Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


خاطرة
ذكريات المطر

نقش حبات المطر على ذلك الجدار القديم,, وصوت المركبات وقد تلطخت بمياه ذاك الشارع المهجور أمام ذلك المنزل الذي كان الحب يسكنه يوما ما,.
وذلك الباب المتهالك وتلك النوافذ الحزينة,, تلك الشرفة التي سكنتها العناكب ونسجت في زواياها خيوط الذكريات,.
وتلك الحجرات التي لفها السكون وأطفأ قناديلها الرحيل,, تبكيك,.
تلك الجدران التي شرخها الألم تكاد ان تتكلم من الحزن وتنادي قلبين ضمتهما معا في لحظة صفاء الحب,,ذلك الموقد الذي جلسا أمامه في ليلة شتاء باردة تشبه هذه الليلة,.
ذاك الموقد الذي رميا بداخله الدنيا وما فيها لتحترق لحظات الهم ويطيب اللقاء,.
في تلك اللحظات دفء المشاعر يضج به المكان يستمعان الى موسيقى نبضات قلبيهما وهي تعزف سمفونية الحب تعزف تقاسيم النقاء من نوتة العشق الأبدي,.
أمام ذلك الموقد أرى ذلك الكرسي الذي كانت تجلس عليه هي,, وهو جالس أمامها مفترشا الأرض يناجيها وتناجيه,.
ذلك الكرسي الذي شهد الدموع وهي تموت أمامه,, تلك الدموع التي سقطت منها وقد بللت أطرافه الخشبية,,في نفس المكان أرى تلك الساعة التي اغتالها الزمن وماتت ثوانيها وتجمدت دقائقها لا تزال متسمرة على ذلك الحائط,, تتمنى ان تنبض بحبهما ويعودا ويجمعهما اللقاء يوما ما,,في تلك الزاوية التي احتواها بؤس المكان ارى آخر شمعة اشعلتها نيران الحب,, وهي قد انطفأت وتجمدت على قوامها الدموع,, تلك الشمعة التي هي آخر ضحايا ذلك الاشتعال فقد سبقتها شموع الأيام التي احترقت وذابت في رماد الحب,.
كل تلك الأشياء في ذلك المنزل وتلك الطرقات وتلك المدينة التي ارعبها شبح الرحيل,, وتلك الأيام التي انهمرت من أحداق العمر,,كل ذلك يبكيك,, لا بد وان يبكيك,.
نديم الجرح - الدمام

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved