 تيرانا - العواصم- الوكالات
اعلن مبعوث المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في تيرانا ان عمل المفوضية من أجل لاجئي كوسوفا مهدد بأزمة مالية حادة بسبب تخلف عدد كبير من الحكومات الغربية عن سداد مساهماتها.
وقال دنيس ماكنامارا مبعوث المفوضية ليوغوسلافيا السابقة والبانيا ان المفوضية العليا للاجئين تشهد الآن أزمة مالية حادة تتعلق بعمليات الطوارىء في كوسوفا .
وأضاف لقد خاب أملنا كثيرا من رد الحكومات المانحة هناك حكومات مانحة من بين الدول الرئيسية لم تساهم في ميزانية العملية المقدرة بمبلغ 143 مليون دولار لثلاثة أشهر.
وهذه الميزانية التي تمت مراجعتها ثلاث مرات منذ بدء غارات الحلف الأطلسي على يوغوسلافيا في 24 آذار/ مارس الماضي تهدف حاليا الى تغطية احتياجات 950 ألف لاجىء من كوسوفا.
وتابع ماكنامارا انه تم جمع 78 مليون دولار فقط صرفت أو أدخلت في الميزانية.
واضاف ان الحكومات التي لم تزودنا بالأموال هي الأولى التي توجه الينا انتقادات هذا الأمر غير مقبول ويجعل عملنا صعبا للغاية .
وهناك عدد كبير من الحكومات الأوروبية بين الدول الأكثر تخلفا عن الدفع حيث لم تقدم بريطانيا إلا 809 ألف دولار وفرنسا 818 ألف دولار وايطاليا 816 ألف دولار بينما جمع مانحون ايطاليون 8,5 ملايين دولار.
وفي المقابل قدمت كل من الدنمارك وهولندا 3,4 ملايين دولار وسويسرا 3,3 ملايين دولار.
وقد قدمت اليابان المانح الرئيسي للمفوضية العليا 23 مليون دولار متقدمة على الولايات المتحدة التي دفعت 8,5 ملايين دولار.
شكوك حول أهداف الناتو
على صعيد آخر أعربت المفوضية السامية لحقوق الانسان لدى الأمم المتحدة ماري روبنسون عن شكوكها في ان الحملة العسكرية التي يشنها الناتو تحقق أهدافها الانسانية وذلك بسبب مقتل المدنيين من جراء القصف الجوي.
وقالت المفوضة التي زارت جمهورية الجبل الأسود ان قتل المدنيين وجرحهم أمر غير مقبول اطلاقا,, مضيفة ان المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب الدولية وليز اربور ترى ان من الضروري ان تخضع جميع أطراف النزاع بما في ذلك حلف الناتو للتحقيقات حول جرائم الحرب.
وأوضحت روبنسون انها لا تعادل عمليات الحلف بما سمته التطهير العرقي الشنيع في كوسوفا مشيرة الى ان بعض مهمتها في منطقة البلقان ستكون النظر في وضع توجيهات جديدة للأمم المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الانسان في نزاعات المستقبل.
هذا وازاء أزمة مفوضية اللاجئين المالية ، يواصل اللاجئون التحدث عن محنتهم,, تحدث امس لاجئون من كوسوفا وصلوا الى استراليا عن عمليات القتل الجماعي والطرد المنظم التي تعرضوا لها على ايدي القوات الصربية.
الطواف بالجثث لحمل
الآخرين على مغادرة الاقليم
قال البعض ان القوات الصربية كانت تطوف الشوارع حاملة جثث ضحاياها عبرة للآخرين حتى يرحلوا من الاقليم طواعية.
بدأ 410 لاجئين وصلوا أمس الأول الى استراليا يومهم الثاني بممارسة أنشطة الحياة المعتادة وقال مسؤولو جمارك انه تمت امس خطبة اثنين بينما تستعد امرأة حامل لوضع مولودها خلال أسابيع قليلة.
ورغم ذلك علقت ذكرى القتلى وعمليات التدمير الواسعة النطاق بذاكرة اللاجئين الذين وصلوا ليل الجمعة بعد رحلة طولها 19 ألف كيلومتر بدأوها من مخيم في مقدونيا.
أحدهم شاهد مقتل 22 شخصا أمامه
قال بايرام سيديو انه شاهد مقتل 23 شخصا بالرصاص وطعنا حتى الموت اثناء عملية اجباره على ترك منزله عند مشارف بريشتينا عاصمة اقليم كوسوفا الذي تفجرت بسببه أزمة البلقان الحالية.
وقال سيديو للصحفيين داخل مركز تابع للجيش عند مشارف سيدني الجيش الصربي عرض ضحاياه على أمهاتهم قائلا هذا ما نفعله بأطفالكم .
وصرح للصحفيين بأنه حمل هو وصديق له ثلاث جثث خلال الليل وقاما بدفنها في قرية على بعد ثلاثة كيلومترات, وترك اخرون دون دفن.
وصل سيديو 45 عاما الى سيدني برفقة زوجته وخمسة من أطفاله الثمانية, وتوجه اثنان من أطفاله الى لندن بينما بقي ابن له في السادسة عشرة من عمره ووالده يقاتلان في جيش تحرير كوسوفا.
تحدث عن ابنه الباقي في كوسوفا قائلا حتى اذا قتل فهو يضحي بحياته من أجل بلاده وصرح بأنه اضطر الى الرحيل لأنه خشي على ابنتيه من التعرض للاغتصاب.
وذكر انه وصل الى مخيم للاجئين في مقدونيا منذ السادس من ابريل نيسان.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان هناك أكثر من 700 ألف لاجىء فروا من كوسوفا سيحصل من بينهم نحو عشرة في المائة فقط على ملاذ آمن في أماكن مختلفة من العالم.
ومن المقرر ان تصل غدا الاربعاء الى استراليا مجموعة أخرى من لاجئي كوسوفا.
وصول دفعة من
اللاجئين الألبان الى اسكوتلندا
ووصلت الى اسكوتلندا الدفعة الأولى من لاجئين كوسوفا ويبلغ عددهم 140 لاجئا اغلبهم من النساء والأطفال.
وتعد هذه الدفعة الأولى من حوالي ألف وخمسمائة لاجىء ستستقبلهم بريطانيا في الأيام القادمة.
ويأتي هؤلاء من مخيمات اللاجئين الألبان في مقدونيا وسيبدأ توطينهم في منطقة جلاسجو.
مقتل 4500 ألباني واختفاء 100 ألف آخرين
وكانت بريطانيا قد وافقت بعد انتقادات دولية على استقبال ألف لاجىء اسبوعيا, ويتوقع ان تصل طائرة اخرى محملة باللاجئين الى اسكتلندا غدا.
من جهة أخرى قال وزير القوات المسلحة البريطاني جون هندرسون أمس ان حوالي أربعة آلاف وخمسمائة من سكان كوسوفا اعدموا وحوالي مائة ألف مواطن في سن التجنيد اختفوا داخل الاقليم.
واضاف هندرسون ان عدد المشردين من منازلهم في كوسوفا بلغ مليونا ونصف ا لمليون نسمة في حين ان عدد سكان الاقليم لا يزيد على مليون وتسعمائة ألف اغلبيتهم من أصل الباني.
وعن حادث قصف السفارة الصينية كرر الوزير البريطاني تأكيد أسف لندن لهذا الخطأ المروع.
فيشر يدعو بلجراد الى القبول بشروط الناتو
هذا وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية فقد دعا وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلجراد الى القبول بشروط حلف شمال الأطلنطي الناتو الخمس التي ستؤدي الى انهاء الغارات الجوية على يوغسلافيا.
وقال خلال زيارته للعاصمة المقدونية سكوبي اننا نأمل في ان تتحقق بلجراد في النهاية من ان قبولها للنقاط الخمس سيفسح المجال للأسلحة بأن تصمت .
وذكر فيشر الذي التقى في وقت سابق مع رئيس وزراء مقدونيا ليوبكو جورجييفسكي ووزير خارجيته الكسندر ديمتروف ان مقدونيا ما زالت مستعدة لاستقبال لاجئين, واضاف قائلا انه يتعين مع ذلك على دول أخرى ان تبدي استعداد أكبر لقبول اللاجئين.
وقال فيشر ان شروط الناتو لانهاء غاراته الجوية تشكل جزءا من البيان الذي اصدرته مجموعة الثماني ومن ضمنها روسيا في بون الاسبوع الماضي.
وتركزت محادثات فيشر على الوسائل التي يمكن لألمانيا ان تساعد بها مقدونيا لمواجهة الأزمة التي نجمت عن استقبالها لما يزيد عن 200,00 لاجىء من كوسوفا.
وترى الحكومة المقدونية ان هذا الوضع يشكل تهديدا لاستقرار البلاد.
وقام فيشر في أعقاب محادثاته في سكوبي بزيارة مخيم للاجئين اقامة الجنود الألمان في بلدة سيجرين التي تبعد ستين كيلومترا الى الغرب من العاصمة المقدونية, واستقبله الأطفال وهتفوا باسمه بينما كان ينتقل من خيمة الى أخرى.
وتوجه فيشر بعد ذلك الى بلغاريا المجاورة لمحادثات حول مشاريع اعادة الاعمار بعد انتهاء الصراع في البلقان وعلاقات بلغاريا بالاتحاد الأوروبي.
شيراك وكلينتون متفقان
على قوة السلام المستقبلية
وفي باريس اعلنت المتحدثة باسم الاليزية كاترين كولونا مساء امس ان الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والأمريكي بيل كلينتون هما على الدرجة ذاتها من الحزم حيال نظام بلغراد وهما متفقان ايضا على ما ينبغي ان تكون القوة المستقبلية للسلام في كوسوفا .
وكانت كولونا تقدم ملخصا عن محادثاته هاتفية استغرقت أكثر من نصف ساعة بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأمريكي بمبادرة من كلينتون.
واضافت ان الرئيسين هما على الدرجة ذاتها من الحزم الذي يعتبر انه ضروريا حيال نظام يحتقر حقوق الانسان ويمارس التطهير العرقي , وأوضحت انهما بذلك متفقان على اعتبار ان المطالب الخمسة للمجموعة الدولية لن تكون موضع تفاوض مع بلغراد .
وتطرق شيراك وكلينتون الى اجتماع مجموعة الثماني الدول الصناعية السبع الكبرى بالاضافة الى روسيا في بون، واعتبرا انه كان ايجابيا جدا واتاح احراز تقدم .
دور أساسي لروسيا في الأزمة
واعتبر الرئيسان ايضا ان دور روسيا أساسي في البحث عن حل سياسي وهما متفقان ايضا على ما يفترض ان تكون قوة السلام المستقبلية في كوسوفا .
وكان شيراك رأى ان هذه القوة ستكون قوة عسكرية ودعا الى ان تضم دول الحلف الأطلسي ودولا غير اعضاء في الحلف كروسيا وأوكرانيا.
واشارت كولونا الى ان شيراك سيبحث في جميع هذه المواضيع يوم الخميس في موسكو مع الرئيس الروسي بوريس يلتسين والسلطات الروسية.
وخلصت كولونا الى القول ان شيراك جدد حرصه على ان يؤخذ الوضع الخاص لمونتينيغرو في الاعتبار في قيادة العمليات العسكرية .
رئيس مونتينيغرو يقول:
مليوسيفيتش بات جزءا من الماضي
وفي باريس أيضا اعتبر رئيس مونتينيغرو ميلو ديوكانوفيتش في مقابلة نشرت أمس الاثنين في صحيفة لاكروا الفرنسية ان الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بات جزءا من الماضي لكن مصيره رهن بالأسرة الدولية.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت صربيا ستوافق على مشاركة قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في قوة دولية لحفظ السلام وعلى انسحاب قواتها من كوسوفا اكد ديوكانوفيتش ان ميلوسيفيتش يجب ان يدفع ثمنا سياسيا باهظا وانه لا خيار لديه .
واشار ديوكانوفيتش الى ان كل شيء يتوقف على الطريقة التي ستعامله بها الأسرة الدولية في اطار التسوية الشاملة للأزمة مذكرا بأن هذه الأخيرة عززت موقفه في العقد الأخير من خلال اشراكه في حل الأزمات .
خياران فقط أمام الأسرة الدولية
وتابع أن الأسرة الدولية باتت أمام خيارين اما ان تبقى معه على اتفاق لأسباب عملية أو انها ستفهم ان جميع المشاكل بما فيها الأزمة في كوسوفا ليست سوى نتيجة لنظام ديكتاتوري وحشي ينتهجه مسؤول في بلغراد .
وكرر ديوكانوفيتش رغبته في عدم التخلي عن سياسة بلاده التي تهدف الى اقامة مجتمع ديموقراطي والاندماج في الاتحاد الأوروبي وابقاء بلاده ضمن الاتحاد الفدرالي اليوغوسلافي.
مشاورات بعد الحرب بشأن المستقبل
وقال سنتشاور بعد انتهاء الأزمة لمعرفة ما اذا كان تحقيق اهدافنا يجب ان يتم عبر الكونفدرالية أو الاستقلال مؤكدا بأن هناك مؤيدين لاقامة صربيا ديموقراطية تنتمي الى الاتحاد الأوروبي في أوساط السلطة كما في المعارضة في بلغراد، وانه يجب مساعدتهم وتشجيعهم على العودة الى الواجهة , واعتبر ان بامكان بلاده بمساعدة العالم الديموقراطي المساهمة في اعادة النظام الديموقراطي الى صربيا .
واشار الى انه ينتظر من الأسرة الدولية انتهاج سياسة محددة بوضوح ازاء البلقان تسمح باعادة بناء المنطقة وفقا لمعايير أوروبية بدءا من مساعدة الأطراف الأكثر مصداقية , وختم بقول ان مونتينيغرو يمكنها ان تشكل مثالا جيدا للدول الأخرى في المنطقة .
حلف الأطلسي يستأنف
غاراته على يوغوسلافيا
وفي بلجراد استأنف حلف شمال الأطلسي غاراته الجوية خلال الليلة الماضية بقصف ثالثة كبرى المدن الصربية نيش الواقعة في جنوب البلاد.
وتفيد الأنباء انه سمع دوي عدة انفجارات في مطار المدينة وان دائرة البريد بها قد قصفت ايضا.
ومن ناحية أخرى تبدأ يوغوسلافيا اجراءات قضائية ضد الدول العشر الاعضاء في حلف شمال الأطلسي امام محكمة العدل الدولية في لاهاي امس سعيا الى وقف الغارات الجوية والصاروخية والمطالبة بتعويضات.
ويتوقع ان يشير محامو السلطات اليوغوسلافية الى ان الغارات الجوية التي شنها الحلف بدون تفويض من الأمم المتحدة تمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة,, كما يتهمون الحلف بالابادة الجماعية وهو اتهام وصفه المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون بأنه سخيف.
بلجراد تمضي أول ليلة بلا غارات
واستيقظت العاصمة اليوغوسلافية هادئة أمس الاثنين بعدما أمضت أول ليلة منذ 47 ليلة دون انطلاق صفارات الانذار من الغارات الجوية.
وكان الهجوم الوحيد لحلف شمال الأطلسي في جميع انحاء الصرب الليلة الماضية على مدينة نيش ثالثة كبرى مدن الجمهورية.
وقالت وكالة تانيوج اليوغوسلافية للأنباء أمضى أهل بلجراد أول ليلة هادئة دون انطلاق صفارات الانذار منذ بداية عمليات حلف شمال الأطلسي ضد يوغوسلافيا في 24 مارس آذار .
واضافت مرت الآن 24 ساعة على بلجراد دون غارات .
لكن يبدو ان عدم انطلاق صفارات الانذار اثار حالة من الخوف بدلا من السكينة بين سكان العاصمة.
وقال ساكن في وقت سابقا ان الناس اكثر ذعرا ولا يستطيعون النوم لأنه ليس لديهم فكرة عما يجري .
بكين تنظم احتجاجات
مستمرة ضد واشنطن
وفي بكين استمرت الاحتجاجات على حلف شمال الأطلسي لليوم الثالث على التوالي الى اليوم الاثنين خارج سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في بكين ولم تخف السلطات أنها هي التي تنظم الاحتجاجات.
وفي أول يوم عمل منذ بدء الاحتجاجات على قصف حلف شمال الأطلسي للسفارة الصينية في بلجراد يوم الجمعة انضم موظفو مؤسسات الدولة والمتقاعدون منهم الى جموع الطلاب المحتجين.
وفي أول رد سياسي اعلنت الصين تعليق الاتصالات العسكرية والحوار في مجال حقوق الانسان مع الولايات المتحدة.
وقال شهود ان الشرطة اقامت نقطة لتسجيل اسماء الراغبين في الاشتراك في الاحتجاجات.
وسارت مجموعات تضم نحو 200 محتج في طريق تمت الموافقة عليه مرورا بالسفارة البريطانية ثم مقر اقامة السفير ثم مجمع السفارة الأمريكية.
وتوقفت بعض المجموعات لتلقي بالحجارة والزجاجات على المباني لكن حدة الاحتجاجات هدأت مقارنة مع مطلع الاسبوع وقصر معظم المحتجين غضبهم على ترديد هتافات مثل تسقط الامبريالية وحلوا حلف شمال الأطلسي .
وما زال السفير الأمريكي لدى الصين جيمس ساسر حبيس مجمع السفارة لليوم الثالث, وقال لرويترز انه وموظفي السفارة هرعوا الاحد الماضي لحماية وثائق حساسة خوفا من ان يجتاز الطلبة صفوف رجال الشرطة ويقتحموا السفارة.
واضاف نحن نتخذ جميع الاحتياطات الضرورية لحماية أي معدات أو وثائق حساسة .
خرائط قديمة وراء
خطأ قصف السفارة الصينية
وفي واشنطن أوضح مسؤولان أمريكيان ان قصف حلف شمال الأطلسي سفارة الصين في بلغراد نتج عن استخدام خرائط قديمة قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي اي ايه لم تشر الى ان السفارة الصينية انتقلت الى عنوان جديد قبل بضع سنوات.
ففي بيان صدر أمس الأول الاحد عزا مدير السي اي ايه جورج تينيت ووزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين الخطأ الى معلومات ناقصة وليس الى خطأ ارتكبه الطيار أو الى مشكلة فنية لكنهما لم يتهما بالاسم وكالة الاستخبارات المركزية.
وقال المسؤولان الامريكيان حسبما ذكرت شبكة سي ان ان التلفزيونية يبدو من الواضح ان معلومات مغلوطة قادت الى اختيار المبنى هدفا, ولم يتم تصحيح هذا الخطأ الأساسي خلال الاجراءات الطويلة المعتمدة لاختيار الأهداف والموافقة عليها .
واعلن البيان ان تحقيقا حول الاجراءات التي يعتمدها الحلف قادت الى قناعة بأن الأمر يتعلق بخطأ لن يتكرر بعد الآن على الأرجح, مؤكدا ان سلطات حلف شمال الأطلسي تعتزم مواصلة حملتها الجوية وتكثيفها.
انعقاد محكمة العدل الدولية في لاهاي
وفي لاهاي عقدت محكمة العدل الدولية جلسة طارئة أمس لمناقشة طلبات قدمتها يوغوسلافيا لانهاء حلف شمال الأطلسي غاراته عليها بشكل فوري.
وقدمت يوغوسلافيا شكاوى منفصلة ضد كل الدول العشر وبينها فرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا وبلجيكا وكندا والبرتغال واسبانيا, وتتهم بلجراد هذه الدول بقصف أراضيها في انتهاك لتعهداتها بموجب القانون الدولي بعدم استخدام القوة ضد دولة اخرى معتمدة في قضيتها على سلسلة من المعاهدات الدولية بينها اتفاقية جنيف لعام 1949, وستنظر المحكمة المؤلفة من 15 قاضيا دوليا في الطلب اليوغوسلافي خلال جلسة استماع تمت الدعوة الى عقدها على عجل وتستمر يومين.
ومن المتوقع ان تصدر المحكمة حكمها المبدئي خلال اسبوعين أو ثلاثة بعد نظر القضية.
وقرارات المحكمة الدولية ملزمة ودون استئناف ولكنها لا تملك سبل فرض تنفيذها واذا لم تمتثل أي دولة لقرارات المحكمة فان السبيل الوحيد امام المحكمة هو مجلس الأمن الدولي حيث تتمتع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بحق النقض.
|
