جدة - مريم شرف الدين
تحت رعاية حرم صاحب السمو الملكي ولي العهد سمو الأميرة حصة الشعلان وبحضور صاحبة السمو الأميرة منيرة بنت سعود الكبير وصاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة عتاب بنت سلطان بن عبدالعزيز وعدد من صاحبات السمو الملكي الأميرات اقامت اللجنة النسائية بهيئة الاغاثة الاسلامية يوم أمس لقاء خاصا لرفع معاناة مسلمي كوسوفا من الاطفال والنساء والشيوخ.
وقد حضر هذه المناسبة عدد كبير من سيدات المجتمع النسائي في مدينة جدة والمسؤولات في قطاع التعليم العالي والعام ومنسوبات اللجنة النسائية بهيئة الاغاثة الاسلامية.
وبعد استقبال صاحبة السمو الأميرة حصة بكل حفاوة وترحاب استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم القت مديرة اللجنة النسائية بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية الاستاذة بهيجة بهاء عزمي كلمة رحبت فيها بصاحبة السمو الأميرة حصة وصاحبات السمو الملكي الأميرات والحضور وقالت: اننا نلتقي اليوم في هذا الاجتماع المبارك لتلبية حاجة اخوان لنا في الدين يستصرخوننا لمد جسور من التواد والتراحم واستجابة للتوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وتنفيذا للأمر السامي الكريم باغاثة مسلمي كوسوفا.
واضافت ان الوقائع المأساوية التي تزدحم بها تقارير وسائل الاعلام ووكالات الانباء عما يتعرض له المسلمون هناك أدت الى ألم شديد في ضمير كل مسلم وأحدثت جرحا عميقا نازفا في وجدانه.
ثم ذكرت بعد ذلك بعض الأرقام والاحصائيات التي توضح حجم هذه المأساة وبالتالي معرفة الحاجة لما يمكن تقديمه.
وقالت انه بعد استعراض الوضع المزري لأحوال اللاجئين واحتياجاتهم فإن ذلك يتطلب تحديد ما يمكننا القيام به من دعم ومساندة لتخفيف آلام الأيتام والمصابين ومن هنا ارتأت اللجنة النسائية بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية تخصيص ريع هذا الحفل لانشاء مخيمات للاجئين في البانيا حيث ان تكلفة انشاء المخيم الواحد والمقاوم للظروف المناخية السائدة في تلك المناطق ويتسع لثلاثة آلاف فرد بكامل تجهيزاته ومنافعه الصحية تبلغ مليون ريال,, بالاضافة الى تكلفة المعيشة لسكانه وتوفير الرعاية الطبية لهم والتي تصل ما بين المليون والنصف والمليوني ريال شهريا.
عقب ذلك عرض فيلم وثائقي يوضح معاناة شعب كوسوفا والاعمال الوحشية التي يمارسها ضدهم الصرب.
ثم القت د, فاطمة نصيف كلمة قالت فيها ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن على مأساة اخواننا في كوسوفا التي فاقت كل التصورات إلا ان الأمل في الله كبير وفي القلوب التي امتلأت رحمة وما زالت تنبىء بأن الاسلام مازال بخير لمساندة اخوان استنصرونا في الدين.
وحثت الحاضرات على المساهمة في تجفيف دموع تلك الملايين التي تعاني اقسى حالات العذاب والتشرد والاضطهاد.
بعد ذلك فتح باب التبرعات بتبرع كريم من الأميرة حصة الشعلان والأميرة منيرة بنت سعود الكبير بمبلغ 100 ألف ريال وصاحبة السمو الملكي الأميرة عتاب بنت سلطان بن عبدالعزيز بمبلغ 100 ألف ريال ثم توالت التبرعات بعد ذلك ووصلت الى ثلاثة ملايين ريال.
**************
الأميرة عتاب بنت سلطان تتحدث لالجزيرة
وبهذه المناسبة وحول الدور الذي تتقلده هيئة الاغاثة في دعم قضية كوسوفا ومساهمة العنصر النسائي في العمل الاغاثي وفي تصريح خاص لالجزيرة قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة عتاب بنت سلطان بن عبدالعزيز:
ان هيئة الاغاثة الاسلامية هي الأكبر والأكثر شمولية وانتشارا على ساحة العمل الاغاثي وتتمتع بخصوصية قدم التمرس والمباشرة للعديد من حالات الكوارث التي ألمت بالمسلمين في شتى بقاع العالم، ان دور الهيئة أساسي في تحقيق الأهداف والمشاركة في مصاب وكوارث العالم الإسلامي.
واضافت انه كان للعنصر النسائي في هذا العمل الشيء الكثير فمنذ القدم كانت المرأة سباقة في عمل الخير ولا ننسى ما قامت به المرأة من دور في بداية الاسلام من مساعدة الجرحى واغاثة وتخفيف الآلام وهذا ما حث عليه ديننا الاسلامي الحنيف فعلينا جميعا ان نهب مع اخواننا واخواتنا المسلمين وتوفير المأوى والمسكن والمشاركة بفعالية.
وقالت ان هذا ما أشار به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى , ومن هذا المنطلق كان لمساهمة العنصر النسائي ان هبت الرائدات كل في مجال عملها في اقامة التجمعات الخيرية لجمع التبرعات والمساهمة في تخفيف آلام اخواننا واخواتنا في كوسوفا وهذا ليس بغريب على النساء في هذا البلد الإسلامي منبع الدين والرحمة والحب والعطاء.
وحول تثمين سموها لاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين اكدت سموها ان اهتمام حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين في دعم هذه القضايا الانسانية واسراعها للاغاثات العاجلة للدول المتضررة لهي عقيدة راسخة عبر الأجيال المتعاقبة تحت ظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فنحن في أرض طاهرة منبع الرسالة والتوحيد والعقيدة الصادقة، فمن هذا المنطلق العظيم تقوم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين باغاثة الملهوف ورفع الظلم عن المظلوم فكيف اذا كان المظلومون هم أشقاء في الإسلام مضطهدين في ظل كوارث طبيعية أو محن انسانية فقد كان للدعوة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وسمو النائب الثاني الأثر الكبير والدعم الصادق للوقوف بجانب المسلمين في جميع انحاء العالم حكومة وشعبا نسأل الله ان يكون هذا العمل في ميزان حسناتهم جميعا.
واوضحت ان الدور الذي ينبغي للمرأة المسلمة القيام به في ظل ما تتعرض له اخواتنا المسلمات في كوسوفا هو المشاركة في الأنشطة الداعمة والعمل على جمع التبرعات مادية كانت أوعينية أو معنوية مهما قلت أو كثرت وتعميم دورها على محيطها ونشره وتعريف الأفراد بما تعانيه اخواتنا المسلمات من اضطهاد وهتك عرض، وايضا المشاركة في جميع الأنشطة الخيرية ودعمها في سبيل مساعدة اخواتنا في كوسوفا اللائي هن أحوج منا الآن للغطاء والكساء والطعام.
وعبرت عن شكرها لجريدة الجزيرة والعاملين بها لاهتمامهم بهذه القضية وجميع القضايا الانسانية، نسأل الله ان يفرج كرب المكروبين وهم المهمومين وان يرد كيد الكائدين ومن أراد الاسلام بسوء الى نحورهم وان يجعل تدميرهم في تدبيرهم انه ولي ذلك والقادر عليه.
كما تحدثت د, نورة بنت عبدالملك آل الشيخ عميدة كلية التربية للأقسام الأدبية قائلة: لاشك ان هيئة الاغاثة الاسلامية تقوم بدور كبير جدا لدعم اخواننا واغاثة المنكوبين والملهوفين في انحاء العالم الاسلامي وتكثيف جهودها في هذه المرحلة الآن في كوسوفا ولا يخفى علينا جميعا التوجيه الكريم لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذي يخول هيئة الاغاثة بجمع التبرعات لصالح مسلمي كوسوفا.
واضافت وكما شاهدنا والحمد لله ان الخير موجود في هذه الأرض ان شاء الله الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.