د, البازعي الحركة النقدية مقصرة على مستوى الإبداع المحلي! أستمتع بقراءة الشعر الشعبي! هذا رأيي في محمد العباس وحسين بافقيه! |
كنا قد نشرنا يوم الثلاثاء الماضي الجزء الاول من الحوار الذي دار عبر الهاتف بين د, سعد البازعي - الناقد والاكاديمي البارز - وبين قراء الصفحة,, ونختتم معكم هذا الحوار في جزئه الأخير.
الصفحات الثقافية
* سؤال من القارئة (ميم):
كلمة ثقافة مشتقة من ثقف بمعنى قوّم وعدّل,, اي ان الثقافة تقويم وتعديل وتحسين للفكر ومن ثم السلوك,, فهل الصفحات الثقافية والمنتديات الادبية والندوات الثقافية تقوم على هذا المعنى وهذا الهدف؟!.
- د, البازعي: اعتقد ان في كل صفحة ثقافية او ندوة او منتدى ثقافي مسعى تقويمياً لتقييم الثقافة بشكل عام لكن هذا المسعى لا يأخذ الشكل المباشر المعلن الذي يهيمن على اهداف الصفحة او المنتدى الثقافي انما يكون ضمنياً كامناً لانه اذا غاب التقويم والتطوير فان الصفحة او المنتدى تغدو بلا هدف بل قد تكون لوناً من الوان العبث.
* ما هي الشروط التي ترون انها يجب ان تتوفر في المشرفين على الصفحات التي تعتمد على مشاركات القراء,, وما هي نصيحتكم لهم التي تساعدهم في الرقي بتلك الصفحات؟.
- د, البازعي: في تصوري ان المشرف على الصفحات الثقافية التي تعنى بالمواهب الشابة لا بد ان يكون ذا نصيب وافر من الثقافة من ناحية ومن الحس الأدبي والنقدي من ناحية اخرى وايضاً ان يكون ذا افق واسع، قادراً على التعاطف مع مختلف العطاءات من حيث التنوع والمستوى فيكون رحباً في تقبله لها.
* سؤال من القارئة أمل السعيد:
نسمع كثيراً عن قصيدة النثر بين الرافضين لها والمؤيدين لها من جهة اخرى، والسؤال: لماذا لا تضاف هذه القصيدة الى النثر ويعتبر انجازاً للنثر وارتقاء به؟!.
- د, البازعي: قصيدة النثر تحمل اسماً غير دقيق وهو اسم لم يكن ينبغي ان يكون، ولكن لا بد من التعامل معه,, والمهم هو جوهر النصوص,, هل هي نثر ام شعر؟! وارى ان الشعر حالة من حالات الابداع وينبغي ان نفرق بين الشعر والنظم والشعر ليس مقصوراً على شكل معين من اشكال الكتابة لذلك فان قصيدة النثر نوع من انواع الكتابة التي تقوم على اقتناص الحالات الشعرية وتطويرها لغياب المكونات التقليدية للشعر مثل القافية والموسيقى ويأتي الاختلاف من ان قصيدة النثر نص مختزل مكثف يعتمد في توصيله على اللغة المجازية التي لا نجدها بنفس الكثافة في النصوص النثرية الاخرى مثل المقالة.
* سؤال من القارئة (نورة القحطاني): ما هي مؤلفاتك بعد كتاب (ثقافة الصحراء)؟.
- د, البازعي: صدر لي كتابان هما (دليل النقد الأدبي) مشاركة مع د, ميجان الرويلي وكتاب آخر بعنوان (احالات القصيدة- قراءات في الشعر المعاصر) وهناك كتاب سيصدر قريباً عن النقد المقارن.
الشعر العامي
* سؤال من القارئة (جميلة العسيري):
ما هو موقفك من الشعر العامي؟!.
- د, البازعي: بشكل عام انا من مؤيدي الشعر بغض النظر عن اي شكل عبر به سواء باللهجة الدارجة او الفصحى فأنا ابحث عن الشعر اينما كان وان كنت افضل الفصحى بالطبع فانا اقرأ واستمتع بأفضل ما فيه وامنيتي ان يرتقي الشعر العامي الى الفصحى وهذا ما يحدث الآن للشعراء الشعبيين المثقفين في قصائدهم التي تقترب في لغتها من الفصحى.
* سؤال من القارىء (محمد المسعود) كيف ترى الحركة النقدية لدينا؟.
- د, البازعي: الحركة النقدية لدينا نشطة ولكن نشاطها لا يعني انها متميزة او غير متميزة وهذا تحصيل حاصل,, وهذه الحركة تتفاوت مستوياتها وحتى على مستوى الناقد نفسه فقد ترتفع وقد تنخفض,, وارى ان هناك تقصيراً من هذه الحركة النقدية بالنسبة للابداع المحلي.
القصة السعودية
* سؤال من القارئة (اميرة الزهراني - طالبة دراسات عليا):
في القصة السعودية من رحلة التعثر الطويلة حيث السرد والالقاء الى الاقبال المتعطش نحو الرمز,, الى اي شيء تعزو هذا التحول؟.
- د, البازعي: اولاً: ينطوي هذا السؤال على فرضية لا ادري عن مدى دقتها في وصف واقع القصة السعودي غير انني انطلق من روح السؤال في اشارته الى تطور القصة السعودية بشكل عام فأقول ان القصة شهدت عدة تطورات او مراحل من التطور نقلتها من السرد المباشر الى مرحلة متقدمة في مستواها الفني اعتمدت فيه على تقنية الايحاء والرمز وتعدد الاصوات والاتكاء على التراث بحيث اكتسبت القصة مزيداً من العمق والثراء، اما السبب وراء هذه التطورات فهو يعود بلا شك الى تراكم الخبرة الابداعية وتطور الثقافة بشكل عام وظهور مواهب قوية قادرة على انتاج القصة في اعلى مستوياتها.
* ظهرت في الآونة الاخيرة جملة قصص قصيرة جداً اشبه بالوميض وقد خرجت من الأطر الفنية التقليدية فبدأت شديدة التركيز كيف تحاكم هذه الظاهرة؟.
- د, البازعي: ما يشير اليه السؤال هو ما يعرف احياناً بالقصة القصيرة جداً وهذه تتداخل على نحو ملحوظ مع ما يعرف بقصيدة النثر، فمشروعية مثل هذه الكتابة هي مشروعية قصيدة النثر ايضاً، ومشروعية هذين النوعين تستمد من مشروعية الكتابة المكثفة التي تتصل في اعتقادي بجوهر العملية الابداعية من حيث هي تسعى الى التخلص مما قد يصيب الكتابة من ترهل لغوي وموضوعي غير ان هذا لا يعني تفوق مثل هذه الكتابة المكثفة بالضرورة على غيرها فلكل مجاله في العطاء والابداع.
* سؤال من القارئة هند (الخلف): ما هي الكتب التي تقرأها؟.
- د, البازعي: ليس هناك عناوين محددة لكتب اقرأها بل استطيع ان احدد لك مجالات قراءتي في الكتب وهي تتنوع بين مجالات الأدب والنقد والمجالات الفكرية مثل الكتب التي تقترب من الفلسفة ومن المشكلات الثقافية.
مجلة للمواهب الشابة
* سؤال من القارئة (صدى الذكريات):
- نشعر نحن اصحاب المواهب الشابة بأن مساحات النشر ضيقة جداً لذلك اقترح ان توجد مجلة خاصة تضم ابداعاتنا,, فهل توافقني على ذلك؟.
- د, البازعي: هو اقتراح جيد وانا اؤيدك ولكن هناك شروط لمثل هذه المجلة فلا يكفي ان يكون العطاء شاباً لينشر له ولا بد ان يحقق مستوى معيناً من الابداع لينشر له وقد تواجه المجلة (ولا ادري) صعوبة في ايجاد المادة المطلوبة,, وبالنسبة للقدرات التحريرية والنقدية فهي متوفرة ولكن السؤال: من الذي سيقوم باصدار مثل هذه المجلة التي ستكلف مادياً الشيء الكثير؟!.
وحتى يحين ظهور مثل هذه المجلة اعتقد ان وجود صفحة العطاءات الواعدة في الجزيرة - مثلاً - ما يساعد على سد مثل هذا الفراغ وهو جهد يشكر عليه الزميلين المشرفين عليها.
* سؤال من القارئة (ندى الحسين): برأيك الخاص ايهما افضل في قراءة العمل الابداعي بين هؤلاء: محمد العباس - سليمان البطي - حسين بافقيه؟.
- د, البازعي: هذا السؤال لا يخلو من احراج لان فيه تقييم لأشخاص واجابتي قد تكون عامة قليلاً فكل الذين ذكرتِ اسماءهم يملكون قدرات مميزة بلا شك بعطاءاتهم ويتفاوتون في مدى اقترابهم من النصوص.
فسليمان البطي اعرفه وقد قرأت له في اماكن متفرقة ولكنه ليس ناقداً ادبياً بل هو معني بنظريات الفكر الاجتماعي,, اما بالنسبة لمحمد العباس وحسين بافقيه فهم من جيل احدث سناً من النقاد ولكليهما حضور مكثف ومميز بلا شك ولكل منهما مذاقه الخاص، فالعباس من ذوي الاهتمام بقصيدة النثر والنظرية النقدية وبالكتابة الحديثة، اما بافقيه فله اهتمام متعدد في النقد الادبي وما يتصل بالتراث النقدي ولعله اقرب في الاهتمام بالتراث اكثر من العباس,.
ومن الصعب المفاضلة بينهما لأن لكل منهما في مجاله الخاص به.
|
|
|