Tuesday 4th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 18 محرم


في منتصف الأسبوع
عبدالله الضويحي

عندما يلعب الاتحاد والأهلي فانك على موعد مع فصل من فصول تاريخنا الكروي تتفيأ كلماته,, وتتنقل عبر سطوره تشم رائحة البدايات,, وعبق التاريخ.
وعندما يلتقي الاتحاد والأهلي على البطولة,, فإنما تطل من خلالها على تاريخنا الرياضي من اوسع ابوابه.
لقاءات الاتحاد والأهلي لها طعم خاص,.
ومذاق خاص,.
ونكهة مميزة,.
حتى الذين لا ينتمون لأي من الناديين يحرصون على متابعة لقاءاتهما,, لانهم يجدون فيها,, شيئا ما,.
وكل منهم يرى فيها ربما مالا يراه الآخرون,.
عندما يلتقي الفريقان الاتحاد والأهلي أيّاً كانت نوعية اللقاء,.
وأيّاً كانت المناسبة,.
فان اللقاء,, هو لقاء القمة
وهذا يعني ان الفوز فيه بطولة ,.
فالاتحاد والأهلي بطولة في حد ذاتها,.
والفوز فيها مطلب اساس,, بعيداً عما يترتب على هذا الفوز من معطيات,.
هذا حال الاتحاد والأهلي,,!
فكيف والفريقان يلتقيان على نهائي دوري خادم الحرمين الشريفين.
واذا كان كل منهما قد حقق الآن المهم,, وهو الوصول للنهائي,.
والتشرف بالسلام على راعي اللقاء يحفظه الله,.
وكل ذلك هو بطولة مستقلة,.
فقد بقي الأهم,, وهو الفوز بالكأس الغالية,.
وتزيين الصدور بالأوسمه,.
واحتلال موقع جديد في خارطة التاريخ.
ولقاء هذه المرة يختلف فهو الى جانب هذه كله,, فان له تميزا خاصاً,, وأهمية خاصة فهو يعيد ذاكرتنا للوراء عشرين عاماً عندما التقى الاهلي والاتحاد على نهائي كأس جلالة الملك آنذاك في لقاء شهير أتى اهلاويا بأربعة اهداف رغم تفوق الاتحاد المسبق,, وما يزخر به من امكانات ومؤهلات,, مما يؤكد ان لقاءات الفريقين لا تخضع لأية مقاييس او اعتبارات,, مما يعطيها بعداً آخر يضيف متعة الى متعتها وجمالا الى جمالها,, وشوقا الى احداثها ونتائجها.
لقاء هذه المرة له طعم خاص
لقاء يجمع بين الاتحاد الذي وقع عقدا في الآونة الاخيرة مع البطولات الداخلية والخارجية يلزمها بالتوقف عند محطته بين فينة واخرى.
والأهلي الذي ظل منتظراً على الرصيف خمسة عشر عاما يؤشر لها بيده ولا تلتفت اليه لانها على موعد مع غيره او مع صديقه اللدود وهو ما يثير كوامنه اكثر,, عدا مرة واحدة قبل ثلاثة مواسم,, ربما خجلت من نفسها وارادت ان تشعره انه على البال !
بين الاتحاد الذي تذوق طعم البطولة وأدمن عليه,, والأهلي المتعطش الذي نسي نكهة البطولة,, وطعمها,, او بالكاد!
لا اقول هذا,, تمجيدا للاتحاد,, ولا اقلالاً من شأن الاهلي لكنها الحقيقة التي تخيم بظلالها على هذا اللقاء.
وهي حقيقة لا تلغي التنافس الخاص والشريف بينهما,, والتفوق المتبادل الذي لا يخضع للرصيد البطولي,, ولا بورصة النقاط.
أثق اننا سنستمتع بلقاء كروي يتناسب واهمية اللقاء,, ويؤكد حقيقة الكرة السعودية وما وصلت اليه,, لانني اثق ان الفريقين وما يملكانه من عناصر قد وصلت الى مرحلة النضج مما يجعلها تدرك حقيقة المناسبة,, وأهمية الارتقاء بنفسها الى مستوى الحدث.
بل إنها
قمة سعودية,, وفرحة سعودية
لفت نظري عنوان لموضوع في احدى الزميلات يقول القمة غربية والحسرة عاصمية في اشارة حسبما جاء في الموضوع ان الاتحاد والاهلي سيلتقيان على النهائي بعد ان اقصى الاول الشباب والثاني الهلال اندية الوسطى ,, الخ!
حقيقة كان وقع الموضوع مؤلما من حيث العبارة.
وشخصيا سأحمله على حسن النية وقلة الخبرة لدى كاتبه الذي لم يذكر اسمه,, وكأنه سد فراغ ولكن العتب على من اجاز الموضوع ولو كنا سنتعامل بهذا المنطق فان الهلال اقصى الاهلي في كأس ولي العهد مبكرا,, والشباب اقصى الاتحاد والتقيا على النهائي,, وهما اللذان التقيا على نهائي الدوري الموسم الماضي وكان يمكن لهما ان يلتقيا هذا الموسم,, فهل يمكن ان نشير هنا الى تفوق عاصمي .
نعم,, قد نشير الى تفوق اندية على اخرى,, لكننا يجب في النهاية ان ننظر الى المرحلة النهائية انها تمثل اندية سعودية,, فالعاصمة سعودية,, والفرحة سعودية,, لان الفرحة ليست في وصول الاتحاد والاهلي ولا الهلال والشباب,, بقدر ماهي في الرعاية السامية لنشاطات الشباب عموما والرياضيين على وجه الخصوص,, وما الاتحاد والاهلي الا ممثلان لجميع اندية المملكة في هذه المناسبة,, كما كان الهلال والشباب من قبل,, وغيرهما من اندية مملكتنا الحبيبة.
اننا الآن في امس الحاجة الى مثل هذا التوحد في التوجه,, وهذه النظرة خاصة واننا نعيش اجواء الاحتفاء بمئوية التأسيس تحت شعار توحيد وبناء .
ما قبل القمة
رغم ما اكده المحللون الرياضيون,, والقنوات الفضائية من ان مساعد الحكم في مباراة الهلال والاهلي الاخيرة عبدالله العقيل اخطأ في اشارته ومن ثم ألغى الحكم هدف المفرج بحجة التسلل,, ثم في احتساب تسلل آخر غير صحيح على الجمعان كان يمكن ان ينتج عنه هدف هلالي باعتبار اللاعب المتسلل بعيدا عن موقع الحدث وغير متداخل فيه,, وما يقال عن ضربة جزاء هلالية,.
رغم هذا كله,, الا ان الهلاليين عموما,, بما فيهم الصحفيون,, لم ينتقدوا الحكم,, ويلجأوا له كشماعة,, بقدر توجههم نحو انتقاد فريقهم الذي فرط في فوز كانت كل ظروف المباراة تتجه نحوه.
وهذا في نظري يعني العقل واول خطوات التصحيح.
الغريب ان احدى الصحف انتقدت ابو زندة بشدة وانه احتسب ضربة جزاء ظالمة على الاهلي وطرد حسين عبدالغني وهو لا يستحق ذلك!
لا ادري كيف ينظر هؤلاء,, وكيف يقيمون الاحداث!
** خسارة الشباب من الاتحاد في دقائق بعد ان كان متقدما بهدف,, وقبله الهلال من الاهلي والشباب من الهلال في نهائي الموسم الماضي,, وغيرها من المباريات المشابهة تحتاج الى وقفة مراجعة وتأمل.
انها في نظري دروس مفتوحة لأحداث يجب ألاّ تمر بسهولة بقدر ما يتوجب دراستها بعناية للاستفادة منها مستقبلا,, وللحديث حول هذا الموضوع صلة, والله من وراء القصد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
حوار
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved