Tuesday 11th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 25 محرم


الجو الثقافي والفكري بعيداً عن أرضية الواقع!
مقالة

ان تكريس المفهوم الثقافي,, والفكري,, والحضاري,, مسؤولية جماعية يشارك في صنعها الكثير من القطاعات الرسمية والأهلية,, وبدون توفر عوامل المسؤولية,, والتعاون ورسم خطوات العمل في هذا المجال تظل كل المحاولات الفردية في هذا الميدان أقل انتاجية,, وأكثر استهلاكا للوقت والجهد!!.
ان مسؤولية تقديم الزاد التربوي والفكري والثقافي ليست حكرا على المؤسسات التعليمية بل ان مؤسسات المجتمع الأخرى لها مسؤولياتها وبرامجها,, وميادينها,,والواجب عليها مباشرة مسؤوليتها بتلقائية,, وبدافع ذاتي,, من واقع ايمانها بالانتماء الى المجتمع,, وتقديم كل الممكن في سبيل دفع عجلته الحضارية الى مواقع أخرى متقدمة,ولعل الكثير يعرفون كم هي الجهود التي تقدمها المؤسسات الأهلية والرسمية,, في كثير من بلدان العالم المتحضر,, في اطار البرامج التربوية,, والفكرية,, والثقافية عبر مشاركاتها المتواصلة والدائمة في كل الأوقات والمواقع,, وعبر قنوات كثيرة أقلها الميادين العامة,, والمعارض والمهرجانات,, ومواقع النزهة,, والحدائق العامة,, ويبقى للكثير من مؤسساتنا الرسمية والأهلية وفي مقدمتها البلديات,, وجمعيات الثقافة والفنون,, والأندية التي فيما لو مارست عبرها أنشطة ثقافية وفكرية متنوعة وهادفة,, لأصبح لكل هذه الجهود جملة من المردودات الايجابية والحضارية,, ان ما نتمناه ان يصبح الجو الثقافي والفكري أكثر ملامسة لأرضية الواقع,, بالصورة التي تجعله قريبا من أبصارنا وأسماعنا وصولا الى خلق جيل قادر على الحياة متمكنا من فهم أبعادها الحضارية.
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء
* في الوقت الذي يطالب فيه صديق الصفحة ابراهيم محمد الجبر بأن يصبح الهم الثقافي هما جماعيا، وان تلامس معطياته واقع الحياة لدينا هو حقيقة يضرب بنفسه مثالا جميلا، فكونه ينتبه الى أهمية وضرورة ان تتكاتف الأجهزة والمؤسسات الأهلية والحكومية المتصلة بالعمل الثقافي للتكريس لاستقرار فعل ثقافي ترسم له أطره وخطواته، وكونه ينتبه الى ان العطاء الثقافي في ظل هذا التكريس الجماعي يعظم شأنا وأثرا من الانحسار في دائرة الهم الفردي، الى آخر ذلك، يعني هذا كله ان صديق الصفحة ابراهيم محمد الجبر على هذه الدرجة من الوعي وأنه مسكون بهاجس وطني يتجاوز حدود طموحه الشخصي الى البعد الوطني الأكبر الذي يكون هو بداخله مجرد عنصر فاعل,, نتصور لو أن كل الذين يمارسون عملا ثقافيا باي اتجاه من الاتجاهات، سواء في ايداع مختلف الأشكال الفنية والأدبية أو في ممارسة النقد أو في الاهتمام بأطروحات فكرية، أو بالخوض كطرف في قضية ثقافية خاصة أو عامة نقول لو أنهم جميعا كانوا مسكونين بهاجس كهاجس الصديق ابراهيم الجبر لتغير شكل الحياة الثقافية.
شكرا للصديق ابراهيم الجبر ليس على اهتمامه بهذه القضية فحسب وانما على جديته وصبره على ما يكتبه الينا من موضوعات يوليها كل ما هي جديرة به من الاهتمام.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
القمة التشاورية
منوعــات
ندوة المكتبات الوقفية
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
استطلاع
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved