاعات سواء الحكومية او الخاصة حيث ان المرأة السعودية اثبتت كفاءة عالية في جميع المجالات التي شاركت فيها ولعل من أهمها وابرزها مجالي التعليم والصحة فنحمد الله تعالى على اكتفاء مدارسنا بجميع مراحلها التعليمية بالمعلمات البارزات بالاضافة إلى اقتحام المرأة للمراكز العلمية المتقدمة في الجامعات ومنافستها الرجل في الابحاث العلمية والمشاركات الاكاديمية، أما على المستوى الطبي فتقوم وزارة الصحة بتوظيف الطبيبات والممرضات والفنيات الخريجات من الجامعات والكليات الصحية وكذلك المعاهد الفنية والصحية المتخصصة هذا بالاضافة إلى العاملات في الوظائف المساندة كالخدمة الاجتماعية والوظائف الادارية النسائية حتى اصبحت مستشفياتنا ومراكزنا الصحية في مختلف مناطق المملكة لاتخلو من الطبيبة والممرضة السعودية في جميع التخصصات الطبية, ومن هذا المنطلق فإنني اعتقد ان التفعيل لدور المرأة مطلب وطني وحضاري مادام يندرج تحت مظلة الشريعة الاسلامية السمحة.
مواجهة مع تحديات مستقبلية
ايضا تحدث الدكتور عبدالاله ساعاتي مدير عام التدريب والابتعاث بوزارة الصحة حول نفس الموضوع فقال لقد حظيت المرأة في المملكة العربية السعودية باهتمام كبير من قبل هذه الدولة الفتية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود حيث عني يرحمه الله بتعليم الفتاة السعودية وتفعيل دور المرأة السعودية في حركة البناء والعمل كشريك اساسي للرجل.
وتؤكد حقائق التاريخ شديد حرص الملك عبدالعزيز على تعليم المرأة السعودية وتبين كيف كانت مبادراته السابقة لعصره في مجال تعليم المرأة تواجه احجاما ومعارضة من قبل بعض الاهالي لتعليم بناتهم,, حتى تبينت حكمته يرحمه الله في النهاية وتزاحم الناس على مدارس البنات واصبح المعارضون سابقا في مقدمة المتزاحمين على تعليم بناتهم لاحقا, ويستطرد د, ساعاتي قائلا: واليوم هناك نحو مليوني فتاة ملتحقة بمدارس التعليم واصبح في المملكة (38) ادارة لتعليم البنات في مختلف مناطق ومحافظات البلاد,, هذا بالاضافة إلى الجامعات الثماني والتعليم الجامعي الذي تشرف عليه الرئاسة العامة لتعليم البنات حيث بلغ عدد خريجات كليات الرئاسة العامة لتعليم البنات في المملكة الآن (81203) خريجة ما بين حاملة لدرجة البكالوريوس ودرجة الماجستير إلى حاملة درجة الدكتوراه وخلال الخطة الخمسية السادسة 1415 - 1420ه التي نعيش روافدها حاليا بلغ عدد الطالبات المستجدات في الكليات الجامعية (28980) طالبة مستجدة وقد اصبحت المرأة اليوم في بلادنا تمارس دورا طليعيا في مسيرة البناء والنماء في الجامعة في المدرسة في المستشفى في البنك في المؤسسة الاعلامية في المؤسسة التدريبية في الحقل التجاري وفي المجال الصناعي ونحن نفخر بنساء سعوديات حققن انجازات خلاقة ليس فقط على المستوى المحلي والاقليمي بل وعلى المستوى العالمي ولم يكن ذلك ليتحقق لولا مشيئة الله سبحانه وتعالى اولا وأخيرا ثم دعم واهتمام قادة هذا البلد وليس ادل على ذلك من كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد التي القاها مؤخرا في المنطقة الشرقية والتي اكد فيها يحفظه الله ان الدولة لن تقبل بأي حال من الاحوال تهميش دور المرأة السعودية في المجتمع.
ويواصل د, ساعاتي حديثه بقوله هذه هي النظرة القيادية الثاقبة التي تستشرف المستقبل بأبعاده الواسعة وهذه هي الرؤية الحكيمة التي ترتكز على منطلقات الحرص على مصلحة المجتمع حاضرا ومستقبلا ذلك لأننا في مواجهة حادة مع تحديات مستقبلية متعددة على مختلف الاصعدة وفي مختلف المجالات يعجز المجتمع عن مواجهتها دون استنهاض كافة قدراته وامكانياته وطاقاته بما في ذلك قدرات نصف المجتمع.
تجربة شخصية ناجحة
ويأتي دور رجال الاعمال في التحدث حول هذا الموضوع حيث قال الشيخ محمد عبدالحميد الخطيب رجل الاعمال المعروف اننا سعداء بما اورده سمو سيدي ولي العهد في كلمته الضافية عن اهمية دور المرأة في المجتمع وهذا مما يؤكد حرص القيادة في هذا البلد وحرصه يحفظه الله على بناته نساء هذا المجتمع المتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبالتالي نظرته الابوية المستقبلية لدورهن في خدمة وتنمية هذا الوطن الغالي وانني هنا اتساءل ما هو المانع من مشاركة الفتاة والمرأة السعودية في بناء وطنها طالما ان هذه المشاركة لن تمس بدينها ولا بأخلاقياتها وطالما ان هذه المشاركة ستكون لها فاعلية في دفع عجلة التقدم من خلال عملها في الاعمال التجارية او اعمال القطاع الخاص بدلا من الفراغ الذي قد يؤدي إلى احساسها بالملل والضياع وانني ادعو رجال الاعمال السعوديين بمختلف قطاعاتهم واعمالهم ان يحسبوا حساب المرأة السعودية في خططهم ومشاريعهم المستقبلية والحاضرة معا ولاسيما ان المرأة قد طرقت العديد من المجالات العملية ونجحت فيها نجاحا كبيرا كالتعليم والطب والتمريض واعمال اخرى كالبنوك والاعمال التجارية، وانا كرجل اعمال لدي تجربة في تشغيل المرأة السعودية من خلال مقهى الانترنت النسائي الذي تديره سيدات سعوديات بكل جدارة واقتدار وهذا في حد ذاته دليل على ان المرأة السعودية قادرة على خوض اصعب مجالات العمل وقيادتها والنجاح فيها.
واختتم الخطيب حديثه قائلا دعونا نجرب ولن نخسر شيئا.
من يستطيع تهميش دورنا؟
أخيرا توجهنا وحملنا أوراقنا من خلال استطلاعنا هذا إلى المقصودة بالكلمة الضافية لسمو ولي العهد إلى حواء إلى المرأة السعودية لنسمع صوتها ونرى ماذا تقول:
الدكتورة خيرية موسى استشارية طب الاطفال واستشارية السكري والغدد الصماء واستشارية امراض الوراثة ورئيسة اللجنة العلمية للدراسات العليا بمستشفى العزيزية للولادة والاطفال بجدة قالت: أنا كامرأة سعودية افخر ويندهش الجميع بأن شهاداتي بدءا من الابتدائية ومرورا بالجامعة ومن ثم الماجستير والدكتوراه ونهاية بالتخصصات الدقيقة كلها حصلت عليها من بلدي الحبيب المعطاء المملكة العربية السعودية ونجاحي هذا لم اكن لاصنعه أو أصل إليه لو لم تتوفر لي الظروف والمناخ المناسب لذلك تلك الظروف التي صنعها ورعاها بلدي المعطاء وحكومته الرشيدة,, فأنا من الناس الذين انبهروا بالثقافة الغربية في سنوات مراهقتي وحاولت كثيرا ان أكمل دراستي هناك ولكني وبعد ان بدأت فعليا بالدراسة في اوروبا وجدت انه لكي اصل إلى الشهادة العلمية التي احلم بها قد اضيع في المقابل الكثير من ديني واخلاقياتي التي تربيت عليها فعدت لبلدي وقررت ان اكتفي بما هو متوفر هنا من درجات العلم قدر المستطاع، وفوجئت كما فوجئ العالم بأنه وقبل ان انهي دراستي الجامعية كانت قد بدأت هنا دراسات عليا في مجال الطب في مختلف جامعات ومستشفيات المملكة مثل الماجستير، والدكتوراه بل أيضا الزمالات في التخصصات الدقيقة, إذاً ليس كل من ملك العقل والذكاء والطموح وصل,, كثيرون هم الناس الذين لديهم قدرات ومؤهلات شخصية للابداع ولكنهم لم تتوفر لهم الظروف والامكانيات للوصول, والاسلام حث المرأة على العمل بشتى صوره وبما يحفظ لها كرامتها ودينها وخلقها منذ فجر الاسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجال التمريض - الطب - التعليم بل أيضا في مجال التجارة وخير مثال على ذلك السيدة خديجة ام المؤمنين رضي الله عنها, وتستطرد الدكتورة خيرية ونحن في هذا البلد المقدس من المفروض ان تكون لنا الريادة على مستوى العالم الاسلامي في تطبيق سنن وشريعة الاسلام وان نكون قدوة تقتدي بها نساء العالم الاسلامي في حدود الشريعة السمحة والمرأة السعودية اثبتت للعالم وجودها بل اجبرته على احترامها وهي تمثل بلدها في كثير من المجالات ويكفيها فخرا أن تدعوها المؤسسات والمنظمات العالمية لالقاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات العالمية فمن ذا الذي يستطيع ان يهمّش دور المرأة في بلادنا؟! وكيف يستطيع ذلك وهو يرى حوله في كل مكان المرأة السعودية العربية المسلمة في اروع صور يسجلها التاريخ السعودي والاسلامي بحروف من ذهب وهي تنافس الرجال في شتى المجالات بدءا من مربيات الاجيال في التربية والتعليم مرورا بالاديبات، الصحفيات، والداعيات المسلمات، الممرضات، الطبيبات، والتاجرات سيدات الاعمال , وتضيف د, خيرية موسى قائلة لا توجد لدي احصاءات عن دور المرأة في القطاع الصحي ولكن بنظرة متفحصة دقيقة يرى المتفحص ان اعداد الطبيبات والممرضات السعوديات في ازدياد ملحوظ وليس الازدياد في الاعداد فقط ولكن في الكفاءات, فاليوم لم تعد الطبيبة السعودية تكتفي بالشهادة الجامعية بل تسعى جاهدة للحصول على الماجستير والدكتوراه والآن وفي كل مستشفيات المملكة الحكومية منها والخاصة طبيبات سعوديات حاصلات على اعلى الدرجات العلمية في شتى المجالات وأصعبها مثل القلب، المخ والاعصاب، الجراحة سواء جراحة عامة او دقيقة مثل جراحة القلب، جراحة التجميل، جراحة الاطفال .
وهذه التخصصات يندر فيها وجود الرجال في حين ان المرأة السعودية بكل جرأة وثقة اقتحمتها واثبتت فيها جدارتها, ولكن لم تكن السعودية لتصل الى ما هي عليه لو لم يهيئ لها هذا البلد المعطاء وقيادته الحكيمة سبل الوصول إلى هذه القمم,, ولم تكن لتصل ايضا لو لم تجد حولها الام المربية والموجهة الفاضلة الحنونة والاب الموجه والمرشد والراعي لنبتته وكذلك الاخ السند والحامي والابن البار الذي يؤثرها على نفسه, ولست اقصد بالام والاب والاخ هنا ممن هم في المنزل فقط بل المعلمة في المدرسة والزملاء والزميلات في العمل بل في المجتمع ككل, وباختصار لو لم نكن مجتمعا متكاملا ومتعاضدا لما وصلنا جميعا فبلدنا اعطانا ونحن كأفراد في هذا المجتمع نحمل على عواتقنا مسؤولية كبيرة تجاه ارضنا الطيبة المباركة وأدعو الله ان نكون مثالا للابناء البررة لهذا البلد الكريم.
برداً وسلاماً على قلوبنا
أما سيدة الاعمال خديجة عبدالله فتقول: لقد جاءت كلمة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز برداً وسلاما على قلوبنا جميعا وهي بكل تأكيد انما تدل على اننا جزء لا يتجزأ من كيان هذا الوطن الكريم، واننا لا نعيش على الهامش كما يدعي البعض، وهذا عهدنا بمولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين,, التدخل في اللحظة الحاسمة واتخاذ المواقف الكريمة الجادة ففي الوقت الذي تتعالى فيه النعرات الغربية بانتهاكات حقوق المرأة العربية عامة والسعودية خاصة، تأتي كلمة مولاي ولي العهد بقوله: هي المسؤولية والواجب والحقوق التي تفرض علينا فسح المجال لكل عطاء وطني ومن ذلك عطاء المرأة السعودية بقيمها وأصالتها، لذلك لن نسمح لكائن من كان ان يقلل من شأنها او يهمّش دورها الفاعل في خدمة دينها وبلادها، فالنساء شقائق الرجال,, ولن نترك بابا من ابواب العطاء إلا وشرعناه لها في كل امر لا مخالفة فيه لديننا او اخلاقنا، ولن نسمح ان يقال بأننا في المملكة العربية السعودية نقلل من شأن امهاتنا واخواتنا وبناتنا,, ولن نقبل ان يلغى عطاء نحن احوج الناس إليه .
والقارئ لهذه الكلمات الواضحة الصريحة وما تحمله ايضا بين طياتها يعرف تماما قدر المرأة السعودية في نظر ولاة الامر في المملكة (وفي المقابل لن نعقد المقارنات بين حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية التي تحكم بشريعة الاسلام الحقة، وبين شعوب وأمم تحكم بالاهواء والقوانين الوضعية فليس هذا مجالنا).
إنما نشكر الله جل وعلا على اننا ولدنا في اطهر بقاع الارض ونشكره ثانيا لانه اتم نعمه علينا بالملك عبدالعزيز رحمه الله وابنائه حفظهم الله ونحن كسيدات اعمال نؤكد لمولاي خادم الحرمين وولي عهده الامين اننا نعمل بكل طاقتنا لخدمة هذا الوطن العزيز، وهو جزء من جميل طننا علينا الذي ربى وعلم وفتح الجامعات والمعاهد وامد المرأة بكل وسائل التقنيات الحديثة، وفتح امامها مجالات العمل، كل هذا وهي مصانة تحفظها شريعة الله ثم ايديكم,, وان كانت هناك اية عقبات تقف امام ما تريد ان تبذله المرأة فنعتبر كلمات سموكم وعدا وعهدا بتذليلها حتى تتظافر جهودنا وتظل راية لا إله إلا الله التي تحملها السعودية خفاقة مدى الدهر حتى ولو كره الكارهون.
أمان اجتماعي
والفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي قالت ان كلمة سمو ولي العهد تعطي نوعا من الامان الاجتماعي للمرأة السعودية بمختلف توجهاتها وتخصصاتها بل لجميع فئات المجتمع السعودي وطبقاته وكوني استمع إلى هذه الكلمات الضافية من احد كبار رجالات الدولة وهو سمو سيدي ولي العهد فإن هذا يجعلني اطمئن للوضع الحالي والمستقبلي لفتيات وسيدات هذه البلاد الطيبة، ومن هنا فإنني متفائلة بمستقبل مشرق من حيث ايجاد فرص العمل الكفيلة باستيعاب الفتاة السعودية سواء في القطاع العام او الخاص وهذا يجعلني ايضا اطمح الى وجود كليات فنون جميلة وفتح مجالات اخرى للمرأة كالعمل في اعمال الديكور المنزلي حيث انه عمل خاص بالمرأة وليس للرجل وانني اؤكد ان صدور هذه الكلمات الرائعة من سموه الكريم يحمل معاني كبيرة وجميلة وتشعر المرأة السعودية بأنها تحظى بعناية ورعاية كاملتين من لدن قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وتجعلها مطمئنة إلى ان هناك خططا مرسومة من اجلها ومن اجل مستقبلها كما أتمنى من رجال الاعمال السعوديين ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المرأة السعودية وألا ينسوها من فرص العمل المتاحة لهن حسب امكانياتهن.
مستقبل مليء بالأمل
مسؤولة ادارية بأحد الاقسام النسائية في احدى الادارات بجدة وزميلة لها طلبتا ان تتحدثا في الموضوع فقالتا: المرأة نصف المجتمع ولا يختلف اثنان على الدور الذي تلعبه في المجتمع والانجازات التي حققتها في تربية الاجيال وبناء الامة وقد شاركت في معظم المجالات ونجحت وتفوقت بقيمها واصالتها وهناك العديد من السيدات ممن تقلدن اعلى المناصب الادارية المهمة في القطاعات النسائية في الدولة سواء كانت قطاعات حكومية او خاصة هذا بالاضافة إلى كونها المعلمة والطبيبة والفنية وغيرها من المهن الملائمة لطبيعتها وفقا للشريعة السمحة كل هذا يؤكد وجود العديد من الفرص المتاحة لمشاركة المواطنات الصالحات في بناء المجتمع، حيث انهن شقائق الرجال مسؤولياتهن تتضاعف امانة مع الله ثم المليك والوطن ولازلن تهيأ لهن فرص وظيفية اخرى تتلاءم مع طبيعتهن التي خلقها الله لهن ولا تتعارض مع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، ولازالت الفتاة السعودية تزداد تعليما وخبرة بعد حصولها على اعلى المستويات العلمية لتساهم فيما بعد وتشارك في تنمية المجتمع السعودي بمشاركة الرجل وساهمت بدورها عندما اصبحت متميزة في دراستها وتحصيلها العلمي وتفكيرها الناضج وحين وجدت حرص ولاة الامر في الدولة على مشاركتها الفعّالة وذلك من خلال فتح المجال لكل عطاء وطني فعال دون تقليل من شأنها وقد عززت الدولة جهودهن ومشاركتهن بتوفير اجواء تحفظ لهن حرمتهن واصالتهن واصالة مجتمعهن خاصة ان الاسلام قد انصف المرأة سابقا وحاضرا واعطاها مكانتها السامية في تربية النشء التربية الصالحة ف قطعت في ذلك مشوارا كبيرا وناجحا في حياتها الاسرية والاجتماعية والدينية وذلك ما لمسناه من حياة الصحابيات الجليلات ومشاركتهن في السلم والحرب,, ولاشك ان التوقع المستقبلي القائم على دعم القيادة الرشيدة لتعليم المرأة وتثقيفها ومسايرتها للركب العالمي في ظل ما تمليه عليها الشريعة الاسلامية السمحة انما هو توقع مليء بالامل والتفاؤل.
|