Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


خاطرة
الهروب من الذات

دائما نحن البشر نشعر بقوقعة داخلية تحترق من هولها قلوبنا,, فيضيق النفَس بداخلنا,,نحاول تسابق الخطى,, فندخل في حلقة مفرغة لا حلول لها تدمن أنفسنا في أحاديث مع الليل ونشعر اللذة في العتمة,, نرافق الأقلام والأوراق,, ونرمي هوية الوحدة,, نصارع الذات,, لكن تبقى النفس كالسحاب,, نخفي حقيقة الذات,, نهرب من الواقع نصارع الأمواج نتسلل تلك الجبال من الآلام,, نبعثر الابتسامة,, فتحاصرنا ذواتنا البشرية نتمزق ونحترق في ذاتنا لعدم وجود نازع قوي ينزع ما يدور في فلك فكرنا,, ربما الآلام تخيم لكن لماذا لا نمزقها نبعثرها, نشتت بذورها,, لماذا لا ينمحى الواقع المرير كما تمحي الكلمات المنبوذة من أعالي السطور,, ومن على الألسن,, لحظة في أنفاس هي ذات من نفس وهواء يدخل يعلو ويهبط,, لكن نبقى ننتظر لحظات جمال في بستان السعادة ولحظات حب تطرق باب القلب أو شوق يتحقق بلقاء أتى بعد طول غياب,, لماذا أيها الانسان تهرب من دائرة البشرية,,لماذا لا تواجهها,, لماذا تظل عابسا الى ان يحطمك اليأس,,ويقتلك الحزن,, أنا أعلم أن سحابة الأحزان على الانسان شديدة وقد تقتل الأفراح,, لكن لماذا لا نبني جسرا يمتد الى القلب,, جسرا لا يحمل بين جنباته غير الأفراح والأمل والمستقبل السعيد,, لماذا لا نكون كالطير المحبوس في قفص يصارع الأحزان وعندما يشاهد الباب مفتوحا,, يحلق بحناجيه فتحلق معه السعادة,, الدنيا أحلام,,والواقع هو الذي يزرع لنا الأحلام,, القلوب عديدة والجروح التي تنزف أيضا عديدة,, أفواه تعتصر حزنا,, وقلوب تعتصر مآسي وألما وحروف جريحة وكلمات مسكينة كم من آهات,, وكم من متاهات,, وكم من سبب يجعلنا نتذوق الأحزان مساحة,, ومساحات شاسعة في قلوبنا لوصمدنا أمامها,, لما أصبح هذا حالنا,, اعتراف ذاتي لكن الصمود صعب لأن الجرح مرض لكن لابد من دواء ولا بد من علاج أبدي,, الصمت حزن وانفجاره إنجاز بل واعجاز ذاتي, فالليل عندما ينسدل بسواده يسندل ومعه أما أحزان,, واما افراح,, لكن يبقى الأمل المتجدد واحة خلابة تشد الأنظار,, ويصيب الانسان انبهار,,عفوا لا أعلم اذا كان قلمي,, قد أصاب لكن نبضات تحول بفكري حرية الطرح,, وتحاول طرد اليأس وهيئة الحزن فالأفئدة عديدة,,
والاختلاف كبير,, والعثرة واردة,, لكن لتكن تلك الكتلة الانسانية الذاتية البشرية واحة خير,, تجلب معها سمات السعادة والكبر والعزة والشموخ,, وتخفي المشاعر المتكدرة الحزينة,, التي اوردها الزمان وسهر الليل,, لحظات مع النفس لحظات صادقة وليس هروبا ذاتيا لأن الهروب من الذات هروب من الواقع بحلاوته ومرارته.
الآهات الحزينة
نفجان

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved