Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


الصحافة ومجلس الشورى

حرصت على شراء جريدة المدينة ليوم السبت الماضي 15 محرم 1420هْ بعد ان قرأت في ·مانشيت اعلانها ليوم الجمعة في الصفحة الأولى إعلان استضافة معالي نائب رئيس مجلس الشورى الاستاذ الدكتور عبدالله نصيف, اذ ان جريدة المدينة من الصحف القلائل التي لا تصلني وليس لدي اشتراك فيها على أمل ان يغنينا تعميم ·الانترنت في يوم قريب عن مزاحمة أوراق الصحف لشققنا الضيقة, غير انه الى ذلك الحين على العطشان ان يكسر الحوض.
ولقد قرأت الحديث بالاهتمام الذي على من يكتبون في شؤون وشجون الوطن والمجتمع ان يولوه لأحاديث اولئك المواطنين الذين يقتسمون معه حب الوطن بالاضافة الى قربهم ·المهني من مركز صنع القرار بما يجعل للاستماع الى آرائهم وبالتالي لاسماعهم آراءنا ككتاب ومواطنين أهمية خاصة لمد جسور الحوار بين قاعدة المجتمع وقيادته بما يمكّن المواطنين نساء ورجالا من المشاركة في تصور وصياغة طموحات البلاد ومشاريعها بالشكل والموضوع الذي يستجيب لحاجات الناس وتطلعاتهم.
والحقيقة انني استمتعت بمعظم ما جاء في ذلك الحديث فعلى مستوى الجانب الشخصي من الحديث وجدت في نزع الهالة الإعلامية عن الشخصيات العامة ما يقربهم من القارىء المواطن ليرى فيهم بشرا مثل بقية البشر ويحس بالوجه الإنساني لأبناء الوطن الذين كان عليهم ان يقدموا الكثير من العمل ليصلوا الى ما وصلوا اليه, وكانت هناك ايضا تلك الإشارة للتداخل بين الحياة الاجتماعية للأفراد بالحياة العامة للمجتمع من بداية تأسيس المملكة الى الوقت الحاضر وذلك مثلا فيما أشار اليه د, عبدالله نصيف من الروابط التي ربطت الملك عبدالعزيز بأهالي مدينة جدة ومنهم السيد نصيف (الجد) قبل قدوم المغفور له الملك عبدالعزيز الى منطقة الحجاز, وفي هذا بُعد سياسي هام للدراسات الاجتماعية والتاريخية في فهم التفاصيل الصغيرة لتأسيس كيان المملكة العربية السعودية.
اما بالنسبة للجانب العام من الحديث فإنني سأكتفي هنا بالتركيز على ما فتحه الحوار من أسئلة تهتم بالقضايا والمواضيع والأسئلة التي تدور اليوم في أذهان المواطنين حول مجلس الشورى وعلى وجه التحديد حول طبيعة هذه التجربة الجديرة وآلية عملها ومدى مساهمتها في التعبير عن نبض رجل الشارع في مطالبه وأمانيه اليومية الصغيرة, وقد أحسن المحاور صنعا عندما سأل معالي نائب رئيس المجلس عن تلك ·الأحاديث التي تدور في المجالس العامة عن بعض الأمور مثل الشواغل الاجتماعية مثل ·نظام التأمينات الاجتماعية و·نظام المؤسسات الصحفية و·موضوع فرص العمل للشباب وكذلك عن ·قيادة المرأة للسيارة وعن كيفية وامكانية مشاركة المرأة في مجلس الشورى ضمن الشروط الشرعية لتعبر وتنقل وجهة نظر نصف المجتمع في المسائل التي تعرفها بحكم موقعها وخبرتها كامرأة ومواطنة.
ولا يخفى على القارىء ما في اجابات نائب مجلس الشورى من تواضع وصراحة وضعت النقاط على الحروف في حجم المتوقع والممكن من مجلس الشورى بما يعطي صورة موضوعية عن طبيعة المجلس في بدايته الجديدة كمجلس يضطلع بتقديم الرأي والمشورة والنصيحة لولي الأمر حيث كما قال معاليه ·للمشرع والمنظم ان يضع الأنظمة والقوانين فلا يدخل المجلس في الشؤون التنفيذية وهو تصريح مهم للتعريف بطبيعة عمل مجلس الشورى وحدوده وصلاحياته.
إلا ان ذلك لا يعفي المجلس بطبيعة الحال من تحمل مسؤولية التعبير عن صوت المواطن بما أوكل الى أعضائه من الثقة (الغالية) للقيام بهذا الدور, فالمجلس كما نظن- إلا اذا كان هناك توضيح آخر- ليس بيت خبرات استشارية بل هو أيضا مناط بالبحث لتحسس مواطن النبض العام والتعبير عنها.
وأخيرا:
غير ان ما خلتُ فيه خروجا على خط الحوار العام بانفتاحه وموضوعيته هو ما أشار إليه معاليه بقوله ·دعنا نتكلم بصراحة: الاثارات الصحفية التي لا تخدم اغراض الطرح الأساسية للأسف,, ان ما يطرح من أفكار عبر الصحف ليست مدروسة وبدون ترو وحكمة وينبغي علينا بعد النظر والحكمة اللازمة في مناقشتنا لهذه الأمور .
ومع أنني اعرف ان الكلام اعلاه هو جزء من اجابة على سؤال محدد لا اعتراض عليها، إلا انني بصراحة ايضا لم أرتح لهذه الصيغة في الحديث عما تصرحه الصحافة من آراء وأفكار, فبغض النظر عن بعض المبالغات الصحفية أحيانا، في بعض الطروحات الصحفية إلا ان الحقيقة تبقى ان صحفنا المحلية هي منبر أساسي لايصال صوت المواطن في كثير من القضايا الاجتماعية والعامة صغيرها وكبيرها, كما ان صحافتنا المحلية بالذات يكتب فيها أصحاب الرأي من المثقفين والأكاديميين والمختصين, كما يكتب فيها المواطنون من مختلف مواقعهم الاجتماعية, وإذ لا يخفى على الدكتور النصيف دور الصحافة عموما وفي مناطق العالم قاطبة في التعبير عن المجتمع حتى في تلك المجتمعات التي تتعدد فيها منابر الرأي لا يمكن التقليل من شأن الآراء والمطالب والمشاغل والحوارات التي تطرحها الصحف بحجة انها آراء غير حكيمة أو غير مدروسة.
فحتى مثل تلك الآراء لو صح عليها الحكم بمثل هذا الحكم الذي لا يخلو من قسوة فلا بد من تقييمها ضمن الإطار المجتمعي العام وتحديد الموضوعي من مطالبها ورؤاها, ولا أظن الاستاذ الدكتور عبدالله نصيف من موقعه في مجلس الشورى ومن مواقعه المسؤولة المشرفة الأخرى إلا يوافقني على أهمية منبر الصحافة في قراءة مشاغل المواطنين للتفكير فيها بعقول وقلوب تشترك في حب الوطن, وهنا لدي لمجلس الشورى اقتراح محدد وهو ان تكوّن لجنة مختصة ان لم تكن قد كونت بعد لرصد ما يطرح في الصحف من مطالب وشجون اجتماعية بتبويبها ومناقشتها حسب موضوعاتها,, بما نأمل ان يشكل قناة تقود المجلس لزيادة معايشته للواقع الاجتماعي,, والاقتراب اكثر من المجتمع, ولله الامر من قبل ومن بعد.
فوزية أبوخالد

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved