Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


الجزيرة في حوار صريح وموسع مع مدير عام الإشراف التربوي بوزارة المعارف
بدء مشروع الاختبارات المقننة للمشرفين التربويين
نحتاج إلى زمن لتكوين المفهوم الصحيح للإشراف التربوي!
فكرة المشرف المتعاون تحل هذه المشكلة!

* حاوره: جبير المليحان*
مرت مسيرة التعليم في بلادنا بطرق وعرة, لكنها، وبما وفرت لها الدولة من امكانيات مادية هائلة، قطعت هذه الطرق قفزاً,, كانت النتائج - على المستوى الافقي- كماً هائلاً من المدارس، والطلبة، والمعلمين، والمشرفين: لقد تشكل في البلاد جهاز تربوي تعليمي كبير.
مسيرة التعليم هذه طرحت - على مستوى العمق- اسئلة كثيرة، وكبيرة، بحجم القفزات التي قطعها التعليم بأشواطه الماراثونية,, اهمها- في رأيي-:
- هل يسبق تعليمنا حراك مجتمعنا، ونموه، وتطلعاته- هل يقوده؟
- ام أنه يمشي معه؟
- ام أنه متوقف، خلفه، كبركة راكدة؟!
ما يلاحظه المهتمون بالتربية- ومنهم الجهاز التربوي التعليمي، ان اسهامات التعليم على جلها، الا انها تحتاج الى المراجعة الدائمة، شأنها كأي شيء متنامٍ يرتبط بحياة المجتمع، ومع هذا فان كثيراً من الافكار- في السنوات القليلة الماضية- حركت بركة ماء التعليم، محاولة شق طريق متجدد,, يشارك فيه المواطن- المسؤول- التربوي- ولي الامر- الطالب.
وكأحد الروافد الجميلة لتنقية المياه التعليمية، بدأت اللقاءات الفصلية لمديري الاشراف بالمملكة، حملنا اسئلتنا المهمومة ، والكثير من الاسئلة الهامة حول التعليم، وواقعه، والقائمين به,, وكان ل(الجزيرة) هذه المواجهة الهادئة، مع احد الممسكين ببوصلة التعليم في بلادنا:
مدير عام الاشراف التربوي بالمملكة: الدكتور صالح موسى الضبيان:
* مرَّ الاشراف بمراحل تطور معروفة,, لكننا لا نزال نجد: المفتش والموجه، اما المشرف التربوي فتلوح تباشيره في بعض المناطق التعليمية، على أيدي مجموعة من الاساتذة النامين مهنياً من خلال جهدهم الشخصي لتطوير قدراتهم، وكفاياتهم الاشرافية,, وحتى يصل الاشراف الى تطبيق دوره في تطوير العمل التربوي من خلال الميدان,, هل هناك خطة- طويلة: قل خمسية مثلا- لايجاد نقلة نوعية بحيث يستطيع المعلم ان يقول بأن الاشراف زمالة لا سيادة؟!
- الحقيقة بالنسبة لقضية الانتقال في مراحل الاشراف من تفتيش وتوجيه واشراف فني,, هي قضية تغيير بالمفاهيم التربوية، وكما تعلم فان الانتقال من مفهوم الى مفهوم يحتاج الى فترة زمنية طويلة,, لذا نجد انه مع مرورنا في فترة تطور التوجيه، وانتهائها، ان هناك من يؤمن بالتفتيش,, وهي مرحلة سابقة انتهت قبل التوجيه، لان الانتقال من مفهوم مجرد الى آخر، كما تعلم اخي الفاضل، يحتاج الى ادراك حسي يليه ادراك عقلي او تكوين عقلي للمفهوم, والنواحي المجردة تحتاج الى زمن اكثر، وبالتالي المشكلة التي لدينا: هي ان الاساليب لا تتغير، مثال: اسلوب الزيارة الصفية واحد: في التفتيش والتوجيه والاشراف التربوي, انما الذي يمارس في اثناء الزيارة مختلف,, فيمكن ان تكون زيارة الزائر الى المعلم داخل الصف تفتيشية اذا مارس اشياء معينة، ويمكن ان تكون توجيهية اذا مارس اساليب اخرى، ومن الممكن ان تكون زيارته اشرافية كذلك,, لماذا؟ لان القضايا المحسوسة لا تستطيع ان تغيرها,, بحيث انه بمجرد تغير الاساليب تتحقق الاهداف,, لذا نحتاج اولاً الى تكوين المفهوم الصحيح,, وحيث انك تتعامل مع بشر، والبشر خاضعون في وعيهم وممارستهم لهذا الوعي الى عوامل كثيرة: وكما هو واضح من سؤالكم ان هناك فئة معينة استوعبت المفهوم، وهم نسبة لا بأس بها على مستوى المملكة,, لكن نتائجها غير واضحة حيث ان هناك نسبة اخرى تمارس عكس ذلك.
اضف الى ذلك ان مفهوم الاشراف التربوي مفهوم شامل,, وهو عبارة عن تحسين وتطوير العملية التربوية بجميع عناصرها,, فالذين ليس لديهم الاستعداد الذهني والنفسي والنمو المهني- كما ذكرت في سؤالك- لن يتقبلوا هذا المفهوم: لانه سيضيف عليهم اعباء كبيرة,, والموجه يذهب الى المدرسة ويعطي توجيهات معينة اخذها من المكتب، او من اية جهة، وقد يكون مقتنعاً بها، لانه يمارسها سابقاً، ويعطيها الى المعلم وينتهي الموضوع.
ولكن المشرف يحتاج الى قراءات، واطلاع، ومواصلة تعليمية باستمرار، وبالتالي هناك اضافة اعباء جديدة الى عمله باستمرار، كما ان هناك تطويراً لعمله باستمرار, وليس من السهولة ان نجد ان جميع المشرفين ينهجون ذلك.
اما الجزء الآخر من السؤال الخاص بالخطة: نعم هناك خطة: فمن عام 1417ه، وضعت خطة عامة للاشراف التربوي في المملكة اعتمدها معالي الوزير,, ومن اهم خطواتها التي بدئت - ولله الحمد والمنة- في شهر رمضان الماضي,, الاتفاق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، على تبني مشروع جبار ورائد لوضع اختبارات مقننة للمشرفين التربويين.
* إلى أية مرحلة وصل هذا المشروع؟
-المشروع اعد من قبل الادارة العامة للاشراف التربوي، وبدعم من سعادة وكيل الوزارة للتعليم، وعن طريق اللجنة الوطنية للتعليم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، قدم من ضمن مشروعات الوزارة، واعطي الاولوية، وتم تبنيه من قبل مدينة الملك عبدالعزيز، ممثلة في اللجنة الوطنية للتعليم التي سوف تعلن هذا المشروع، وسيتقدم له باحثون من اية جهة تهتم بأمور التربية، ويبدأ تطبيقه، واشير هنا الى ان تطبيقه يحتاج الى وقت,, لكنه سيحدث نقلة نوعية في الاشراف التربوي بالمملكة.
* هل سيبدأ تطبيقه بجهاز الوزارة وجهات محددة، أم سيتم تعميمه؟
- بعد ان تنتهي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من اعداد المشروع، ويتم تحكيمه علمياً، يتم تقديمه للوزارة، ثم تبدأ الادارة العامة للاشراف التربوي في جهاز الوزارة، في ادارة وتوظيف هذه الاختبارات.
* كيف؟
- الاختبارات المقننة ستقدم على مراحل:
المرحلة الاولى: سيتم تطبيقها على المشرفين الموجودين الان في الميدان، في عموم المملكة، لمعرفة وتحديد احتياجاتهم التدريبية، ثم العمل على سد هذه الاحتياجات وتنميتها.
المرحلة الثانية: هي توظيف هذا الاختبار للانتقاء من المعلمين المتقدمين للاشراف، بحيث لا يتم ترشيح المتقدم للاشراف التربوي الا اذا اجتاز درجة معينة، وفق معايير الاختبار.
مرحلة اخرى: تطبيقه سنوياً، او مرحلياً، لتحديد الاحتياجات التدريبية، وتنميتها باستمرار، بما يتماشى مع مستجدات التربية والتعليم.
* إذن سيتم تطبيقه دقيقة واحدة، وفي مختلف المناطق؟
- نعم,, لكن يجب الا يوظف للاضرار بمشرفين موجودين,, انما يتم اعطاء كل مشرف يحتاج الى التدريب وتنمية المهارات الفرصة الكاملة لذلك, لكن يجب الا ننسى ان ذلك يعتمد في الاساس على رغبة المشرف في تطوير ادائه، ونموه المهني.
* هل ستبدأ من العام الدراسي القادم 1420ه؟
- لا اظن,, لان ذلك يتطلب اكتمال هذا المشروع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وتقديمه للوزارة، واظن ان ذلك يحتاج الى وقت طويل، لطبيعة بناء الاختبارات المقننة، ثم تكوين فريق العمل الذي سيقوم بالتطبيق، واجراء الاختبارات بعد الانتهاء من تحكيمه علمياً.
الى جانب الاختبارات المقننة,, هناك خطة للاشراف التربوي، تقضي بتزويد مكتبات إدارات التعليم، ومراكز الاشراف التربوي بالكتب العلمية والتربوية، وقد تم البدء بهذا في الفصل الدراسي الاول من هذا العام, ونأمل ان تتيح للمشرفين التربويين الفرص الكافية للرجوع الى المصادر المتخصصة والاستفادة منها.
هناك ايضاً تطبيق فكرة المشرف المتعاون، والتي هي احدى توصيات لقاء الاشراف التربوي الاول عام 1416ه في الوزارة، وقد طبق في العديد من إدارات التعليم - وكانت نتائجه ممتازة- وفي النية ان يعمم هذا العام - ان شاء الله- على جميع المناطق وان يكون مطلباً رئيساً لتعيين المشرف الجديد.
* لكن هذا المشرف الجديد يواجه بعقبة دائمة، وهي العجز المتواصل في المعلمين في الادارات؟
- من وجهة نظري انه لا يوجد عجز- هذا بشكل عام، متى ما تم توزيع المعلمين في ادارات التعليم وفق ما يحقق المصلحة العامة، والمصلحة التعليمية تقتضي تفعيل دور الاشراف التربوي، حيث ان الاشراف التربوي هو العمود الفقري,, فاذا قام الاشراف التربوي بعمله الصحيح المكتمل، وفق المفهوم الجديد، فسيوفر لمدير التعليم، ولأي مسؤول، وأي ولي امر، جميع ما يحتاجه في جميع القطاعات التعليمية من نشاط، وارشاد,, فتوفير المشرف المتعاون يفعل دور الاشراف، ويفعل ادوار بقية الانشطة الاخرى.
* لكن كيف جاءت فكرة المشرف المتعاون؟
فكرة المشرف المتعاون، هي فكرة مطورة لما هو معروف بالمعلم الاول، الموجود في كل مدرسة في بعض الدول المجاورة, لكن اتساع المملكة، وكثرة عدد المدارس، والنمو المتزايد لاعدادها كل عام، يجعل من الصعب توفير معلم اول لكل تخصص، وفي كل مدرسة, ثم ان الانتقاء من معلمي كل مدرسة لا يوفر لك المتميز دائماً حيث ان هذا الانتقاء لا يتم بطريقة علمية، وانما حسب الظروف، وبالتنازل عن بعض المعايير والضوابط المطلوبة في الاشراف,, ففكرة المشرف المتعاون هي تطوير لعمل المعلم الاول، بحيث تنتقي المعلم س في حي من الاحياء، وفي مادة العلوم مثلاً، وخفض نصابه ليشرف على زملائه في مدرسته والمدارس المجاورة.
*في تصوري ان هناك خللا ما بين احتياجات الميدان مشرفون تربويون- مشرفون متعاونون- مرشدون طلابيون- مشرفو انشطة,, الخ وبين ما يخطط له في احتساب حاجة القطاعات من المعلمين,, لذا لا يتم التخطيط والتنسيق مركزياً بين الادارات المعنية لاحتساب الاحتياج الفعلي بشكل صحيح؟
- الحقيقة، انه في لقاء مديري التعليم الماضي، تم اقرار برنامج حاسب آلي اسمه معارف ، هذا البرنامج سيكون نقلة كبيرة معلوماتية ستشهدها وزارة المعارف,, حيث سيوفر هذا البرنامج، معلومات متكاملة في كل مدرسة، تمكن اي مسؤول في مركز الاشراف التربوي، او الادارة، او الوزارة,, من الحصول على المعلومة الدقيقة في اية لحظة, وبعد توافر هذه المعلومات الدقيقة - بعد ربط الشبكة- سيكون من السهل معرفة الاحتياج الفعلي لاي قطاع، وفي اي جزء من المملكة, انما واقعنا الان يعتمد على المعلومات التي تأتي من ادارات التعليم، وهذه الادارات تعتمد على ما يصلها من مراكز الاشراف التي تعتمد على استمارات المدارس، وربما كان بعض هذه الجهود غير دقيق، اضافة الى ان توفيرها يستغرق الوقت الطويل، بحيث انه ربما حدث تغيير في الواقع الميداني يختلف عن الاشياء المدونة في البيانات التي لدى الجهة متخذة القرار.
ان بداية عمل برنامج معارف ستجعل من الصعب تجاوز الاحتياجات الحقيقية، وستقضي على التضارب الحاصل بين اكثر من ادارة في تعيين معلمين، وتكليفهم العمل حسب خطتها، مما يسبب العجز.
2- من المعلوم ان الاشراف التربوي يشتمل على جوانب منها: الجانب الوقائي، والابداعي، والعلاجي، وهذا الاخير هو الذي ينصب عليه كل العمل حالياً, ويلاحظ ان الجانب الوقائي المتمثل في تأهيل المعلمين جانب مهمل، وهو في الظن اهم جانب في الاشراف,, والسؤال:
* هل هناك تنسيق فعلي لاحتياجات المعلمين التأهيلية بين الاشراف التربوي والكليات والجامعات؟
- الحقيقة ان هذا السؤال جيد، ينم عن وعي وادراك لجميع الظروف التي نعيشها, نقطة مهمة في هذا الموضوع، فكما هو معروف فان التوسع في التعليم هدف اساسي للدولة، وقد مرت ظروف على الوزارة عينت فيها، ما نسميه معلم الضرورة ، كانت الوزارة تقبل تخصصات مختلفة، لم تعد اصلاً للتعليم، وهم من يطلق عليهم ذوو المؤهلات غير التربوية لان هؤلاء الزملاء موجودون في التعليم,, بعضهم تطورت قدراته المهنية، والتحق بدورات مثل الدبلوم التربوي وغيره، وبعضهم طور امكانياته بنفسه تحت اشراف الزملاء المشرفين التربويين، اما كليات اعداد المعلمين، والاقسام التربوية في الجامعات، فلها برامجها الخاصة، وهناك تنسيق عام، وليس تفصيلياً، وليس هناك مجال اكثر للتنسيق، لان الوزارة بحاجة الى خريجيها وغير خريجيها لسد حاجات المدارس,, هذا عن الماضي القريب جداً.
اما الان فهناك خطة لدى الوزارة قوية جداً، ودرست وصمم لها خطوط كثيرة في الاسرة الوطنية لاعداد المعلمين في العام الماضي، وكنت احد المشاركين فيها, من ضمن الاعمال التي قامت بها الاسرة الوطنية التخطيط لعقد لقاء بين الوزارة ومؤسسات اعداد المعلم: سواء في التعليم العالي، او الكليات التابعة لوزارة المعارف، ستقدم الوزارة اوراق عمل معدة من قبل، للشروط، والمتطلبات المهنية الواجب توفرها في المعلم، ولجميع المراحل، وجميع التخصصات، والاعداد التربوي,.
الاعداد التربوي بحد ذاته قضية كبيرة: فتجد بعض المؤسسات لدينا تطلق على خريجيها مسمى تربوي ويعامل في ديوان الخدمة المدنية على هذا الاساس، لكن في واقع الامر فان اعداده التربوي غير مناسب له كمعلم، ولمادته ايضاً, كليات اخرى تعد طلبتها ليكونوا تربويين، مكتفين باعطائهم مقررات تربوية غير كافية، فهاك عدم اتزان، لذا اعدت دراسة- وهي في مراحلها الاخيرة- لواقع الكليات، وواقع احتياجات الوزارة، بحيث تحدد نسبة الحد الادنى المقبولة من الاعداد التربوي، والاعداد العام في اية كلية.
في هذه الحالة قد تعمل الكليات لتغيير برامجها وفق هذه الرؤى، ولأن الوزارة هي التي توظف خريجيها، وفي ظل الاكتفاء الذاتي من المعلمين الوطنيين، فانه من حق الوزارة ان تبدأ بالانتقاء، وقد بدأ ذلك فعلاً,, وبهذه المناسبة فهناك الكثير من خريجي بعض الكليات يتصورون ان الوزارة قد ترفض قبولهم، لكن هذه القضية تعتمد في الاساس على احتياج الوزارة, ففي فترة من الفترات، كان لدى الوزارة عشر كليات تقبل الخريجين، حيث كانت احتياجات الوزارة عالية,, الآن اكتفت الوزارة من تخصصات معينة، وبالتالي فان الوزارة غير ملزمة بقبول اكثر من حاجة الميدان الفعلية.
وعلى اولياء امور الطلاب - ان يدركوا ذلك، ليوجهوا ابناءهم- بعد المرحلة الثانوية- الى التخصصات المطلوبة مستعينين بالدليل الارشادي المهني المعد من قبل الارشاد والتوجيه الطلابي بالوزارة.
* ماذا عن تدريب المعلمين اثناء الخدمة؟
- اهتمت الوزارة في السنوات الاخيرة بالتدريب التربوي، ومن اهتمامها افردت لذلك ادارة عامة تعتني به,.
وكما تعرف فان برامج التدريب مكلفة وتتزامن مع الوضع الاقتصادي العام، وبالتالي فالاعداد التي يتم تدريبها لا تلبي الحاجات الفعلية للميدان, هذا الموضوع يحتاج الى موازنة، وقد بدأت الوزارة بوضع خطط,, تعمل الوزارة على تنفيذها مستفيدة من المصادر: القطاع الخاص- المنظمات الدولية وغيرها,, ايضاً من القضايا المهمة التي تطبقها الوزارة مشروع التدريب المرئي، او المؤتمر المرئي: فيمكن ان تعقد مؤتمراً تدريبياً في الرياض، يشاهده المتدربون، ويتفاعلون معه في كل من جدة والدمام مثلاً.
* ان ما قيل عن تدريب المعلمين يمكن ان يقال عن تدريب المشرفين: هؤلاء المناط بهم تطوير المعلم ,, ماذا قدم الاشراف التربوي لمشرفيه في المجالات التالية:
- التدريب المبرمج على رأس العمل لربط المشرف التربوي بكل جديد.
- الدورات التدريبية التي تنهض بمستوى المشرف التربوي، وتزيد من تأهيله الاكاديمي بحيث يستطيع من خلالها مواصلة دراسته العليا.
- الحوافز المادية والمعنوية: اذ يتساوى المشرف المبدع - الفعال، مع زميله التقليدي,, كما ان خبرة المشرف تبقى دون فائدة عملية بحيث يتساوى فيها المهام والانصبة، المشرف الجديد مع ذي الخبرة الطويلة,, هل من آلية تنظم ذلك، وتدفع المشرف الى التطور والتطوير، وتخلق المنافسة؟
- صلاحيات المشرف ضبابية، ويمكن القول بصراحة ان المشرف دون صلاحيات، وانما يأخذها المشرف حسب الامكانية,, غير ما هو معروف: هل هناك جديد؟
- المشرفون التربويون بحاجة ماسة للتدريب، ولن نصل الى تكوين المفهوم الصحيح للاشراف التربوي الا عن طريق التدريب، وقد اعتمد في العام الماضي ضرورة ايجاد دورة تدريبية للمشرف التربوي الجديد قبل ممارسته للاشراف الميداني، وقد بدىء في تطبيق هذه الفكرة في معظم ادارات التعليم وسوف يتم تطبيق البرنامج التدريبي للمشرف الجديد في جميع ادارات التعليم بدءاً من العام الدراسي القادم بمشيئة الله.
هناك ايضاً تقويم للبرامج القائمة الموجودة في جامعتي الملك سعود والامام محمد بن سعود الاسلامية، وهناك تنسيق مع معهد الادارة لعقد دورات خاصة للمشرفين، وهناك ايضاً تزويد مكتبات الاشراف التربوي بكل جديد، لتكون مصادر تعلم باستمرار لدى المشرف.
اما التفريق بين المشرف القديم والجديد، والمتميز وغير المتميز، فهذه من النقاط المهمة، ولعل مشروع الاشراف الخاص بالاختبار المقنن - الذي تحدثت عنه سابقاً- يجيب على الجزء الخاص بذلك.
هناك امور يجب اعادة النظر فيها: فالنصاب الحالي للمشرف من المدارس، سواء للجديد او القديم، فلو تم اختيار المشرف التربوي الجديد بالطرق الجديدة، ووفق المعايير المحددة من الوزارة، فلن يكون هناك فرق كبير بين المشرف الجاد والمشرف الجديد,, قد تؤثر بعض الظروف في بعض المناطق، لكن تطبيق المشرف المتعاون سيحل اشكالية الانصبة.
ارى ان صلاحيات المشرف التربوي الحالية مناسبة فكل شيء في المدرسة متاح للمشرف الجاد, وسيؤخذ به اذا كان صحيحاً, ونحن في ادارة الاشراف نطمح الى ان يكون لدى المشرف التربوي صلاحيات اكثر، لكن من وجهة نظري: ارى الا نطالب بصلاحيات اكثر قبل ان نصحح الوضع الحالي.
* من المسلم به ان الاشراف هو المعني بتحديد احتياجات المعلمين التدريبية، وفق ادائهم الميداني.
ولكن يلاحظ ان التدريب -حالياً- من مسؤوليات ادارة شؤون المعلمين في ادارات التعليم، ونظراً لقلة امكانات هذه الادارة التدريبية، فانها توفد المتدربين الى نفس الجامعات التي تخرجوا منها، ليدرسوا نفس المناهج التي تخرجوا بها، فكأنما هو هدر للجهد والوقت والمال.
- قضية التدريب مطلب، ومعالي وزير المعارف يعطي هذا الموضوع الاولوية، ويكاد لا يخلو اي اجتماع لمعاليه دون ان يذكر هذا الموضوع او يمسه.
البرامج الموجودة: لا تفي بالغرض، ونسبة منها هي اعادة وتكرار لما سبق وأخذه الطالب في كليته، لكن الوزارة، وانطلاقاً من نظرتها لأهمية التدريب، فقد بدأت بايجاد ادارة عامة له، والادارة العامة للتدريب، تسعى الآن لوضع البرامج التدريبية وتصميمها، ومن ضمن المشاريع التي قدمت لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: ايجاد حقائب تدريبية، وقد بدأنا في الاشراف التربوي بوضع حقيبة للقياس والتقويم.
ومن هنا اعتقد ان حركتنا لانجاز اهدافنا التدريبية مازالت بطيئة: بسبب ظروف كثيرة، وأولها الوضع الاقتصادي العام، المرتبط بالاقتصاد العالمي.
* لماذا لا تتجه جهود الوزارة الى ايجاد مواقع تدريبية قريبة من الميدان، انشاء مراكز للتدريب في ادارات التعليم.
- هذا معمول به -فجميع ادارات التعليم لديها مراكز تدريبية-, هناك مراكز انشئت قديماً مثل مركزي جدة والرياض، وهذه امكانياتها كبيرة, وقد بدأت بتحقيق بعض الاهداف، وهناك مراكز تم انشاؤها قريباً في ادارات اخرى.
لكن من يخطط البرامج التدريبية في هذه المراكز، ومن يقوم بالتدريب فيها، ومن يقوم النتائج؟ انهم المشرفون التربويون, لذا فالاتجاه لدى الوزارة الآن ان تكون هناك ادارة واحدة مسؤولة عن المعلم وهي التي تحدد التوزيع والاحتياج والتدريب والاشراف,, كأن يكون مدير الاشراف التربوي هو المسؤول عن كل ذلك وهذا هو الوضع الطبيعي.
* يجري اختيار المشرفين التربويين حسب الحاجة المتوقعة، الا ان من يتم ترشيحهم لا يسدون حاجة القطاعات للنمو الكبير في اعداد الطلبة، وافتتاح الكثير من المدارس كل عام,, وعزوف الكثير من المعلمين عن الاشراف, وقلة اعداد المتقدمين، وعدم صلاحية البعض,, مما يجعل العجز في عدد المشرفين متواصلاً، كل عام, كيف تعالج ادارة الاشراف ذلك، مع الحفاظ على اختيار النوعية المميزة.
- بدأت الوزارة باللامركزية، وقد اعطت ادارات التعليم صلاحيات اختيار المشرف التربوي بدءاً من عام 1417ه, فتح المجال لقضية الترشيح في السباق كان محصوراً بترشيح المشرف الزميل المعلم، لكن الآن تصدر التعاميم من الادارات، الى جميع المدارس، لمن يرى في نفسه القدرة على الاشراف التربوي، ان يتقدم حتى لو لم يرشح من قبل مدير المدرسة، هذه احدى الخطوات التي تم اتباعها لمعالجة قلة المتقدمين للاشراف التربوي.
احتياج المناطق من المشرفين يحسب عادة وفق معادلة النمو المتوقعة مع شيء من المرونة بحيث يكون نصيب المشرفين ما بين 70-100 معلم، لكن يظل التساؤل المهم حول ان المدرسين المتميزين لا يتقدمون للاشراف التربوي بأعداد كافية، ولذلك اسباب منها ما ذكر، ومنها ان الاشراف التربوي قيادة تربوية في الميدان، ويوجد فيه من يسيء استغلال هذه القيادة، وبالتالي يعطي صورة غير طيبة للاشراف التربوي، مما يجعل بعض المتميزين يعزفون عن الانضمام الى الاشراف التربوي.
اتصور ان الاختبار المقنن سينهي كل هذه الاشكاليات,, ان ذلك يتطلب وقتاً طويلاً، لكنه الطريق الصحيح، الذي يفتح الطريق امام المتميزين ليكونوا مشرفين,, هؤلاء المتميزون يرون ان العمل في الاشراف يتعدى العمل الروتيني، حيث ان عمل الاشراف يستوعب قدراتهم المتميزة، ويعطيهم الاحساس بالقيادة، وان ما يقومون به يخدم بلدهم بشكل اوسع، ويرتبط بعقيدتهم الدينية, وبالتالي فان ولاءهم لعقيدتهم ووطنهم يجعلهم يبذلون كل جهودهم للابداع والتميز والتطور باستمرار، عاملين جل وقتهم، غير مرتبطين بدوام المدرسة، متنقلين من مدرسة الى اخرى بالسيارة الخاصة، موظفين كل امكانياتهم المنزلية، من وقت مكتبة خاصة وحاسب آلي: للتخطيط والدراسة,, هذه الجهود لا يقدم على عملها غير المتميزين، وهؤلاء هم من نطمح لضمهم لاسرة الاشراف.
ان ما ينطبق على المشرف التربوي- في هذا الخصوص- ينطبق على مدير المدرسة ايضاً.
* هناك افكار ابداعية عدة طرحت في الميدان: ومنها: الاشراف التربوي التعاوني- وهي في غالب الاحيان- معطلة بسبب العجز في اعداد المعلمين.
هل يعني هذا: حصر دور الاشراف في تحديد الوصفة العلاجية، دون المشاركة في وضع اساليب الوقاية- مسبقاً- دون تركها لظروف توفر العدد الذي تعاني منه المناطق التعليمية باستمرار؟
- اولاً انا شخصياً، وبحكم خبرتي في السنوات الثلاث الماضية، مدرك تماماً، وعلى يقين، انه لا يوجد عجز في ادارات التعليم، انما قد يوجد سوء توزيع في بعض الادارات.
ثانياً: عمل الاشراف التربوي عمل تربوي، وهذا يتطلب وقتاً طويلاً لتظهر مخرجاته الجيدة، ونحن -الآن- نضطر الى تأمين العدد اللازم لبعض الانشطة على حساب
غيرها من القضايا التربوية,, فالتوزيع الصحيح للمعلمين في إدارات التعليم يجنبنا اللجوء لمثل هذه الحلول المؤقتة على حساب الخط المتواصل لإنجازات الاشراف.
إيماني هو أن الاشراف التربوي له الاولوية: كونه يتعامل مع جميع عناصر العملية التعليمية، ومردوده سيكون ايجابياً على جميع الادارات التعليمة, اضف الى هذا، ان هناك معوقات اخرى، على سبيل المثال: المشرف التربوي على اتصال مباشر بالمدرسة، وعليه فالقيادات في ادارات التعليم والوزارة يكون اتصالها بالمشرف التربوي اتصالاً مباشراً تتجه اليه عند احتياجها لأية معلومة,, وهذا يثقل كاهل المشرف التربوي في صرف الكثير من الجهد والوقت على مثل هذه القضايا الادارية.
* كيف إذن تحل هذه المعضلة؟
- الحل الحقيقي يكون بتحديد مهام المشرف التربوي,, وهناك لجان تعمل في جهاز الوزارة والادارة العامة للاشراف التربوي لتحديد هذه المهام.
* قلتم في أحد اللقاءات ان الاشراف التربوي مُعنى بالدرجة الاولى بتطوير العملية التعليمية داخل الصف ، هل لكم بتفصيل ذلك، وكيف؟
- اذا كنت قد قلت هذا، فان العبارة ناقصة، لان الاهم أن يكون نشاط الاشراف التربوي داخل الصف,, وترجمة جميع ما لدينا من افكار تربوية الى واقع داخل الصف,, هذه هي المهمة الرئيسة للاشراف، لكن لا ينحصر نشاط الاشراف في هذا فقط: فقطاعات الوزارة كلها، وادارات التعليم كلها، لديها افكار تطويرية تربوية اذا لم تنعكس داخل الصف لا قيمة لها.
* هل المقصود بذلك الزيارات الصفية؟
- نعم,, لقد فهمت بعض الادارات التعليمية- وهي قليلة- ان آلية الاشراف التربوي الجديدة لا تركز على الزيارات الصفية,, وهذا خطأ, فالزيارات الصفية اكثر الحاحاً من السابق,, لان الزيارة الصفية زيارة تشخيصية اساسية لبقية الاساليب الاشرافية الاخرى.
نعود الى النقطة الاساسية لنؤكد ان وجود المشرف التربوي داخل الصف مطلب ضروري,, حيث انه من داخل الصف يستطيع ان يشخص الواقع، وان يتأكد من تحقيق اهداف التربية والتعليم في المملكة ككل، فالعمل الرئيس للاشراف التربوي هو في داخل الصف، والزيارة الصفية هي نقطة الانطلاق لممارسة مهام الاشراف الذي يسعى الى غاية تحسين عمليتي التعليم، والتعلم.
* لماذا يبعد المشرفون التربويون عن مجالس الاباء والمعلمين، وعن رسم الانشطة، والاشراف على تنفيذها كالفنية والرياضية والمعارض المدرسية، والانشطة الختامية، هل هم مبعدون,, ام مبتعدون؟
- يفترض الا يبعدون او يبتعدون, لماذا؟، اكرر ما قلته في بداية لقائنا عن مفهوم الاشراف التربوي المتمثل في تحسين وتطوير العملية التعليمية والتربوية بجميع عناصرها,, جميع ما ذكر من انشطة ومجالس هي عناصر واجزاء من العملية التعليمية.
ويفترض ان يكون ذلك جزءاً من مهام المشرف التربوي, النشاط مثلاً: ليس المقصود به الحفل الختامي، انما يشمل قضايا كثيرة تمس اهداف العملية التعليمية والتربوية، وتطويرها، مثل الاهداف العامة، التي وضع لها منهج يترجم تحقيقها، وهذا المنهج جزء منه موجود في محتوى المقررات المدرسية، وجزء آخر لا يمكن تحقيقه داخل الصف,, وانما عن طريق تطبيق الانشطة اللاصفية، ليكتمل تحقيق تلك الاهداف.
فمادة العلوم - مثلاً- استطيع ان ادرس موضوعات لتحقيق مهارات معينة، وتحقيق معارف معينة, لكن المجال المهاري والمعرفي ايضاً، قد يحتاج الى انشطة معينة خارج الصف لتحقيق هذه الاهداف,, كالنادي العلمي، او المبتكرات العلمية، او اسرة العلوم,, او المختبرات، او الرحلات العلمية,, الخ, لتحقيق الاهداف التي وضعت في المنهج، وليس المقرر، الذي يتم تركيزه - في الغالب- على النواحي المعرفية الى جانب المهارات,, من هنا نستطيع القول: ان الاشراف التربوي جزء اساس من هذه العملية كلها، بعناصرها كلها, اذ كيف لي ان اقوِّم معلم العلوم من داخل صفه فقط,, وما تأثيره على الطالب؟
* تطلق ادارات التعليم، والاشراف على مدير المدرسة مسمى: المشرف التربوي المقيم وينطبق هذا المسمى حتى على اولئك المديرين الذين يتم تحويلهم الى التدريس في نهاية كل عام، لعدم صلاحيتهم للادارة، كما يطلق على المدير الجديد، ذي الخبرة القصيرة - ادارياً وتربوياً-، وهناك مديرون متميزون، ولكن باجتهادهم الشخصي، بدوافع من حرصهم على تطوير معلمي مدارسهم,, هؤلاء المديرون، وجميع المديرين يتبعون - تنظيمياً حسب هيكل وزارة المعارف الخيرة الى ادارة الاشراف التربوي، لكنهم -غالباً- شبه منسيين كمشرفين تربويين وفي رأيي فان ذلك خلل كبير جداً,, لكنني لا اعرف خطط ادارة الاشراف لتطويرهم بما يليق بمسمى المشرف التربوي المقيم ؟
- ورد في السؤال عبارة لا اود استخدامها، وهي تحويلهم للتدريس ، هم في الحقيقة معلمون، أُوكل لهم قيادة هذه المؤسسة التعليمية، ووجد انهم غير قادرين على ذلك,, فعادوا الى عملهم الطبيعي,, العودة للتعليم ليست عقاباً.
* لكن هناك تعميم وزاري ينص على ذلك صراحة!
- ربما كان خطأ في الصياغة,, لكن مفهومنا ان التدريس والادارة لا يتعارضان,, ثم ان مديري المدارس يتم اختيارهم نظرياً وفق آلية دقيقة جداً، ونحن ننتقي افضل المعلمين ليكلفوا بالوكالة، ثم ينتقى افضل الوكلاء، ويكلفون بالادارة,, ثم ينتقى افضل هؤلاء ليعملوا مشرفي ادارة مدرسية,, كل هذا عن طريق لجان عليا في ادارات التعليم,, برئاسة مدير التعليم عادة,, فالالية نظرياً جيدة، بقي ان تطبيقها تحكمه ظروف كثيرة، منها بعض الظروف الخاصة لبعض المناطق، كوفرة او قلة الكفاءات الوطنية,, اما الاشراف التربوي، فكما ذكرت هناك شعبة مختصة في كل ادارة تعليم اسمها شعبة الادارة المدرسية، وهناك مشرفون للادارة المدرسية، والمديرون هم الوحيدون الذين يعقد لهم دورات متخصصة ومنظمة، فنجد لدينا دورات عامة للمشرفين التربويين - في جامعة الملك سعود مثلاً وغيرها- وهي قليلة، لكنك تجد ان دورات مديري المدارس تقام بانتظام في كليات المعلمين وجامعات المملكة, فالاهتمام بمديري المدارس قائم لكنه لا يرقى الى الطموح,, وهناك خطوات تطويرية كثيرة ومن ضمنها اعطاء مديري المدارس المزيد من الصلاحيات حتى يقوموا بعملهم بشكل افضل وايسر,, وليكون ذلك اداة جذب للمتميز من المعلمين,, لإيماننا بأن مدير المدرسة هو حجر الزاوية في المدرسة,, فتميزه يجعل من مدرسته مدرسة متميزة,, اما الجديد فلا ارى مانعاً من تسميته بالمشرف المقيم، لحاجته الى الدعم المعنوي، وهو مشرف مقيم فعلاً في مدرسته، فقط يحتاج الى اكتساب الخبرة مثله مثل زميله المشرف التربوي الجديد,, ثم ان اكتساب الخبرة لا يقاس بالسنوات، فربما كرر المرء انشطته على مدى اعوام طويلة دون ان يجتهد او يضيف، بينما تجد من يتجاوزه، مبدعاً خلال فترة قصيرة,, هذه المسألة حكمها: الانتاجية,.
* من جهة اخرى يعيش مديرو المدارس البلبلة حول تقييم ادائهم الوظيفي: الذي يخضع للمشرف التربوي المتابع احياناً، ومشرف الادارة المدرسية احياناً، ومدير مركز الاشراف التربوي، ومدير الادارة، وادارات اخرى: النشاط- الارشاد- الطلاب,, كل ذلك بسبب عدم وضوح ادلة العمل لمنسوبي الادارات التعليمية، وعدم توصيف وظائفهم، مثل: مدير المدرسة، المشرف التربوي، مدير المركز,, الخ.
- من الطبيعي ان يتعامل مدير المدرسة - اثناء عمله- مع جميع من ذكروا بالسؤال، كما يتعامل مع المعلمين، واتمنى ان نصل الى المرحلة التي نأخذ فيها رأي الطلاب في تقويم معلمهم، ومديرهم,, كما نأخذ رأي كل من يعمل في التعليم في تقويمه الذاتي لنفسه,, التقويم المعتمد لمدير المدرسة هو تقويم مشرف الادارة المدرسية المعتمد من مدير مركز الاشراف,, وقناعتي الشخصية، انه كلما زادت عناصر التقويم اصبح صحيحاً,.
* اي طريق سلكت تجربة المشرف المتابع، واين انتهت؟
المشرف المتابع اتخذ قرار توصية، واعتمد من معالي الوزير بايقاف العمل به,, لقد نوقش موضوعه في مؤتمر عنيزة، وعقدت لذلك مناظرة علمية، ورأى المجتمعون ايقاف العمل به, وقد وضعت البدائل,, حيث وجد ان معظم ما يقوم به المشرف المتابع هو من صميم عمل مدير المدرسة، او من صميم عمل المشرف التربوي، او مشرف الادارة المدرسة، وبالتالي وزعت الاعمال على هذه الفئات.
لكن تطبيق هذا القرار في جميع ادارات التعليم يحتاج الى وقت.
* ما علاقة الاشراف التربوي بكل من : التطوير التربوي، والاعلام التربوي؟
- من ضمن الخطة العامة لتطوير الاشراف التربوي انشاء وحدات للاعلام التربوي، وقد عمم ذلك جهاز الوزارة، وبعض ادارات التعليم، وفق الامكانيات المتاحة حالياً، هناك افكار تربوية، هي ليست علاقات عامة، هي فكر تربوي يراد ايصاله الى المجتمع,, عن طريق الاعلام,, وهذا قائم.
اما العلاقة بين التطوير التربوي والاشراف التربوي فهي هامة وقائمة وهي علاقة هدفها البناء والاصلاح.
* كيف يقيم الاشراف التربوي الادوار التي قام بها مدير المدرسة، والمعلمون في تحقيق الاهداف التعليمية والتربوية للمواد والمراحل في نهاية كل عام دراسي؟
- يقدم المشرفون التربويون باستمرار تقاريرهم الى رؤسائهم في ادارات التعليم سواء اكانت تقارير فصلية او سنوية، وتجمع هذه التقارير من الادارات بعد دراستها، وترسل الى الوزارة,, هذه احدى القنوات لمعرفة ما يدور في الميدان الى جانب اللقاءات.
- تم -مؤخراً- تعميم انشاء وحدة اشراف جديدة للصفوف الدنيا، بعد نجاح تطبيقها ميدانياً، غير اننا نرى ان لهذا الطائر الجميل جناحاً آخر هو: العودة الى مدرس الصف لا المادة للصفين الثاني والثالث الابتدائي، حتى يمكننا القول ان طيران طائر اطفالنا الجميل اصبح متوازناً؟
- من الاتجاهات التطويرية التي يقوم بها الاشراف التربوي العناية بالصفوف الاولية من المرحلة الابتدائية الاول- الثاني- الثالث ، وقد انشئت لها وحدة خاصة، نسعى الى تعميمها في جميع الادارات التعليمية، وقد انشئت هذه الوحدة في بعض الادارات التعليمية فعلاً، حيث ستطبق - على سبيل التجربة- في سبع ادارات مختارة، وعلى ضوء النتائج ستعمم على جميع الادارات في العام القادم ان شاء الله.
وقد حددت اهدافها، ومنها: العمل على ايجاد معلمين صالحين، ومؤهلين للتعليم في هذه الصفوف ، واتخذت بعض الاجراءات لتحقيق هذا الهدف، ومنها التنسيق مع كليات المعلمين حول دراسة احداث قسم مختص فيها، يعنى باعداد المعلم المختص لتدريس هذه الصفوف, ولا شك ان الدراسة في حال اجرائها ستعرض لمعلم الفصل و معلم المادة ، وستتبنى الانسب منها.
* تقام تجارب ميدانية، وتطرح افكار، وتطبق في الواقع، وعلى ضوء النتائج تقام الدورات حسب الاحتياج الفعلي لكفايات المعلمات,, كل ذلك يحدث في الاشراف التربوي النسائي,
هل هناك جسور للتعاون وتبادل الخبرة بين الادارتين العامتين للاشراف التربوي بالمملكة: بنين وبنات؟
- تعاون الاشراف التربوي مع الزميلات في الرئاسة مثمر، وقد بدأنا خطوات ايجابية كبيرة، ونحن نطلعهن دائماً على خطوات التطوير لدينا، وكذلك كل ماهو جديد، لقد زودنا زميلاتنا بعدد كاف من دليل المعلم، وكذلك دليل المشرف التربوي,, ونأمل المزيد من التعاون.
* هل بين ادارتكم في الوزارة تنسيق من نوع ما مع الادارات المشابهة في الدول الخليجية، ودول الجوار، او الدول الصديقة؟
من الجديد لدينا انشاء اسرة وطنية للاشراف التربوي، وقد تم انشاؤها هذا العام,, اما ما يخص الزيارات فقد انبثقت فكرتها من اللقاء السابع لمديري التعليم وعمداء الكليات,, حيث كونت فرق للاتصال ببعض الدول العربية، وبالذات دول الخليج لتبادل الزيارات وتبادل التجارب والخبرات.
* في اوائل هذا العام تمت موافقة الوزارة على مساواة المرشدين الطلابيين بالمعلمين من حيث الاجازات,, مما اوجد الامل في نفوس المشرفين التربويين السعوديين المعلمين في الاصل ، بمساواتهم بزملائهم المرشدين,, حيث لازال المشرفون التربويون يعاملون كالموظفين الاداريين في بعض المناطق، ويتمتع بعضهم ببعض الاستثناءات في مناطق اخرى، بينما يأخذون اجازاتهم كاملة، كالمعلمين في مناطق ثالثة.
- قضية اجازة المشرفين شائكة: هناك من يرى ان المشرف التربوي قائد، ومثله مثل مدير التعليم بالتالي فطبيعة عمله تفرض عليه البقاء والتواجد في فترات معينة، بعدها يأتي الفصل الدراسي فيكون لديه مهمات يقوم بها,, والاستعداد للفصل التالي او العام التالي,, فطبيعة عمله تختلف عن عمل المعلم,, طبيعي انه يتصل مع المعلمين في قضايا معينة لكن هناك مهام اخرى تتطلب وجوده في الاوقات التي يكون المعلمون فيها في اجازاتهم حيث يقوم بها قبل مجىء المعلم، او بعد ذهابه، فربط اجازات المشرفين باجازات المعلمين يخلق نوعاً من الصعوبة,, لكن الواقع الان هناك تنسق داخل ادارات التعليم لتمتع المشرف التربوي باجازته بحيث لا يختل العمل التربوي الذي يحتاج الى التخطيط.
وفي تصوري انه بتوفر شبكة الحاسب الآلي في الادارات والمدارس فانه بالامكان ان يتمتع المشرفون باجازات اطول.
* ما الجيد الذي تعلنونه لاول مرة؟
- لدينا مشروع الاختبارات المقننة للمشرفين، وقد تحدثنا عنه سابقا, كذلك برنامج معارف وتعميم برنامج المشرف المتعاون، والاسرة الوطنية للاشراف التربوي.
*مدير مركز الإشراف التربوي بالقطيف.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved