Tuesday 27th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 11 محرم


النص الحقيقي لأول قصيدة قيلت في فتح الرياض
داري اللي سعدها تو ما جاها قالها الحوطي صبيحة يوم الفتح

* عبدالله بن حمد السبر
ونحن نعيش ذكرى مئوية تأسيس المملكة العطرة ذكرى ذلك اليوم الذي تم فيه فتح مدينة الرياض على يد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مؤسس وموحد هذه الدولة الفتية، في تلك اللحظة من صباح ذلك اليوم الخامس من شوال عام 1319ه بعد ان تم فتح الرياض، نادى المنادي قائلا: الملك لله ثم لعبدالعزيز بن سعود : فتباشر الناس من شدة حبهم لآل سعود وجاء أهالي مدينة الرياض والمدن والقرى المجاورة لها ليعبروا عن فرحتهم ويبايعوا الملك عبدالعزيز على السمع والطاعة وفي ذلك الوقت كانت لا توجد وسائل اعلام لاعلان هذا الخبر الهام والسار فأمر الملك عبدالعزيز بإقامة العرضة امام قصر المصمك تعبيرا عن الفرح بهذا الانتصار العظيم والتحول التاريخي بقيام دولة المملكة العربية السعودية وحضر الناس والشعراء وكان من بينهم الشاعر المعروف/ عبدالرحمن الحوطي وهو شاعر قوي يعرف كيف يتعامل مع الحدث له العديد من قصائد العرضة التي واكبت مراحل التأسيس وهذا البيت من قصيدة من بين تلك القصائد
عاش ابو تركي كسا الدار من عقب العراء
لا تلمها بالمشقى ولو حنت عليه
وله غير ذلك من القصائد في كافة اغراض الشعر وقد صادف ليلة فتح الرياض وجود الحوطي في منفوحة لحضور مناسبة زواج,, وعندما سمع بالخبر سارع بالحضور وقال قصيدته المشهورة في تلك اللحظات من صباح ذلك اليوم المبارك وهي أول ما قيل بمناسبة فتح الرياض التي مطلعها:
دار ياللي سعدها تو ما جاها .
وقد نالت أعجاب جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وتفاعل معها هو والحضور وهي من أفضل واشهر ما قيل في شعر العرضة واصبح الناس يتغنون بها في الكثير من المناسبات كالأعياد والاحتفالات والأفراح لكنهم يحفظونها بطريقة غير مرتبة فيضعون صدر البيت الأول مع عجز البيت الأخير فحاولت الحصول على ترجمة لشاعرنا وقصائده وحدثني عنه الشاعر المعروف/ ناصر بن محمد السياري وقال ان اسمه عبدالرحمن بن ناصر بن عثمان بن رشيد آل مرشد التميمي من أهالي مدينة المزاحمية, جاء والده من حوطة بني تميم وليس معه إلا زوجته واستقر بها ورزق ولدين وبنتا والولدان هما عبدالرحمن وعبدالعزيز وكلاهما يقولان الشعر وتزوج عبدالرحمن ورزق أولادا بنين وبنات وتوفي هو وزوجته وابناؤه جميعهم سنة الرحمة اي سنة الحرب العالمية الثانية وشاعرنا ولد وعاش في مدينة المزاحمية وتوفي بها ولم نعرف تاريخ ميلاده او تاريخ ميلاد والده او مجيئه من الحوطة ووفاته, اما عبدالعزيز شقيق شاعرنا فهو جد كل من الشاعرين ناصر بن محمد السياري وعبدالله بن محمد السياري لأمهما,, وقد بحثت عن هذه القصيدة مدار الحديث في عدة مصادر فوجدتها في كتاب الشيخ/ عبدالله بن محمد بن خميس (اهازيج الحرب) ص 211 من ستة أبيات مع ترجمة له مختصرة (ص 210) ومن الروائي عبدالله بن سعد النويشر من أهالي ضرما من ثمانية أبيات ومن الروائي/ منصور بن فهد بن منيّع من اهالي المزاحمية من ثمانية أبيات مع اختلاف في ترتيب أبيات القصيدة عما كانت عليه في كتاب ابن خميس.
واعتقد ان الترتيب الذي ورد في رواية بن منيع هو الأصح نظرا لتوافق معاني أبيات القصيدة وابن منيع من الرواة الموثوقين الذين يحفظون وينقلون الروايات بكل دقة وكان الناس غالبا ما يروونها بهذا الشكل.
دار ياللي سعدها تو ما جاها
طير حوران شاقتني مضاريبه
وأبياتها التي كانوا يحفظونها لا تجاوز ثمانية أبيات، وبعد جمعها وترتيبها اصبح عدد أبياتها عشرة أبيات، فالبيت الثاني من رواية ابن نويشر والخامس من كتاب ابن خميس وهي الآن مرتبة حسب رواية ابن منيع على النحو التالي
1 دار ياللي سعدها تو ماجاها
عقب ما هي ذليله جالها هيبه
2 جو هل الدين والتوحيد وحماها
واذهب الله هل الباطل واصاحيبه
3 قام عبدالعزيز وشاد مبناها
شيخنا اللي بحكم الشرع يمشيبه
4 يوم حنّت وونّت سمع شكواها
وصلها قبل ناصلها مناديبه
5 عقب ما هي عجوز جدد صباها
زينها للعرب قامت تماريبه
6 عشقة للسعود من الله انشاها
حرمت غيرهم تقول مالي به
7 جاء الحباري عقاب نثَّر دماها
يوم شرَّف على عالي مراقيبه
8 صيدته يوم صف الريش ماخطاها
في الثنادي وفي الهامه مخاليبه
9 ذبح عجلان فيها ما تعداها
ما حلا عند باب القصر تسحيبه
10 يوم شفته بعيني طاب ممساها
طير حوران شاقتني مضاريبه
وبعد جمعها وترتيبها تم الاتصال هاتفيا بالشيخ/ عبدالله بن محمد بن خميس لأخذ رأيه فقال: (انها في منتهى الروعة والجمال) ولا اريد ان اتوسع في الشرح وتوضيح انسجام المعاني وتوافق الأبيات بعضها مع البعض، بل اترك ذلك للقارىء الكريم، وقبل ان اختم هذه المقالة أود ان اشير الى أنه يتحتم علينا كمواطنين أن نعود بالذاكرة الى الوراء لكي نتذكر ما كانت عليه اوضاع هذه البلاد قبل مجيء الملك عبدالعزيز حيث كانت تعيش في فوضى عارمة من قتل وسلب ونهب وجهل وفقر ومرض وعدم استقرار في كافة أرجائها، وبعد فتح الرياض انطلقت قافلة الخير في كل الاتجاهات على المستويين الداخلي والخارجي ومن ذلك اليوم اصبحت بلادنا تنعم بنعمة الأمن والاستقرار في ظل قادتها وبفضل تطبيق الشريعة الإسلامية, وستظل على ذلك ان شاء الله,, حفظ الله بلادنا وقادتها ومواطنيها من كل سوء، كما اود ان أشكر جريدة الجزيرة الغراء على قيامها بإفراد صفحات خاصة بمناسبة ذكرى مئوية تأسيس المملكة، هذه الذكرى التي لها مكانة في قلوب الجميع, لذا يجب ان نستمر معها وألا نتوقف عن تذكرها.
آمل ان أكون قد وفقت في ذلك، هذا والله من وراء القصد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved