لو أخذنا العنوان معيارا لجودة القصيدة,, لتلاشت فكرة الحرفنة الشعرية أو قل الصنعة الشعرية,, أي القصيدة المنحوتة بيد الشاعر النجار,, او الشاعر النحات ولا أظن ان في الأمر تقليلا من فن النحت او النجارة وانما هو تمييزاً ما بين الشعر والفنون الأخرى.
فلكل فن طبيعته وطبيعة الشعر مستوحاة من بساطة الأشياء اذ ان الكائن الشعري يستلهم ادواته من رموز الطبيعة البكر,, البرق,, الرعد,, القمر,, الشمس,, الغدير,, النجوم,, الطيف,, الفصول وما الى ذلك من مكونات الطبيعة الغناء,, لهذا فالفن الشعري يعتمد بساطة الأشياء ويحمّلها اجنحة الخيال بأسلوب سهل شفاف لا يركن الى الصنعة وهنا تكمن الصعوبة بالنسبة للشعر الذي يُسمى السهل الممتنع,, اما بالنسبة للقصائد التي تكتب بحرفنة فهي أشبه ما تكون بالتمثال,, والشعر الحقيقي لا يركن الى الجمود,, انه كائن حي يتحرك برغبة شاعره نحو الفرح والترح,, والسعادة والشقاء,, والليل والنهار ويعتمد الأشياء المتضادة,, لبحوره التي لا تسكن وانما تتراقص على قوافيه التي تقرع الطبول لأبياته التي تتناغم امواجها مع قرع الطبول المتموسقة مع المقاطع بأسلوب أخاذ يدفع به الشعر السهل الممتنع,, لهذا فان أصعب الشعر اسهله,, واسهل الشعر أجوده.
فاضل الغشم