 صدر مؤخراً كتاب أبكيك يا ولدي من إعداد الاستاذ خالد بن حمد المالك.
والكتاب يشكل - في فكرته - اضافة غير مسبوقة على المستوى المحلي، اذ اعد (الوالد) ما تم نشره من مراثي في (ابنه) شارك فيها العديد من وجوه الصحافة والاعلام، ودفع الحصيلة الى المطبعة لتشكل هذا الكتاب، مرفقاً بالمادة المكتوبة عدداً كبيراً من الصور الأرشيفية للشاب الراحل تؤرخ لسني حياته القصيرة.
الكتاب جاء مفعماً بالمشاعر الجياشة والعواطف الصادقة، فالفقد كان فقد أب لفلذة كبده، وترافق ذلك مع كون فلذة الكبد في بدايات سنوات الشباب، حيث كان التطلع في بواكيره لحياة مليئة بالفرح والطموح والأمل.
كانت مشاركة (الأب) الاستاذ خالد المالك في رثاء ابنه اولى المشاركات المنشورة في الفصل الأول,, ولعلها كانت الأكثر لفتاً للأنظار، لا للغتها المؤثرة وعباراتها العميقة واسلوبها السهل الممتنع فحسب، بل لأنها - ايضاً - عبرت عن جيشان عاطفة الأبوة حين تفجع بفقد الابن.
فطر أبو بشار أفئدة قارئيه وهم يتابعون دفقة المشاعر الحارة في عباراته: (,,نعم يا فهد,, أبكيك وتبكيك أمك ليلها ونهارها بقلبها المكلوم وعيونها الدامعة وصوتها الأجش الحزين، ويبكيك معها ومعي اشقاؤك وشقيقاتك ,,, فهد,, ايها الابن الحبيب الذي لن ننساه ما حيينا، نم قرير العين هادىء البال، فمرضك ثم موتك طهور وبراءة ان شاء الله ولئن عز الملتقى بعد اليوم في دنيانا الفانية، فإن رحمة ربي قادرة على ان تجمعنا معاً في عالم أرحب ودنيا افضل وحياة هي الخير كل الخير لك ولنا إن شاء الله).
حفل الكتاب بحوالي اربعين مشاركة نثرية وشعرية، كانت جميعها تقطر صدقاً في مشاطرة الوالد المكلوم حزنه، وجاء ثراء المشاركات متسقاً مع مكانة الوالد بعلاقاته المتميزة والتي اكتسبها بتاريخه الاعلامي الزاخر، ولصداقاته العميقة مع الكثير من وجوه المجتمع في مجالات الاعلام والأعمال.
الكتاب جاء في 139 صفحة من القطع المتوسط وتولت (شبكة الرسالة الاعلامية) عملية النشر وتمت الطباعة في بيروت، واحتوى على ثلاثة فصول خصص الأول منها للمشاركات النثرية، ثم جاء الفصل الثاني محتوياً على المشاركات الشعرية، وأخيراً تم افراد فصل عن المرض الذي اصاب الشاب الراحل كتبه الطبيب د, محمود ذيب الجرف الذي باشر الحالة المرضية منذ بدئها.
|