الكتابة عن الاعمال التطوعية حديث ذو شجون فهو متعدد الأبعاد يصعب حصره خلال هذه الاسطر وعبر مساحة زاوية (اما بعد) المحدودة باطار معين ولكن لعلي اكتفي هنا بذكر اولويات هذا الموضوع والتي تأتي في مقدمة الاهتمامات الشخصية لكل سالك لطرق الاعمال التطوعية يقصد بها خدمة الآخرين دون مقابل مادي ومن ذلك مجالس ادارات الجمعيات الخيرية وكافة الاعمال الخيرية والاغاثية والانسانية وكذلك الاعمال الخدمية كخدمة ابناء الوطن عن طريق مجالس ادارة الاندية الادبية والاندية الرياضية ومجالس ادارة الغرف التجارية الصناعية واللجان الصحية كلجان اصدقاء المرضى.
كما ان من الاعمال التطوعية اصلاح ذات البين وتعليم الجاهل واعمار بيوت الله وحفر آبار السقيا واغاثة الملهوف والعمل على رعاية المسنين والفقراء والمحتاجين والارامل والضعفاء والمساكين والمعوزين والغارمين وأبناء السبيل,, والاعمال التطوعية تزكي النفس وتبعث في جوانحها الراحة والطمأنينة وليس كل انسان يستطيع ان يقوم بها كما ينبغي فهي هبات يمن الله بها على من يشاء من عباده، لمن من الله عليهم بالاخلاص والصبر وسعة الصدر وطلاقة الوجه وحسن الخلق والصدق والنزاهة والامانة وانكار الذات وقبول النصح والتوجيه والبذل والاحسان وصفاء السريرة.
والمنة على من وفقه الله لخدمة الآخرين وخير الناس انفعهم للناس.
بقي ان نشير هنا الى ان هذه الصفات وتلك المجالات للاعمال التطوعية تأتي ضمن اولويات اهتمامات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود - طيب الله ثراه - والتي تحتوي في طياتها العديد من الانجازات والمشاعر الدافئة الانسانية تجاه ابناء هذا الوطن المعطاء حيث كانت تلك الاحاسيس النواة لتأسيس هذا البلد الطيب واستمر ابناؤه النجباء من بعده ليكملوا عقد الاحسان والعطاء المتدفق المتواصل بسخاء.
ولاغرو ان نرى المملكة حكومة وشعبا دوما وابدا في طليعة الدول المغيثة للمنكوبين والملهوفين ومناصرة المظلومين على اي قطر من اقطار العالم,, وبلاشك فان ذلك نتاج الغرس المبارك لصقر الجزيرة جزاه الله عنا خير ما جزى راع عن رعيته وحفظ لنا ولاة امرنا وادام علينا لباس العز والامن والامان والاستقرار والعيش الرغيد.