موسكو - العواصم - الوكالات
اجتمع مسؤولون روس كبار من بينهم مبعوث الرئيس الروسي بوريس يلتسين الى البلقان فيكتور تشرنوميردين امس الاثنين لمناقشة الأزمة في كوسوفا والاعداد لاجراء محادثات مع نائب وزيرة الخارجية الامريكية ستروب تالبوت الذي وصل الى موسكو امس موفداً من وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي تسعى لاشراك موسكو بصورة مباشرة في البحث عن حل دبلوماسي للصراع اليوغوسلافي.
ومن المتوقع ايضا ان يصل وزيرا خارجية اليونان وكندا العضوان في حلف شمال الاطلسي الى العاصمة الروسية في وقت لاحق هذا الاسبوع, كما يصل اليها الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والذي يتوقع ان يعين مبعوثاً خاصاً الى البلقان خلال اليومين القادمين.
وقالت وكالات انباء روسية ان رئيس الاركان الروسي الكسندر فولوشين رأس اجتماعاً لفريق ازمة كوسوفا في روسيا وضم الاجتماع وزير الخارجية ايجور ايفانوف ووزير الدفاع سيرجييف ورؤساء المخابرات وتشرنوميردين.
وقال فولوشين للصحفيين قبل بدء الاجتماع: عقدنا هذا الاجتماع للاعداد للمحادثات مع تالبوت.
وادانت روسيا بقوة الهجمات الجوية لحلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا وجمدت علاقاتها مع التحالف الغربي.
لكن في الوقت نفسه قالت موسكو انها لن تتورط عسكرياً في الصراع واتخذت خطوات لمحاولة التوسط للتوصل لتسوية بين الحلف وبلجراد.
ووضعت هذه الخطوات موسكو الدولة الكبرى الوحيدة في العالم التي لديها علاقات جيدة مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في موقف دبلوماسي قوي تحرص على القيام به حتى آخره, يتدفق الزوار على موسكو في تأكيد لدور روسيا المحوري في الأزمة.
وقال الملحق الصحفي في السفارة اليونانية في موسكو ان من المتوقع ان يصل وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو الى العاصمة الروسية يوم غد الاربعاء.
كما قال متحدث باسم السفارة الكندية ان وزير الخارجية لويد اكسورثي سيزور روسيا بعد غد الخميس.
وتتزامن زيارتي باباندريو واكسورثي الى موسكو مع زيارة عنان الى العاصمة الروسية ايضاً, وقالت السفارتان اليونانية والكندية ان الوزيرين يبحثان احتمالات الاجتماع مع عنان.
وزار تشرنوميردين بلجراد الاسبوع الماضي واعلن عن استعداد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش للتوصل لتسوية للصراع لكنه لم يوضح ما اذا كان ميلوسيفيتش مستعد للسماح بنشر قوات اجنبية في اقليم كوسوفو الصربي,واعلن تشرنوميردين عن اعتزامه زيارة عاصمة او اثنتين غربيتين لكنه لم يوضح وجهة زيارته او توقيتها,وفي قمة واشنطن التي اختتمت اول امس امتدح زعماء حلف الاطلسي الجهود الدبلوماسية التي تبذلها موسكو الا انهم اشاروا الى رغبتهم في موافقة ميلوسيفيتش التامة على تواجد قوات اجنبية تكون قوات التحالف محورها.
ورغم هذا المدح الا ان العلاقات بين موسكو والتحالف ما زالت متوترة.
وفي اشارة إلى اهتمام الغرب باشتراك روسيا الكامل في مباحثات الازمة اجرى الرئيس الامريكي بيل كلينتون اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي استغرق نحو ساعة امس الاول الاحد.
وقال الكرملين في بيان اتفق الرئيسان على ان الهدف الرئيسي والمهم لا بد ان يكون اقرار السلام في البلقان ,, مضيفاً ان المحادثات اجريت في مناخ مفتوح وبناء .
وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية الاخرى فقد استقبل الرئيس الالماني رومان هيرتزوج امس الاثنين الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في احتفال رسمي في قصر بيلفو مقر الرئاسة الرسمي في برلين.
ويقوم عنان - 61 عاما - بزيارة لالمانيا تستغرق ثلاثة ايام يناقش خلالها النزاع الذي يجري في اقليم كوسوفو.
وقبيل وصوله الى المانيا كان عنان قد صرح بانه يجب الا يتم نشر قوات سلام دولية في كوسوفو الا بعد الحصول على موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال ايضا انه يتعين انضمام الامم المتحدة وروسيا الى عملية البحث عن حل سياسي للازمة في البلقان.
وفي باريس اعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين صباح امس الاثنين انه لا يعتقد بان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يعتزم اخذ مبادرة فورية بشأن كوسوفو,.
والمح فيدرين الى ان عنان اعتمد أيضاً الشروط الخمسة التي فرضها الحلف الاطلسي على سلطات بلغراد والتي تحدد معالم حل محتمل .
وفي تصريحات لإذاعة راديو فرانس انترناشيونال (اذاعة فرنسا الدولية) اوضح فيدرين انه ليس مستبعداً ان يلعب عنان في وقت لاحق دوراً والجميع يريد ذلك .
واضاف الوزير الفرنسي ان عنان في مرحلة تحضيرية بالتعاون الوثيق مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ليكون جاهزاً في الوقت المناسب.