Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


قراءة في أحداث التايتنيك

واخيرا وبعد ان هدأت عاصفة الفيلم العالمي الشهير (TITANIC) الذي قام ببطولته النجم الصاعد LEONARDO DICAPRIO والنجمة المعروفة KATE WINSLET وبعد طرحه في الأسواق السعودية تمكن الكثير من مشاهدة هذا العمل الرائع والمتكامل من جميع النواحي والذي حاز على أكثر من احدى عشرة جائزة أوسكار وجوائز اكاديمية متعددة ولو كان لدي المزيد من الأوسكارات والأوسمة لأصبحت من نصيب الفيلم وبدون تردد مني.
الفيلم من اخراج JEMS Camiron ويحكي قصة الناقلة TI التي غرقت في مياه المحيط الاطلنطي منذ اكثر من مائة عام تقريبا وتسببت في كارثة هزت الأوساط في تلك الأعوام، واستطاع المخرج وكاتب العمل ان يستغل ذلك الحدث التاريخي ويضيف اليه تلك القصة الرومانسية التي دارت احداثها على سطح السفينة الفاخرة بين كل من جاك وروز وبعيدا عن افلام الخزعبلات التي لا تعطي طابعا نفسيا سعيدا في قلوبنا ظل تايتنك الأجدر بهذه المشاهدة والمتابعة, وهو يحكي معاناة اكثر من خمسين ألف شخص غرقوا في شمال المحيط الاطلنطي, الفيلم في بدايته يسلط الضوء على بعض المكتشفين الذين يحاولون جاهدين البحث عن الجوهرة الثمينة التي وضعتها روز في خزينتها الخاصة وبعد مرور اكثر من عامين من البحث والتنقيب اخرجت الخزينة من اعماق السفينة ووضعت امام عدسات المصورين الذين يتابعون بشغف ذلك الحدث المهم وليتفاجأ الجميع فيما بعد بعدم وجود الجوهرة ولم يجدوا الا الصورة التي رسمها جاك لروز في ليلة غرق السفينة وظهرت هذه الصورة عبر التلفاز ورأتها امرأة مسنة اتصلت بهم على الفور لتخبرهم ان تلك الصورة هي صورتها أي ان روز ما تزال على قيد الحياة، أي انها اخفت اسم عائلتها طيلة تلك الأعوام واسمت نفسها روز دوسون وهو اسم عائلة زوجها جاك الرسام الفقير الذي التقت به مصادفة على سطح السفينة وتمكن من ثنيها عن محاولة الانتحار لتنشأ بعد ذلك بينهما قصة الحب الرائع والتضحية المؤسفة.
ومع ان القدر لم يمهل زوجها جاك الذي ضحى بحياته من أجل انقاذها وتحمل برودة مياه المحيط حتى تجمد ومات وهو يحتضن يد روز ومع ان السنين مرت إلا ان روز لم تنس جاك بل ظلت حافظة للوعد والعهد كما وعدته, والرائع ان نكتشف في نهاية الامر ان المرأة المسنة ما زالت تحتفظ بالجوهرة الثمينة التي القتها في مياه البحر بعد انتهاء تلك الحكاية ومازالت تقف وهي تتذكر التايتنك وبوابة الاحتفالات عندما تفتح لترى افراد الرحلة مازالوا بداخلها كأن الموت لم يغيبهم ولتجد حبيبها جاك مازال واقفا في أعلى السلم لتصعد اليه بملابس الزفاف ويقبلها وسط تصفيق الأفراد.
الرائع في هذا الفيلم تشويقه غير المعقول واخراجه المبهر فجميع اللقطات الخطرة في الفيلم قام بصنعها الكمبيوتر.
وثانيا تلك القصة الرومانسية المؤسفة والتي وبصراحة تنتزع الدموع من أعين مشاهديها خاصة ذلك الدور الذي قام به ليناردو والذي اكسبه تلك الجماهيرية الكبيرة بالرغم من كونه ما زال فنانا مبتدئا والتاينتك هي تجربته التمثيلية الأولى والسر في ذلك تعاطف الجمهور معه.
الأمر الثالث هو جمال وروعة الاخراج وروعة تصميم السفينة تاي التي بدت وكأنها درة تتلألأ على سطح مياه البحر.
الجدير بالذكر ان الفيلم قد بلغت تكلفته المالية مائتي مليون دولار أمريكي وغطى تكاليفه في اقل من اسبوع وظل محتفظا بالمركز الأول لأكثر من خمسة عشر اسبوعا, وهو يصنف كأفضل فيلم عالمي قد صور في تاريخ السينما العالمية.
اعزائي القراء الفيلم اصبح الآن في متناول أيديكم ولكنني لا أضمن لكم أبداً خلوهّ من مقص الرقابة المعروف.
حسن النجمي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved