انتقلت الى رحمة الله تعالى فجر الخميس الماضي والدة معالي الاستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان، عن عمر يناهز الثمانين عاما، وقد وافتها المنية فجر اليوم الذي اعتادت فيه الصيام بالاضافة الى كل يوم اثنين تطوعا وتقربا لله سبحانه وتعالى، رغم كبر سنها ومعاناتها من بعض العوارض الصحية التي لا بد منها لمن هو في هذه السن، وكانت رحمها الله مشبعة بالحب والانتماء لمسقط رأسها، (أبها)، ولا ترغب الاقامة في سواها رغم رغبة ابنها (البار) عبدالرحمن بان تقيم معه في مدينة الرياض، الا انها وبالحاح منه تقوم بزيارة له شبه سنوية تقضي عنده اياما عدة يمتع نظره بأعز الحبايب، ويقضي معها معظم وقته، ويزيده ذلك راحة لخاطره وبدنه، فرحمك الله يا أم عبدالرحمن، واسكنك فسيح خلده مع الصديقين والشهداء انه سميع مجيب.
استاذي الكريم عبدالرحمن السدحان: مرة اخرى اقدم لمعاليكم ولاخيكم من الفقيدة - يرحمها الله - الاخ الاستاذ محمد الكودري احر التعازي والمواساة، لأهنئكم في الوقت نفسه على رضا الفقيدة عليكم قبل وفاتها، فقد كنتم مثالا رائعا يُقتدى به في تعاملكم معها - يرحمها الله - وخدمتكم لها، واطاعة اوامرها، فقد عملت معكم سنوات عدة رأيت من خلالها المعاملة الطيبة التي تعاملون بها والدتكم - رحمها الله - واتصالكم الهاتفي بها بصفة يومية واحيانا اكثر من مرة في اليوم للاطمئنان عليها، وكذلك زياراتكم المستمرة لمنطقة عسير للاطمئنان على والدتكم، فقد كان عطفكم وحنانكم وحبكم لوالدتكم يفوق حب الطفل الصغير لامه، رغم انشغالكم وبعدكم عن مقر اقامتها، وضربتم معاليكم مثالا رائعا في بر الوالدين، واختار الله والدتكم الغالية الى جواره، وهي راضية كل الرضا عنكم، فهنيئا لكم بما نلتم، وهنيئا لها بان وافاها الاجل المحتوم وهي متبعة لسنة نبينا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حيث كانت صائمة ذلك اليوم، ولا نملك اليوم الا ان ندعو للفقيدة الكريمة بان يتغمدها الله بواسع رحمته ويسكنها فسيح خلده، وان يلهمكم جميعا الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).