Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


ترانيم صحفية
الموظف والخط المعاكس,,!!

يظل المجتمع هو الحلقة التي تجمع مجموعة هائلة من الافراد تحت ظل كيان واحد ونمط مشترك تقريبا من الحياة وفي داخل كل مجتمع كبير يظل الفرد عنصرا يجمع حوله مجتمعا اصغر حسب علاقاته الاجتماعية وكلما زادت علاقات الفرد وتحسن تعامله مع من حوله ازدادت بذلك دائرته الاجتماعية وثبت نجاحه كفرد ماهر اجتماعيا, اذاً فلو نظرنا للب هذا الموضوع لوجدنا ان الشخصية الخاصة بالفرد في كونه محركا اجتماعيا هي اهم نقطة لابد وان نلقي عليها الضوء ولو ربطنا ذلك ببيئة العمل لوجدنا ان الشخصية المتزنة هي من افضل الشخصيات التي يمكن ان تسعى بالعمل الى الامام وتحقق التقدم الوظيفي الذي لاتتداخل فيه الشكليات وانما تبرز حقيقة في طريقة العطاء والاداء الفعال ليكون توجيه الجهد فيما هو في صالح العمل ولكن هناك انواع لا نستطيع اغفالها من الشخصيات التي قد تهز سير العمل او قد تذبذب عملية العطاء على صعيد المجتمع الوظيفي ولنأخذ منها مثالا واحدا وهي الشخصية المتصيدة والمترصدة للاخطاء ولِمَ لا أقول احيانا مختلقة الاخطاء، فكثير من الافراد قد يحملون شخصية كهذه ليظل همهم الاول والاخير هو ابراز قدراتهم ولكن يكون ذلك ليس بمزيد من العطاء والعمل والانتاج وانما بتصيد اخطاء من معهم ويعملون في نفس المجال حيث يكون هذا التصيد في نفس طبيعة العمل وقد يخرج على هيئة تخطىء الزميل في عمله ولو لم يخطىء مثلا او التعقيب المتسلط على سلوك زميل آخر ولوكان هذا السلوك عاديا او طبيعيا وليس الهدف من ذلك مصلحة العمل أو الولاء للمؤسسة التي يعمل بها الموظف ولكن المغزى يتضح في قصور مثل تلك الشخصيات ومرضها وعدم قدرتها على اثبات ذاتها الا عن هذا الطريق فكثير من الافراد عندما يعجزون عن تحقيق البروز الاجتماعي الايجابي يلجؤون الى الانتحار النفسي وذلك بالاصرار على اثبات عطائهم عن سبيل آخر يهزون به من حولهم وذلك ليظهروا وحدهم وطبعا انما يجسد مثل هذا الامر الصورة السلبية التي ينتهجونها من اجل البحث عن التمركز .
لا ادري ولكن اعتقد ان مثل هؤلاء يحتاجون إلى فترات من التفكير في سلوكياتهم من جديد ولكن شريطة ان يكون هذا التفكير تحت اشراف اخصائي نفسي يستطيع بدوره توجيههم الى اتخاذ الخط المعاكس في اظهار انفسهم ولكن هنا اتساءل لِمَ لا يتقبل هؤلاء الافراد الحقيقة والواقع الذي يعيشون فيه ليعرفوا ان ما يفعلونه امرا يثير السخرية الاجتماعية ولا سيما ان كان المجتمع المحيط طبعا يدرك طبيعتهم,, لِمَ لا يعرفون ان مثل تلك الافعال ان فعلوها هم ماذا يفعل الاطفال اذاً!!
الكارثة الحقيقية هو ان يدمج الفرد عيب شخصيته في صميم عمله وينطلق بها الى زملائه ليولد لهم بها الملل والضيق ليس من العمل وانما من تحمل هذا الفرد كموظف في هذه المؤسسة لِمَ لا نحاول دائما ان نفصل بين ما يختلج في نفسياتنا وما بين انتاجنا في عملنا وان كانت لدينا عيوب في شخصياتنا فلنحاول تحطيمها في مجال العمل على الاقل لنعتاد تركها والتخلص منها في حياتنا الشخصية الخارجية والبعيدة عن نطاق الوظيفة التي يجب ان يكون مجتمعها متزنا هادئا موجها نحو هدف الانتاج الفعلي فقط,, فهل نعي فعلا ان نحاول تعديل انفسنا؟ اظن انه من الضروري ان نفعل ذلك فالامر ليس اختياريا.
نجلاء أحمد السويل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved