Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


بدون ضجيج
هل من معنى حقيقي لحقوق الإنسان؟!
جارالله الحميد

ثارت قبل فترة مماحكات صحفية حول دور المنظمة العربية لحقوق الانسان، وكانت بين تيار شديد اليسارية يرى ان هذه المنظمة تعتبر ملكاً للأمين العام او الرئيس وانها تدور في فلك الأنظمة لأنها تقبض منها, فهي على سبيل ذلك لا تعطي المعلومات الصحيحة, ولا تهتم اذا ما كان الانسان العربي ينال حقوقه خصوصا في مجال الرأي والتعبير عنه بدون اية محاذير, وان بعض فروعها بالعكس تكون تابعة لحزب معارض اياً كان شعاره في البلد الذي يقوم فيه هذا المرصد, وهذا ما يجعلها (تمرض) بالسياسة، والسياسة دائماً تستطيع (غض النظر) في سبيل حاجتها للعب مع الاطراف الاخرى عن اية انتهاكات لحقوق الانسان.
ولا حاجة لنا بأن نذكر (ان حقوق الانسان) تستعمل في معرض الحروب الكلامية بين نظامين متخاصمين, اي: في غير موضعها مثل كلمة (الحق) التي يراد بها (باطل)!! ولكن بغض النظر عن هذه الجزئية دعونا نرى كيف تمارس الدول (البيضاء) جداً حقوق الانسان, وتذكروا السجن المذل للشيخ (عمر عبد الرحمن) في امريكا تحت ظروفه المرضية الصعبة, وكيف طار فريق اسرائيلي الى دولة (تنزانيا) ليشارك مع فريقين: تركي وامريكي ليستقبلوا (عبد الله اوجلان) في مطار مظلم وتخديره وإذلاله بالحديث الذي ادلى به في الطائرة تحت تأثير المخدر لانه لا يدري ما الذي يجري حوله, يهمني هنا ان اقول: انه ليس بالضرورة انني متعاطف مع هذا المناضل الكردي ولا يحق لأحد منا (ولا حتى لحكومة تركيا) العلمانية الذي يهزها (حجاب) الطالبات المسلمات ان يتحدث بالنيابة عن الشعب الكردي ويعتبر (اوجلان) مجرد ارهابي بينما شعبه يرون فيه طالب حق, فلماذا لم تستطع (ايطاليا) ايواءه, ما دام في قانونها فقرة ترفض تسليم اي فرد ملاحق من دولته اذا كانت هذه الدولة تطبق (حكم الاعدام) وهذه نظرة دول اوروبا وليست نظرتنا, فهناك فرق بين تسليم مجرم الى العدالة كما يشاؤون ان يسموا الارهابي الذي لا يحارب باسم شعب يحلم بتحقيق هويته، فالارهابي الحقيقي يفجر محطات الوقود، ومساكن الأجانب الذين لا ذنب لهم، ولا شأن لهذه الدول بأن تكون تطبق عقوبة الاعدام فلكل اقليم او عالم مستقل ان يصوغ قوانينه من منطلقات تخصه في تراثه الديني والسياسي الذي لا داعي للخوض فيه ما دام ان اوروبا كلها وقبلها (روسيا) الرفيقة الكبرى قد خافت من تهديد (تركيا)! وهل حقاً خافت؟! واين حلف الناتو ام لأن المسلم لا تنطبق عليه حقوق الانسان التي تنطبق على مثيله (الأبيض)!.
والحق يقال: ان مراصد جمعية (حقوق الانسان) كما قال بعض اليساريين اصبحت واجهات لأحزاب او (تكايا) لموظفين يقبضون (من هنا) و(من هنا)! ليس في عالمنا العربي وحده ولكن مع الاسف في كل العالم الاسلامي والدول النامية وهذه قد تتحجج بقانون الطوارىء الذي يستمر في بعض البلدان منذ دهور ولم نسمع ان اية نية لرفعه, وهو يتخذ عندما تسير مظاهرة في الشارع قد لا يسمع بها أو يراها أحد ويستمر كما قلت: دهوراً.
مسكين هذا الانسان فهو مطارد من كل جهة, حروب اهلية، وتطهير عرقي، وقصف ليلي على الجنوب، ومجاعات، وتفشي امراض قاتلة ك(الكوليرا) التي تذبح في (سريلانكا) وحدها المئات لأن الدولة هناك ليست (فاضية) لهؤلاء القذرين ولكنها مشغولة بالذبح و(المذابح) مع قوات (نسور التاميل), عدا عن التضييق على الحريات ومعاملة المواطن بعدوانية ناتجة عن عدم ثقة الذين يحكمون بالمحكومين, نسأل الله العافية.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved