Tuesday 11th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 25 محرم


ترانيم صحفية
لماذا نجعل كل ممنوع مرغوبا؟!

نشرت في القاهرة قبل فترة دراسة لرسالة ماجستير للباحثة سهام عبد الخالق والتي كان يدور موضوعها حول تأثير الرسوم المتحركة في التلفزيون حيث اظهرت نتائج الدراسة من خلال الاحصائيات ان هناك انخفاضاً واضحا في الانتاج العربي للطفل مما وضع الطفل اجبارياً تحت وضع البرامج الغربية وقيمها وهذا مايجعلني هنا أؤكد بشكل كبير الآن على اهمية التربية المنزلية فإن كان الطفل سابقا يحتاج لذلك فهو الآن يحتاج الى اضعاف ذلك من اجل اعطائه الحصانة الكافية امام كل ماهو غريب دخيل لأننا الآن قد نعجز عن منع ذلك والافضل من المنع طبعاً هو الاقناع فليس صحيحا كما يقال ان كل ممنوع مرغوب فمن الحماقة ان نعطي لأنفسنا واطفالنا العذر في ارتكاب اي خطأ تحت هذه المقولة الباردة التي يتصرف الفرد تجاهها مسلما ومعتقداً بزواياها فليس كل مايمنع يرغب ان كان الفرد اصلاً مقتنعا بالذي منع والآن بعد ان اصبحنا نعيش تحت سماء الآلات والاجهزة التكنولوجية من فضائيات الى غيرها وغيرها فنحن قد زادت امامنا الآن المسئولية وكبر هذا الدور الذي لابد ان نقوم به وهو كيف ننمي الرقيب الداخلي لاطفالنا,, كيف ننمي ماسماه فرويد الأنا الاعلى وما اطلق عليه ديننا الحنيف قبل كل تلك الجهود الغربية بالنفس اللوامة فهل نستطيع فعلاً ان نحقق ذلك,, هل نستطيع حقيقة ان نجعل الطفل يسلك السلوك الايجابي من دافع ذاته وبعيداً عن الرقابة الخارجية.
اعتقد ان هناك امورا كثيرة في حياتنا نستطيع ان نستخدمها في الجانبين ولو نظرنا حولنا لوجدنا قلة ما نستطيع استخدامه ايجابيا فقط والا فإننا بذلك سنعيش في هيمنة الخيال وتلال الاحلام حتى الكهرباء والماء وغيرها قد تستخدم سلبيا وهي ابسط مايمكن ان نستخدمه في حياتنا واكثرها ضرورة ولكن نحن لانحتاج ولن نستطيع منع السلبيات لمنع الافراد من الوقوع في الخطأ خاصة ابناءنا ولكننا نستطيع ان نغرس فيهم بإذن الله - مايستطيعون به ابعاد انفسهم عن اي خطأ قد يخشى من الوقوع فيه اذاً اظن ان المشكلة الهامة والتي تدفع ابناءنا للعناد احيانا هي مدى اعتمادهم على وجود السلطة الخارجية التي ان غابت يكون كل ماهو محرم مباحا!! وطبعاً هذه هي اقل الدرجات لوقاية الفرد من تعرضه لاي ذنب يقع فيه فالطفل حتى وان رأى مايأتي من الغرب من الكرتونيات تحت رقابة امه إلا انه لابد ان يتعلم منها ان مايراه قد يكون فيه القيمة الفاسدة والتي يجب ان يراها ليقارن بين ما هو خاطىء وماهو صائب يجب الا الفت نظر الطفل بمجرد عرض برنامج كرتوني معين ان اقوم فوراً لأغلق التلفاز دون ان اوضح له السبب بل ان كان مايعرض خاليا من اللقطات الخليعة او الحديث المخل بالأدب فلأدعه يراه بصحبة رقيب اما ان كان يحوي ذلك فلابد ان امنعه عنه ولكن بالاقناع والتجاوب مع الاسئلة التي تطرح من قبل الابن مهما كانت اما عملية الردع والهالة التذمرية التي يطلقها البعض تجاه ما قد يسأل عنه الابن فهذه هي التي تفتح امامه هنا ان كل ممنوع مرغوب فعلاً!! وتجعل الابناء بمجرد غياب اهلهم يترقبون رؤية مايمنعونه منهم لأنهم قد لايعرفون جزئيات السبب في المنع وهنا يجب الانكتفي بكلمة (محرم) او (ممنوع) بل نوضح الآثار السلبية من هذا المنع بكل استرضاء للابن كي نجعل هذا الابن يخجل من نفسه فيما لو ارتكب ما تم منعه عنه وبالتالي فإننا نوجد في شخصيته الضمير الذي (يردعه) و(يحكمه) امام اي نية سلوك غير جيد فالتربية ليست عملية ارهابية كما يظن البعض بقدر ماهي عملية فنية تحتاج الى لو قليل من (جزء) من اجزاء العقل!! اذا فلنفكر هل الكارثة تكمن في ابنائنا ام في العالم الذي يتطور يوميا ليدخل علينا مايجب (تقبله) شريطة ان نحصن انفسنا ضد اي شيء قد يهزمنا.
نجلاء أحمد السويّل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
القمة التشاورية
منوعــات
ندوة المكتبات الوقفية
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
استطلاع
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved